السبت، 31 ديسمبر 2011

خربوشة 2011 - 2012



2011: أنت تعرف بأنك رمز يهابه العظماء ويحبه الضعفاء، أنتَ الرقم الذي بحثنا عنه بين الأرقام. شكراً لك [ أتعبناك ]




في تمام الساعة 12:00 منتصف الليل، فتح 2012 لنا بابه، رأيت من حولي أصدقائي.. وشعرت بأنها إشارة جيده - إلاّ أن اثنان منهم ذهب قبل بداية العام بنصف ساعه -
إنتهى عامٌ وبدأ عام ولا أزال بينهم.. أكرهُ تقليم الأظافر بفمي، لكنني أقوم بذلك حينَ أفكر.. وكنتُ حينها أُفكر .
وجوه قديمه تجددت مع بداية سنة جديده، من النادر رؤيتهم.. لكننا اليوم معاً !!




أقرأ وأسمع دائما بأنّ الرجال يحرصون على عدم قول " آسف " حتى وإن أخطأوا
في الواقع كَوْني رجُلاً، كان ذلك مؤثراً.. وشعرت بأن " آسف " كما يزعمون - تُقلّل من كونك رجُل -
أتقنتُ اللعبة وكثيراً ما كدت أقع في شباك " آسف " لكني كنتُ أذكى، حتى أثبتّ " رجولتي "
التأثير لم يقف إلى هنا، لكنني بدأت أشعر وأني لا آبه لمن حولي، أكانوا سُعداء " بيتشققون فرح " أم أن الحياة كانت قاسية عليهم - في تلك الحالة كنتُ أُشبِهُ الحياة -
لكنهم لم يخبروني أنه ( لتصبح رجُلاً، تنازل عن رجولتك )
إعتقدت بأني سأكسبها لآ أن أتنازل !!


بداية لطيفه تُحسب للسنة الجديده ..
التقيتُ بصديق الطفولة " رياض " وكان من الرائع ( تفغيصه )
وفي الجهة الأخرى، كان صديقي " سعود " يحمل في قلبه الكثير ويُودّ لو ( يكبه علي )
لم ألتقي بعد بسعود، لكني أعتذر " كبر وجه سعود " إعتذار يوصل لبيته، وأتمنى يخلي الدلع وما عاد يقولي ( أنت تصرفاتك لا تزال طفوليه ) ويحترم ألفاظه !!

سعود، أرسلت لك رسالة نصيه تقول " آسف "
( أفا منيب رجال ) !! .





::




أتمنى: لأني أحب نفسي كثير، سأتمنى للجميع في الأخير .
أتمنى التغيير من نفسي، لستُ لأنني سيئا، لكن لأنني أُحب التجديد ..
أتمنى أن أسيطر على غضبي، لدرجة تلقاني أضحك وانا معصب
أتمنى أن أنجز أعمالي أول بأول
أتمنى أكره النوم
أتمنى ما أفوت الدوام ولآ يوم إلاّ في حالات طارئه - يعني مثل لو كنت نايم أو مالي خلق -
أتمنى أن أُسعد أمي وأبوي وارفع براسهم، إلين يوصل لراسي 
أمنيه من قلب ( أتمنى أتشقلب بالهوا )

أمنيه للجميع: أتمنى أن تصبحوا أفضل مما تتمنون، أتمنى أن تسعدوا بكل يوم، أتمنى أن تحبوا الحياة لِتُحبّكم، أتمنى لقاءكم وشكركم، أتمنى أن تكونوا الأفضل في مجالاتكم، أتمنى لكم حُب الطاعة وحُب الخير .


أمنيتي للرجال: صحيح الكرشه من الصعب الاستغناء عنها، وان الرجال بالكرشه تشعر بأنه أكثر تنسيم من النحيف، والجلسة معه ما تنمل، لكن ارحم نفسك [ يارب كل دب يصير فان دام ]


أمنية للنساء: اتفق معكم بأن الحش أمرٌ ممتع، خاصة إذا كان اللي حولك يعزّز لك [ يرفع من معنوياتك ] بس ليه اذا صرتي ببيت زوجك تقولين " يا حبهن الحريم للحش استغفر الله بس " بسم الله عليس !!



