الخميس، 22 سبتمبر 2011

طفولة سعوديه


اليوم: الاربعاء
التاريخ: 25 / 10 / 1432هـ
3:40ص




إكمال دراسة والدي في " كندا - مونتريال " كانت سبباً في حصولي على الجواز الكندي.. فهُناكَ ولِدتُ وهناك نطقت أولى أحرفي وهناك " تمخطرت " ..
كنت أرفض بشدة الذهاب إلى المدرسه بعكس إخوتي اللذان لا يتغيبان إلاّ في الحالات الطارئه.. لا عجب إذاً حينَ نقارن بين " انقليزيتهم و إنقليزيتي " ..
ذات صباح أصرّت أمي أن أذهب للمدرسه.. لكنني استخدمت " الخطه ب " حيث أنني بكيت بشدة وبدأتُ أشكي سلوك الاطفال وأصبحت في نظرها الطفل المنبوذ. كمْ أنا مُدلّل.. وكم أنتِ حنونةً يا أمي.. إلاّ أنني تمنيتُ لو أنك " صفقتيني " حتى أعلم بأن الله " حق " .
،
في حديث أمي عن الوطن ومدى فراقها له، كنتُ أشعر بالفخر.. لا اعلم ماذا يعني أن تكونَ سعوديا أو كنديا..
لكن ذلك الشيء من الواضح أنه استحل مكانة كبيره في فؤاد تلك المرأة العظيمة حتى تتحدث عنه بين لحظة ولحظه .
لم أسألها عمّا يجول في خاطري، أنّما كنتُ كما الاطفال.. تقتلهم الحيره لكنهم لا يسألون.. يعتقدون بأسئلتهم أنهم ساذجون !!
لمَ يعتقدون ذلك؟ لأننا نطلب منهم السكوت وأن يدعوا الأسئلة للكبار.. لهذا يعتقد الطفل بأن لا أحقية له بالكلام، فقط " يلهو " ولآ يشغل تفكيره بشيء، فلهو أهلٌ يعتنون بباقي الأمور .
،
وأخيراً عدتُ للوطن.. نظرت إلى عيني أمي لكنها كانت تنظر أمامها، في الحقيقة تنظر نحو الفراغ.. ربما كان فراغ الوطن يملَؤ ما بدالخها.. فبهذا لا يصبح فراغ. وربما بادلتني الشعور.. لكن لم يكن " وقتي " آنَ ذآك  لتنظر مآ إذآ كنتُ فرحاً أو لا..
ابتسمت ولم أعر تلكَ اللحظة أيّ اهتمام.. فكم ارغب بأن ارى ما قد يكون موطني الثاني [ بيتنا ]
وأخيراً نظر إلي والدي وقال " عبوودي الحمدلله على السلامه ".. إنّه بالفعل يكلمني !!
هكذا عوّدنا والدي.. بابتسامة عريضة لا تفارقه، تجهل غضبه من فرحه، لكنه شديد الاهتمام بمشاعر الآخرين، سواء كان صغيراً " مثلي " أو كبيراً كـ جدي ..
ابتسمتُ لهُ وقلت " بابا احنا في السعوديه ؟ " كنتُ أعلم أينَ نحن.. لكنني سعيدٌ بسؤاله، وسعيدٌ لعودتي لأرض الوطن .