الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

تويتر.. يلفظ أنفاسه الأخيره

***




يحدث أن تستيقظ يوماً.. وتجد نفسك وقد أصبحت ذا شأن.. يتزاحم من حولك الناس.
المحب والكاره، وعليك في هذه اللحظه.. الإمساك بزمام اللأمور .
إما أن تقترب منهم.. فتملك قلوبهم.. وبها تملكهم .

هكذا بدأ " تويتر " كان للناس الجديد المختلف.. القليل الكثير .
يختصرك في ١٤٠ حرف لتُعبّر.. والمقابل متابعون تستهويهم أحرفك فتحكمُ عليهم بالبقاء وهم مستمتعون .

إلى أن أصبح تويتر " القديم الفاضح " وأصبح المتابعون ناقدون ناقمون.. متلصصون على حقوقك !!
وأصبح هناك الهاربون وهناك المتحولون.. كوميديون وسياسيون ...إلخ

فيما بعد.. الأغلب سيكون من الهاربين .
للبحث عن الخصوصية.. للبحث عن الحريّة بشكل أوسع .
عن مكانٍ يسمح للمشترك بالظهور على طبيعته بطريقة يزيد من عُمْر عفويته.. والوثوق بمتابعيه .

وذلكَ المكان.. أظنّه لن يُبنى .

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

أحلامُ أطفال ..



طفلٌ ماتَ مِن القهر، يبكي بحُرقة، شفتاه ترتجفان.. وكوب حليبٍ يرفض أن يُكمِله
كُسِرت لعبته! كسرها أولئك المشاغبون، ليُضحِكوا طفلةً أحبّته ..
اقتربت تلك الطفلة تواسيه، تمسح جرحاً سبّبه " أشباه أطفال " 
أحرقوه بلعبته، وأرادت أن تطفئ ذاك اللهيب !!
صرخ الطفل " ابتعدي.. ابتعدي "
خافت الجميله.. وسقطت مِن يدِها وردةٌ نحيله. لا لون لها! لونُها الموت وقد ذبُلَت من العطش .
وركضَت هاربةً نحو أمها.. تشكي لها بصمت.. وتعاتبُ الطفل بعينان تدمعان .



- لماذا أبكيتني يا رجُل الأطفال؟! هم حاولوا إضحاكي.. لكنهم أبكوك يا رجُل !!
ألِأنهم أبكوك تُبكيني؟! أنتَ تفعل كما يفعل الأطفال !!
لماذا أهديتني دمعاً وأنا صغيره؟! أنا صغيره.. أستحق أن تقول لي يا أميره .
دلعني يا رجُل الأطفال دلعني.. قبّلني فكلّ مَن هُنا كبار.. ومَن يبالي بقبلة أطفال ؟!



- دعيني يا أميرة الصغار.. أنتِ محبوبة كلّ الأطفال.. أنتِ أصبحتِ من الكبار
يعني أنكِ تعطفين على مَن هم مثلي من الصغار، الذين يدّعون بأنهم أشرار
لكنني طفلٌ يرسم كالأطفال " كوخٌ.. ومِن حوله أشجار "




- دعكَ مِن هذا يا رجُل واسقني.. أنا وردةٌ وأنتَ لونُها
أرجوك لا تدع أحداً يلوّنها..



مسحَ الطفل دموعه، وذهب حيثُ يسمح لأفكاره أن تطير
ودعى أن تقترب فتاته من قلبه الصغير ..
وقال في نفسه " كم كنتُ معها حقير "
لكن الطفلة نامت في حضن أمها.. والدمع جفّ على خدها
واستيقظت ورأت وردةً لا لون لها.. قد وضعها أحدهم في يدها .

السبت، 29 سبتمبر 2012

أحبَبتُكِ كِذباً حتى صرتِ صِدْقاً ..

9 - 30 - 2012



لديْكِ ..
كلّ الحروفِ وما تبقّى مِنها.. إليْكِ .