كل سنه وأنتم بألف خير

السبت، 17 ديسمبر 2011

أغاني 2011












ملاحظه: ما ستقرأه هو مجرد " وجهة نظر " تحتاج لوجهات نظر وآرآء مختلفه ..




في أميريكا - يوم كنت أدرس لغه شهرين - في ذلك المطعم المكسيكي الرائع الذي يقدم لك ( ساندويتش رز .. ) كنتُ مع بعض الأصدقاء السعوديين، لاحظت أحدهم وهو يأكل، يهز رأسه متفاعلاً مع صوت الموسيقى الصادره من سقف المطعم، سكتّ قليلاً.. ثمّ ابتسمتُ دونَ أن يلحظني أحد بِفَمي المُمتلئ، وبدأت بالهز تلقائياً !!

في نهاية اليوم وفي منتصف الليل كنّا في " شقة " أحد الأصدقاء، نشاهد التلفاز ونناقش أحوالهم - الطلاب المبتعثين، يعني أنا اطلع منها - وبنتظار العشاء ..
كُنّا قد " سعبلنا جوعاً " حينما وصل العشاء، وكنا لا نزال نستمع إلى التلفاز ورابح صقر يقول ( بنت الرياض الأصيله .. ) ونحنُ " منطربين - ثنتين "
تكرّم من بيده الرموت وأطفأ الصوت وقال بنبرة الجائع " يللا سمّو " .

ابتسمتُ بحيرة وسألته " الحين وش الفرق بين الشقه والمطعم يوم انك تطفي الأغاني واحنا نآكل ؟ "
" أول شي تكريماً للنعمه، ثاني شي أنت بالشقه مخيّر وتقدر تغير، وبالمطعم مجبور .. " وجهة نظر اتفق معها
وكالطفل النشبه تساءلت عن تناقض الأفعال " مجبور، بس موب تنطرب مع الموسيقى وتهز يا وز .. " .




قبل كم يوم ..
عبّر أخي وصديقي " عبد الإله - المُلقّب بالأسْوَد " عن ملاحظة - كان يحتفظ بها إلى ذلك اليوم - بطريقة غير راضيه عما يحدث !!
في الحقيقة أعتقد أنّ الكل قد دوّن هذه الملاحظه من قبل، واحتفظ بها لنفسه [ وأنا منهم ] .
واعتقد بأن الموضوع يستحق الكتابة عنه ..


نعيش هذه الأيام وكأنها لحظات. إنها أجمل سنة مَرَرتُ بها، على الرغم من الآلآم التي لَم تُشفى بعد ..
إلاّ أنها السنة التي اعترفَت بالشباب منذ أول يوم لها حتى آخرها. لا شك بأنه تاريخ سيُحكى  .

في هذه السنة انفجرت الإذاعات وأصبحت " بدل الإذاعتين، عشر " وفُكّت الأصفاد ..
استمتع في كل لحظة أعيشها مع مقودي ليس بالسماع للإذاعات، بل باختيار ما يحلو لي من إذاعه، حتى إذا مللت " شغلت الآي بود " [ على فكره: ما عندي آي بود بس أهايط ]



لم تكن الإذاعات بالنسبة لعبدالإله - الذي يغضب حينَ تناديه " أسود " - تسبب له الملل، على العكس تماما، لا ينطرب إلاّ حينَ يستمع لهم ..
لكنه تساءل أطال الله بعمره في وسط زحمة السير ولسعة الشمس بتعابير وجه متقززه " أبو محمد، ملاحظ الإذاعات ما تحلا لهم الأغاني إلاّ وقت الأذآن ؟ " 


لسنا في حاجة إلى أدِلّة من السنّة أو من القرآن، أو تعليمات ونصائح، ولآ محاضرات دينيه، نحتاج لمن يقول لنا " أنت وضميرك " حتى إذا قالها، تشعر بأنّك وحدك من سيُوبّخ إذا أخطأ، وأنّك وحدك من سيُشكر إذا فعل الصواب .