- نحنُ لا نذهب إلى طبيب نفسي لأننا لا نعلمُ ما بِنا.. نحنُ نذهب لنخبر الطبيبِ ما بِنا .
نحنُ مُتعبون ومُثقلون بأمورٍ لم تأتِ بعد.. لأنّنا نفُكر.. لأنّنا نتساءل .
نحنُ لا نُريد أن نعلم.. نحنُ نخاف فقط أن نتألّم. نحنُ نعلم.. لكنّ العِلمَ محدود.. وما نطلبه علماً و " زود " .
أتعلمينَ أمراً؟ بالطبع لا. أنا لا أفكر كثيراً.. ولا تُصدّقي بأنّ الأغبياء هُم وحدهم لا يفكرون. فقد كنتُ غبياً وأنا أفكر .
هناكَ إثنان.. أحدهم طيّار.. والآخر طبيب. وأنا الثالث أكتبُ عنهم ما أريد .
نحنُ داخل كُرةِ صغيره.. وهذا ما يجعلُ الناس في حيره.. لكن أنا وأنتِ.. ومَن رحِم ربّي.. لسناَ في حيره ولآ سميره.. نحنُ نؤمن باالله وحدَهُ ولآ غيره .



-  كان موعدنا ذات يوم.. بعدَ أن أستيقظ من النوم، لمْ أنَم.. واعتذرتِ أنتِ بحجّة الصوم .
قدْ كنتِ ذاتَ يومٍ مصدرَ إزعاج، ذلكَ اليوم لمْ يأتِ.. لِذا أشعرُ بإزعاج .
لا أعلم أمراً، وأعلمُ نهياً عن حُمراً *** إذا قبّلَتني، شعرتُ بِها قتلتني .
لماذا يسألونَ ما بيْ؟! ويعلمونَ أنّي لو أحكي.. سأبكي. وأعلمُ أنّي لو بكيْت.. سأعودُ وحيداً إلى البيت .




- الراحه هيَ الإيمانُ بالله ثمّ الإنسان، لتنعمَ بزوجة تشعرُ بأنّك أشجعُ الفرسان..    على الرغم من علمك أنّك من جنبها، لكن هذا ما يفعله الإيمان .
أحبّ النومَ على صوتكِ، ولا أقصدُ في ذلك استبدال السريرَ بصوتكِ.. لكن أريد استبدال صوتي بهِ .
أستغربُ بعض رسائل الحُب يا حبيبتي، البعض يكتب لحبيبته " أحضنيني حتى الموت " الغبيْ لا يعلم أنّي أنا من سيربُت على كتفها حينَ تتذكّره.. ولا تعلمُ هيَ مالذي سيحدث بعد موضوع كتفها .
أنتِ جميله، وفي السطرِ السابق لم أقصد إهانتكِ.. ربّما فعلت.. لكن أفضل مِن أن أحضنكِ حتى الموت .
غاضبةٌ تبدو عيناكِ كالجمر، أحببتُ فيكِ الضحك ولم أعهد فيكِ الضجر. قولي حبيبي دعكَ مِن هذا، فذاك مات من حضنها وأنا أموتُ قهر .

السبت، 7 يوليو 2012

خاطره




خاطره ..
وفي حديثي لكِ كلماتٌ عابره


خاطره .. 
أنسى مكنونَها، وأتذكر لقاءنا الأول، يومَ كُنتِ ساحره !!


أرجوكِ دعِ العُمر يمضي..
أصعب الأيامِ ذكراك، أصعب حتى مِن يومِ فرقاك !!


خاطره ..
ولو أنّكِ قلتِ أحبك، لقالوا عنكِ فاجره !!


أنتِ عطرَ الذكريات، أنتِ.. أنتِ لستِ فاجره
أنتِ كنتِ حائره، بينَ حبّ صادقٍ.. بين لعبه خاسره 


خاطره ..
كلماتُ حبّ زائده، قلتِ عنها: رائعه
ثمّ رحلتي، يعني " ما منها فائده "




خاطره ..
" ما بلآش نُكتب مشتاقين "
" ما بلاش نعيش واحنا عشقانين "
" كده حنموت حزنانين.. وعلى مين ؟! "




خاطره ..
صورة طفلة ليست جميله، كبُرت في يوم وليله
وتحوّلت لأميره، يكتُب فيها خاطره.. تتبعُها خاطره .

الخميس، 5 يوليو 2012

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء التاسع عشر )


" هذه رسالتي الأولى، مِن أصل 5 رسائل لم تنل إعجابي. سأختصر الرسالة بسؤال: هل أنتَ بخير ؟!

أعلم بأنّ السؤال مُبالغ فيه، لكن حبيبي.. مَن يدري، قد أموتُ قبل أن أُكمل رسالتي. تقول الآن " يا رائحة الورد يا حبيبتي.. فكّي الدراما شوي "
لكنّك تعلمُ مدى كُرهي للدراما ومدى حبّي لإسمي حينَ تناديني " يا ياسمينه ". وتعلمُ كم أنا سيئة في التعبير عن مشاعري، ولا أدري إن كان ما أكتبه الآن له علاقة بمشاعري، وهل هُناك مَن يكتُب بِلا مشاعر !!

إعتدتُ على أن أقلّدك في كلّ شيء - إعتراف فريد من نوعه، أعلمُ ذلك - لكن حين  تختفي شمسك.. تجعلك تفكّر، ثمّ تبدأ بإفشاء أسرارك لها، وتعترف لها مدى غبائك حينَ كنتَ تدّعي الذكاء أمامها. وأنتَ يا شمسي لمْ تُشرق على أرضي ولم تطرُق شبابيك غُرفتي ولم تتسلّل مِن خلفِ ستائري منذُ أن رأيتُك آخر مره !!
ماذا.. هل كان حُضني غيرَ صادق؟! هل لاحظتَ أنّه مشغول بشيء؟! كانَ والله مشغولٌ بك.. يشعر ولا يعلم، أنّك ستغادره فجاءة!! هل غادرت فعلاً؟!.

لا تحتاج لِأن أُخبرك بأنني أصبحتُ أكتب بشكل أفضل، السطور السابقه تُخبرك. 
هل أعجبَتك؟! هل تقرأها الآن..؟! أجبني برسالة فارغه.. وإن تخجل مِنها وهيَ فارغه أيّها الكاتب البارع، ضع نقطة فقط "



رفَعتُ رأسي بعد أن أنهيت قراءة رسالتِها، ورأيتُها فوقي تبتسم. سألَتني بينما كانت " منبطحه " فوقَ السرير: هاه.. شرايك ؟

- همّزي كتوفي تكفين ..
- وليييد ..!!
- طيب يامفترسه، حلو اللي كتبتيه
- إيه ..؟
- وشو إيه ؟
- غير الحلو ..؟
- يهبل ..

اقتربَت مِن كتفي وظننتها ستهمس، لكنها افترست كتفي بأسنانها، شعرتُ بأنياب!! لكنني تذكرت بأن مصّاصي الدماء يُفضّلون العُنق على الأكتاف، ولا أدري ما السر !!

صرختُ بصوت عالي نسبياً: أستسلم.. أستااااسلم !!
ومِن المُؤسف أنها كانت تستمتع بذلك، مما جعل الموضوع يطول، حتى بدأتُ بدغتغتها. وسمعتها تهمس وهيَ تكادُ تموت من الضحك: أستسلم.. أستاااسلم !!
ومِن الرائع أنني كنتُ أستمتع بذلك .





***



إن كنتم تسألون عن " أم رزان " فقد ماتت ..
لم تمُت في الحقيقة.. هيَ لا تزال على قيد الحياة، لكن ليست حياتي .
أصدُقُكم القوْل، أشعرُ بأنّي رجُلٌ مختلف. صحيح أنّني لا أزال أصرخُ في أذُن رزان كلّما تأخّرَتْ بالرد عليّ.. لكن هذا لا يجعلني " خائن ". ولآ أمانع أن أقول بأنّي كنتُ خائناً، طالما لستُ كذلك الآن .