كم هو رائع أن تنقلوا لنا آيات قرآنيه أو أحاديث نبويه في أوقات الصلاة ( صدقوني المساجد ما تآخذ وقت هاليومين ).. لأنني كل يوم أكون فيها " لحالي " أو مع عائلتي في السيارة، ألاحظ أن هناك برامج توعويه ونصائح قيّمه وحِكَم رائعه.. إلاّ أنها في وقت الأذان، تشبهون " مصاصي الدماء وقت زوال الشمس " ويذهب بريقكم وروعتكم !!
وإذا كانت العلّه في ( فرق أوقات الصلاة في مُدن المملكه ) بقول معكم حق " أصلن الفرق بين الرياض وجده 3 ساعات، حتى أني برمضان اتسحر بجده واجي افطر بالرياض !! "


أعلم جيدا بأن هذا ليس من صالح الإذاعات وقد يسبب لها خسائر، فهي تبث لأكثر من منطقه من مناطق الخليج، لكن ما أقوله هنا " الخيارات كثيره "


أذكر أنني كلّما استمعت إلى أغنيه بين الأذان والإقامه، تقول لي أختي وهي تصغرني سنّا " ترى سماع الأغاني بين الأذان والإقامه يجيب الفقر "
ماذا يتوجب علي لِأُجيبها؟ " طيب شسمه.. الإذاعات ليه ما يقفلون الأغاني ؟ " لكنني كنتُ خائفاً بعد أن أُجيب بهذه الطريقه، سأكون أنا الأصغر سنّا !.

هناك من يستمع لكم كقدوه ..







شُكر خاص: أشكر المخرج الواعد @Abduleelah على الموضوع الرائع، وبناءً على طلبه كتبت .

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الرابع عشر )

جميعُ المطارات عندي سَواءْ
جميع الفنادق عندي سَواءْ
وكلُّ ارتحالٍ قُبيلَ الشروقِ
وبعدَ المساءْ
سَواءْ
وكلّ الوجوهْ
تطاردني عند كلّ وداعْ
تلاحقني عند كلّ لقاءْ
سواءْ
ففيمَ العناءْ؟
ففيم العنَاءْ؟
..
أفيق مع الفجرِ..
أشرب شايَ الصباحْ
أسيرُ إلى غابة الأمسِ واليومِ 



( غازي القصيبي ) رحمه الله









الجزء الرابع عشر















بينما كانت رزان في الفصل ولم تشأ النزول للساحة وقت الفسحه، باتت تفكر بجديه في الرجوع إلى وليد بعد رسالته الأخيره البارحة بعد منتصف الليل.. رغم أنها لا تزال غاضبه على كل ما فعله .
بكل سهولة ينهي الحوار، حوارَ القلوب والعواطف.. بكل سهولة أذِن لدموعها أن تنزل، ولم يمضي إلاّ القليل حتى يتعرف على غيرها. ضايقها تصرف نوره في البدايه، لكن ما فعله وليد كان كفيلٌ بأن ينسيها جروحاً لا تُنسى! وضعت رأسها على " الماصه " وكانت وحدها في الفصل مما سنح لها بأن تتنهد وبصوت مسموع، لا يزال شعورها تجاه وليد نفسه الشعور أول مرة. مزيج من الأبوّة والزوج تجتمعان فيه، صادق بما يكفي لأن يفقد أغلى ما لديه.. أرادت فقط أن تسأله " ليه ..؟ "




دفعت نوره باب الفصل كرجال شرطة اقتحموا منزل مشتبه به، لم يتسنى لرزان بأن تمسح آثار دموعها التي قد طبعت على خديها وبدلا من ذلك حاولت جاهده أن تبتسم وتقول بطريقه ( عربجيه ) " خير خير.. وش في أمك تفتحين الباب كذا ؟ " كانت نوره تعض على شفتيها وتحبس داخل عيناها موجة دمع، اتجهت مباشرة إلى رزان واحتضنتها وبدأت تبكي.. كان رابطاً مشتركاً بينهن في لحظة واحده، فاجأها واحتضنتها رزان بحنان الأم وهي تسأل عما حدث في الأسفل، إنها المرة الأولى التي ترى فيها نوره وهي تبكي. الكل يعرف من هي نوره.. الفتاة التي لا تكل ولا تمل من الضحك وإضحاك من حولها، الفتاة الخالية من الأحزان.. وهي من أشد المقاطعين لكل ما يقربها من الأحزان، وأول تلك الأشياء هم الشباب .