في الفترة الأخيره، وبعد آخر لقاءٍ بيننا. أصبح التواصل بيننا مُتقطّع.. وكِلانا لم يشتكي. وكِلانا التزم الصمت .
أفتقدها.. لكن رسالة منها كانت تكفي لِأَن تروي ضمئي، وكلمة " أُحبّك " كلّ صباحٍ أظنّها تكفي لِأَن تُبقي رزان عشيقتي إلى نهاية اليوم دونَ أن أسأل عنها في المساء .
في الحقيقة أنّ هذا الجزء مِن علاقتنا كان مُمِل.. وربّما رزان تنبّأت بحدوث مِثل هذا في رسالتها التي قرأتها لي !!



***




" مساءُ الخير حبيبي.. رسالتي الأولى مِن أصل 5 رسائل " شخبط " على أوراقها نُونُو المشاغب. أنتَ تذكرُ نونو، أليس كذلك ؟!
لايهم.. هناك أمرٌ أهم، لا أدري مالذي يحصل بيننا يا عَقْرب يومي، وكأنّك نسيتَ كيفَ تكتُب.. و وهبْتَني قلمك لِأكتُب عنْك!! إن كنتُ مشغول.. أخبرني، إن كانَت هُناك أُخرى غيري.. أخبرني !!
أخبرتني صديقةٌ ليْ بأنّ الشاب - وحينَ أقول شاب، لا أعني الشاب السعودي فقط. أكره ثقافة بأنّ الشاب السعودي هوَ وحده " الخروف " وبقيّة شباب العالم (( جورج كلوني )) سخيفه.. تجاوزها حبيبي - حينَ لا يسأل عن حبيبته لفترة أسبوع، فهو على علاقة بغيرها. لستُ متأكدة.. لكنني سأُصدّق ما تقولُه لي أنت .

ملاحظه: لا أنتظر مِنك رسالة.. أنتظرُ لقاءك يا عقْرَب "



عقرب؟! أيّ دلعٍ تكتبينه يا روز!! إن كنتُ قد نسيت الكتابه.. فأنتِ نسيتي كيف تُدلّليني. أتمنى أن تكوني مخطئه، أظنك تقصدين بأنّي عقارب يومك. لكن كيف لجميلة مثلك ألاّ تفرّق بين مطرٍ وصحراء ؟!



ونُونُو.. لماذا يُشخبط على أوراقك؟! أُراهن أنّه لَم يُشخبط ولمْ يَقْرب أوراقك.. لكنّكِ أنتِ مَن شخبط عليها وأعاد صياغتها لتكتبي آخر الرسالة " عقرب ". 
بدأتُ أكرهُ فكرة أنْ تكتُبي رسائل. كنتِ حينَ تغضبين، تتصلين وتصرخين.. وأستمع لكلّ حرف معَ كلّ صرخه، وأرى دموعكِ مِن خلفِ سمّاعة " الجوّال " دونَ أن تبيّني لي أنّكِ تبكين. أيّتها الشجاعة التي استعانت بالرسائل كَيْ لا أرى دموعها إن كانت تبكي، ولآ ابتسامتها إن كانت سعيده!! 
سأُشخبط على رسالتِك.. سأُشخبط كلّ رسالة تكتُبين فيها " عقرب " 

ومَن هيَ صديقتُكِ التي أخبرتك عنْ نظريّتها السقيمه؟!
لديّ قائمة بأسماء كلّ صديقاتك.. أيّ واحدة تقصدين ؟!

نرمين الدوبا: التي ترى بأنّ جميع شباب العالم - سواء كانَ سعودي أو بنغالي - هُم أجمل شيء خُلق في هذا الكوْن. تعلمُ بأنّها ليست جميله، وأنّ كرشها يُسبب للسعودي والبنغالي تقلّبات في المعده، ويبدأ بمجاملتها بابتسامه بمعنى: خلاص لا يكثر. وتظنّ بأنّهم " سعبلوا " عندها. آآآآه الغبيه.. كانت تعلم بأنّني مُعجبٌ بك، لكنها أمسكت بيدي أمامك، وأشكركِ جزيل الشكر حبيبتي بأنّكِ كنتِ ولا زلت خجولة إلى حدّ أنّكِ لم تنظري إلى يدي ومالذي يُمسكُ بها !!


هند المسترجله: أولاً: كيفَ أكونُ عقرب ومثل هِند على قيد الحياة؟! ثانياً: عليها أن تعرف، بأنّ ما يُطبّق عليها لا يُطبّق على الرجُل الأصلي - إن كانَت هي مَن أخبرتك -. إذا كان عدم سؤالها عن " حبيبتها " لمدّة أسبوع يعني بأنها وجدَت حبيبة أخرى.. هذا شأنُها. منذُ متى وأنتِ تستمعينَ إلى شذوذ يا روز؟! في المرة المقبلة سأناديك بغيرِ إسمك .



مها تركي الأول: هاهاها.. أتذكّر حينَ أطلقتُ عليها هذا الإسم. كنتِ تشتمين وأنتِ تضحكين، لا تُنكرين.. فقد أعجبتك. لكنّ " عقرب " ليستْ مُضحكه ياروز، عليكِ إعادة النظر فيها. كنتُ أسأل إن كانت مها هي صديقتُكِ المعنيّة أم لآ؟! صديقتُك التي اكتشفتُ بأنّها على علاقة بجميع أصدقائي، إلاّ أنا - وأعوذ بالله مِن كلمة أنا - ومَن رحِم ربّي. كنتُ أصادفها كثيرا في الأماكن العامّة، وكنتُ دائما أطلبُ منكِ ألاّ نلتقي في مكانٍ عام، كنتِ تسخرين منّي كلما قلتُ لك: أخاف نقابل مَها. وتقولين: الله أكبر يالهيئه الحين..!!. تعلمين أنّني أكره بأن يرانا أحدٌ يعرفنا ونحنُ معاً. دائماً تسخرين يا روز. 
أعلمُ أنني لم أغيّر إسمك بعد.. لكنني لم أجد إسماً يليقُ بكرهي لكِ .


والقائمة تطول ..
لنَعُد لمحْور حديثنا: هل أنتِ مُتأكدة بأنّها صديقة التي أخبرتك..؟!



***


في بيت هِند وفي غرفتها تحديداً، كانت روز تُقلّب الأوراق.. أوراق تختلف عن قبلها. تلكَ التي في الماضي كانت أوراقي، وما بين يديها الآن.. أوراق تلخيص لإحدى موادّها. قالت بعد أن وضعت الأوراق جانبا: إففف.. أحاولُ جاهدة أن أنساه، على الأقل هذه الفترة.. تعلمين جيداً يا هند أنها أهم فترة في حياتي.

قالت هند بينما كانت تداعب سيجارتها بفمها قبل أن تُشعلها: اللي يسمعك يقول زواجك بعد أسبوع، ترى كلها اختبارات نهائيه ..
- بعد أسبوع فيه شي أهم من الزواج
- ما كأنّك تبالغين ؟!
- أبالغ لو قلت لك إن وليد ذا النشبه عيّا يطلع مِن مُخي
- أوف أوف.. صار نشبه وليد ؟!
- ياهند.. وليد متغيّر!! كنّه شايف منّي شي، ودي أسأله " ماتبيني؟! " بس هو مايحب هالأسئله ويقلبها زعل
- أقول بس.. ما بقى الاّ هو، يحمد ربّه إنك معطيته وجه .

إبتسمتْ حبيبتي روز لهند التي كانت بحاجه لِمثل هذا التشجيع، لا سيما وأنّ اختباراتها النهائيه أهمّ مِن الزواج .



***



" مساءُ الخير حبيبتي.. 
أعلمُ أنّكِ تُريدينَ رؤيتي، لكنّني شعرتُ بالإهانه حين اتهمتِني بنسيان الكِتابه، ولو أنّكِ اتهمتِني بالهِجران.. كانَ أفضل. أصبحتِ تكتبين بشكل جيّد، أعتقد بأنّكِ أصبحتي أفضل منّي [ بالطبع أُبالغ ] لكن سأعترف لكِ بشيء.. أنتِ أفضل في شيء واحد، أنتِ تُحبّين بشكلٍ صحيح.. بقلب نظيف.. بعقل كبير، ليسَتْ من أوْلويّاتك الكتابه كَما هو حالي، لِذا أنتِ تسبقيني دائما بخطوه. كنتُ سأحسدُك.. لوْ  كان ذلك الحبّ لغيري.
لستُ أنا كم كنتُ في الماضي، هكذا تشعرين.. وتخافين الإفصاح عن ذلك، لكنّ عيناكِ أخبرتني قبل أن يخبرني لسانك - وأتمنى ألاّ تستخدمي لسانكِ في الكلام، لأنّه خجول.. وأنا أحب الخجل في حالةٍ واحده وفي أوقات مُحدّده، تعرفينها أليسَ كذلك؟! لا حاجة لِأن أكتُبها هُنا.. أخاف أن تخجلي وأغضب حينها. لِذا دعي قلمكِ دائماً يتحدّث، ودعي لسانكِ يفعل ما يفعلُه الجريؤون - وما أخبرتني بهِ عيناكِ صحيح.. لكنكِ مُخطئه إن اعتقدتِ بأنّي على علاقة بغيرك، كنتُ أتمنّى بالطبع.. لوْ كنتِ في حياة رجُلٍ غيريْ. لكن لسوءِ حظّك.. أنتِ جزءٌ مِن حياتي.. قلتُ جزء؟! لسوء حظّك.. أنتِ حياتي، لِذا.. أكملي فِنجانَ قهوتكِ.. ولآ تقتُليني بشكوكك "




رفعَت رأسها بعد أن أنهَت قراءة رسالتِي، ورأتني فوقها أبتسم. سألتُها بينما كنت " منبطحاً" فوقَ السرير: هاه.. شرايك ؟

صارعت إبتسامتها وقالت: همّز كتوفي تكفى .

الأربعاء، 13 يونيو 2012

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الثامن عشر )

بدأتُ كتابة هذه السطور وأنا متردد.. هل أكتُب، أم ألتقي بك في أيّ مكان تُحبين وأخبركِ بنفسي ؟!
يُقال بأنّ الشجاع.. مَن يعترف لحبيبته وجهاً لوجه. على الأقل.. هذا ما قُلتُه أنا، لم يقُل ذلك أحدٌ مِن قبل ..!
أشعرُ بذلك الآن.. أشعُر يا حبيبتي، أنّ كلمة حبيبتي لم تعُد كسابق عهدها، حينما كانت تأثر في عيني حين أقولها، وتأثر في صوتُك حين تقولين " حبيب رزان إنت ". أشعرُ يا رزان بأنّي ضعيف.. ضعيف جدا، إلى حد الرغبة في أن تطولَ مقدمة رسالتي وأن تصل لعدّة صفحات.. حتى يصيبك الملل وتمزقي الأوراق وتهبّ معَ هبوب الرياح.. آه، كم أتمنى أن تأخذ منكِ الرياح تلك الورقه، وتقرأها هي.. لا أمانع أن يقرأها أيّ أحدٍ غيرك. أعلمُ جيداً أنّكِ لا تقرأين هذه السطور.. أنتِ تقفزين السطور، تمهّلي، ليتكِ تعلمينَ بأنّ هذه السطور هيَ أجمل ما سيُكتب.. إقرأيها .


قبل أيام... إلتقيتُ بامرأة، قلتُ امرأة ليست فتاة. أعني أنّها متزوجه.. ولديها أطفال وفتاة جميلة مثلك .
أُعجِبت بي.. أو أُعجِبتُ بها، لا أدري.. هل هذا يهُم؟! حسناً.. كِلانا أُعجِب بالآخر، كانَ مجرّد إعجاب.. وهل هذا يهم؟!
لم تُعجب بمنظري، ولا بطول قامتي التي لا يراها غيركِ. كانت تنتظرُ منّي أن أدفع لها قيمة حذاء رأتهُ في إحدى المحلات. تصدقين ذلك؟! أنا أيضا لم أصدق ذلك حتى سمعتُها تكرر الطلب " تبي رقمي؟ إشتر لي الصندل هذا ". وأظنّ بأنّكِ تتساءلين إن كنتُ قد اشتريتُ لها " الصندل " أم لا؟! وهل هذا يُهم؟! المهم أنها أخذت رقمي.. وربما أنا مَن أخذ رقمها .


هل قلتُ لكِ بأنّي التقيتُ بها قبل أيام؟! حبيبتي رزان.. لا تُربكيني رجاءً، إقرأي بعيونٍ هادئه. كنتُ أقصد قبل أسبوعٍ ونصف. لن أصِفَ لكِ ملامحها، يكفي أن أقول بأنها تُشبهك.. ولا أظنّ بأنّك ستصدقين إن قلتُ لكِ أنها أعجبتني لأنها تُشبهك، أنتِ ذكيه.. ولا تفوتك التفاصيل الصغيره: كيف رأيتها وهي تلبس " الغطوه " ؟ آه، آه.. الغطوه، نسيت ذلك. حسناً، عيناها تُشبه عيناك.. تشبهُها تماما .


هناكَ أمرٌ آخر.. طلبَت منّي أن أراها. أعلمُ أن المنطق يقول بأنّ العكس صحيح. لكن نسيتُ أن أخبرك.. في لقائنا الأول، لم أشتر " الصندل "، قلتُ بأنّ الجايات أكثر " وغير الصندل مئة صندل ". حبيبتي.. أظنها أرادت رؤيتي لتستلم المئة صندل!! حسنا.. كان هناك ذلك الموعد، ولا أدري ماسبب ذهابي للموعد؟! أظنّه الفضول الشيطاني، الفضول الشيطاني!! نسيتُ أن أكتب ذلك في البداية. لايهم.. لن أعيد ما كتبته، كل ما عليك معرفته.. أنّه سبب كلّ ما يحدث .


في إحدى لقاءآتنا، نسيتُ أن أكتب ذلك أيضاً. إلتقيتُ بها مرتين، وفي لقائنا الثاني، كنتُ متأكدا بأنها ستطالب بصنادلها ولن تجاملني كالمرة الأولى. لكن ذلك لم يحدث.. ما حدِث كان أسوأ. حين كانت تنظرُ إلى عيني - ولا أظنها مُعجبة بِها - وأنا أتحدثُ إليكِ في الجوال، إنتهيتُ مِن مُكالمتك وقلتُ لها " إيوا رزان.. وش كنا نقول ؟ ". نظرت إلى عيني مرة أخرى - هذه المره كنت متأكد أنها لم تكن معجبة بعيني - وقالت " مييين ؟! " خفت يا رزان جدا.. خفتُ عليك، ولِمَ أخافُ عليك وهيَ لا تعرفك؟! وهل هذا يهم؟! إعتذرتُ من العجوز الجميلة جدا وقلت بأنّني آسف.. وأن أختي رزان كانت.... أختي رزان؟! هل هناك أقدم مِن ذلك العذر؟ وهل هُناك عذر أساسا؟!. 


حبيبتي.. في منتصف لقائنا الثاني، وبعد أن ناديتها بإسمك. إستأذنتني وقالت بأن لديها موعد وأنّ عليها الذهاب الآن. يبدو أنكِ تتساءلين: تغار " بتاعت الفلوس " ؟! ...



***





قاطعه صوت رنين الجوال.. وكانت رزان المتصله، تردد.. لكنه أجاب:
- هلا.. هلا بالحلو
- هلا وليد
- بس وليد ؟
- هلا حبيبي
- كيفك ؟
- بخير.. فاضي؟ بقولك شي
- سمي ؟
- لحظه.. أمي تناديني، خلاص أكلمك بعدين .
- طيب


إنتهت المكالمه.. وعاد وليد ليُكمل الرساله .



***



يبدو أنها اكتشفت الأمر، ويبدو أنكِ التقيتِ بِها.. ماذا قالت لكِ؟! قالت بأنّي بخيل ولا أشتري صندل لحبيبتي؟! سأشتري يارزان صندل وتسعه وتسعون صندل. ماذا قالت لكِ؟! قالت بأنها رأتني معك نتبادل الحديث.. لكنها لم تقُل شيء حينها لأنها تُحبّك وتظنّ بأنّي رجُلٌ صادق يحب ابنتها ولا يكذب عليها، حتى رأتني ذات يوم أغازل امرأة..!! أتصدقينها حين تقول: كنتُ أغازل امرأة؟!. عليكِ أن تُصدقيها.. فأنا أصدّق كل ما تقولُه لي أمّي. أتمنى فقط أن تتذكر شعوري كلّما اتصلَت بي.. وتُخبِرك. تتساءلين عن شعوري؟! وهل هذا يُهم؟! ..




***




تقاطعه رزان مرة أخرى باتصالها.. ينظر للشاشه ويقرأ " أم عيالي " ويعتقد بأنّها آخر مرة يرى فيها رقمها:
- هلا رزان
- بس رزان ؟
- هلا حبيبي.. وش فيه ؟!
- وش فيه؟! مافيه شي، بس أبي أكلمك
- قلتي تبيني بموضوع.. وشو ؟
- إيه صح.. أبي أشوفك ضروري، اشتقت لك يا حمار .
- !!




السبت، 9 يونيو 2012

نعمة النسيان


10 / 6 / 2012
الأحد








كان في كلّ لقاء ينسى إسمها.. وكان يستخدم " يا جميله " بدلاً مِن إسمها الذي لا يُنسى .
ذات ليلة.. كاد أن ينسى إسمه. وقد تكون تلك مُبالغه.. إلاّ أنه لا يُبالغ حين يتلعثم في كل مرّة يريد أن يعرّف بإسمه ..
المُضحك.. أنها هيَ أيضاً كانت تنسى إسمه في كلّ مرة تراه ..!!


مواعيدهم الغراميه تكون في إجازة الأسبوع، في شقّته الصغيره.. الصغيره جداً.
 يكتب لها الشِّعر وهيَ تلعبُ بشَعره.. وتسأله:
- ماذا تكتب ؟
- شِعراً
- إقرأه
- وبدأ " جميلتي.. إن كُنتِ ستضحكين على شِعري، فضحكي دون علمي، لم أكتب الشِعر في يوم.. إلاّ أنّي عرفتُ بعضه منكِ.
أنتِ أيضاً لستِ بشاعره، لكنّ الشِعر في عينيكِ. أرجوك، أرجوك.. أغمضي عينيك ولا تُكمِلي الباقي.. ستقترب، وتدنوا حروفي إليك.. وترجوك أن تقتربي منّي.. أكثر، فأكثر، فقُبله، فأسألُ بعدها: جميلتي.. ما أسمُكِ ؟! "


لم يكن ذلك شِعراً، ولمْ يقرُب الشِعر.. ونسيَت الجميلة كيفَ يُكتب الشِعر بعد أن سمعت صوتَ جميلها يرقصُ بين أغصانِ حروفِه.. أغصان شِعره .!!
وارتسم بُستانٌ على شفتيها يحملُ رائحة الورد لكنّه بِلا ورود.. واشتعلَ الخدّان، كادا من شدّة الخجلِ يوقَدان. أطفأ الجميلُ نجومَ الليل، واستأذنَ القمرُ يبحثُ عن أرضٍ لا تحملُ عاشقين.. فضلّ القمرُ يدور حتى هذه اللحظه !!

في تلك الليلة.. لم يكن أحدهم يعلمُ بأنها ستكون آخر ليله، آخر ساعات.. آخر حروفٍ نسيَت إسم مَن تُحب وتتذكر باقي الناس أجمعين .
كانا يبتسمان للعامّه.. لكنّ العامّة تبتسمُ لبعضها ولآ تلحظ إبتسامة عاشقيْن. 
نظر إليها وقال:
- يا جميله
- يا جميل
- لم تُخبريني
- ماذا تريد ؟
- حبّه ونص
- بس ما تبُص ؟
- أمرنا لله
- ونِعمَ بالله


استيقظ من نومه وكانت جميلتُه بجانبه.. لكنّه الآن يعرفُ اسم جميلته.. يعرفهُ جيداً !!
خاب ظنّه.. وخاف أن تكبر " الخيبه " إن استيقظت وهي تذكر إسمه .