فهي تشبههم بعض الشيء، بحكم أنها الفتاة الوحيدة من بين أربعة أخوان وقربها الشديد منهم جعل من" المزح الثقيل " من الأمور الخفيفه في نظرها، والكلام البذيء إنما هو مديح، والشعر القصير أكثر ترتيباً.
في ظل هذه الظروف لم يكن من الطبيعي أن يمسح على شعرها أحد وأن يخبرها كم هي جملية أو أنها فاتنة الجمال، ومجرد التفكير في ذلك يشعرها بالغثيان وفي بعض الأحيان تكون أشبه بالمزحه، لكنها ( ثقيله ) .




كانت نوره تبكي كالطفل وشعرت رزان بأن مكروها قد حدث لأحد أفراد عائلتها أو أن هناك من مات. حاولت نوره أن تمسح دموعها وأن تهدأ قليلا قبل انتهاء الفسحه لتتحدث إلى رزان، لكن في كل مرة تحاول.. تعود إلى البكاء. تألمت رزان لهذا المشهد وطلبت منها السكوت قبل أن تبكي، لكنها كانت تطلب ذلك وهي بالفعل تبكي. 




لم يكن الوقت يسمح للتحدث في مثل هذه المواضيع، على الرغم من عدم معرفتها، إلاّ أنها من الواضح كبيرة بما يكفي لأن تبكي مثل طفل. " وش فيك ؟ "سألت رزان وهي تتأمل تلكَ العينان وقد غرقتا بالدموع .
" مافيه شي " وكأنها تطلب من رزان تكرار السؤال
" نوره وش صاير ؟ " .




كانت نوره على يقين أنها إذا أخبرت رزان بما يحدث، سيحدث ذلك تغييرا في علاقتهم. لكن لم يكن هناك خيار، فما حدث قد حدث للتو.. ويجب التصرف في أسرع وقت ممكن. " ما راح تتفهمين.. كلكم ما راح تتفهمون " قالت نوره وهي ترغب بأن تكسب المزيد من التعاطف " نوره أنا اقرب وحده لك.. وأوعدك ما راح تندمين إذا قلتي لي " وكل ما يهمها رزان هو أن تعلم ما مدى خطورته " تذكرين دلال ؟ " سألت نوره بينما لم يكن من المهم أن تعرف رزان من تكون دلال " مين دلال؟ دلال محمد اللي تجي تسولف معنا بالساحه دايم ؟ " زاد الموضوع تعقيداً بالنسبة لرزان، فما علاقة تلك الدموع بدلال.. ربما مات أحد أقاربها وتأثرت نوره بعد سماعها القصه ولم تشأ البكاء أمامها " إيه " أجابتها نوره وهي متردده " وش فيها !! " كانت رزان ترغب بإنهاء الموضوع " أحبها " آخر رصاصة تملكها نوره وقد أطلقتها. 




لم تصدق رزان ما يحدث من حولها، ولماذا أقرب الناس! " ءأعاتبك أمي لأنك أنتِ من سمح لي بكل شيء ولم تمانعي رغباتي المراهقه، هناك ما يربط بينكِ وبين آلامي يا أمي، كلما شعرت بالألم والحزن، تذكرتكِ.. هل لأنكِ سببها أم أنك دواؤها؟ وأنتَ يا وليد.. كيف سمحت لك رجولتك التي أوهمتني بها بأن تتلاعب بصغيرتك وهي محتاجة إليك، أيزيد ذلك من معيار رجولتك حينما تخضعُ دموعي وتصرخ لتناديك ؟ والآن أنتِ يا نوره وكل ما تبقى من صندوقي الصغير، كنتُ علي وشك إغلاقه، إلاّ أنّك رغبتي الخروج ولم تبقى سوا أوراقُ ذكرياتكم . " بينما كانت تلكَ الأفكار تَشغَلُ رأس رزان، كانت نوره مجتهدة في الشرح والتوضيح لرزان مالذي يحدث بينها وبين دلال، وأنها حينما أخبرت دلال عن موضوع مكالمتها لوليد لتتأكد بأنه يستحق صديقتها رزان أو لا... أطلقت دلال سهامها وبدأت تشتم وتتهمها بالخيانه، وفي تلك اللحظه حاولت نوره توضيح الموقف، إلاّ أن دلال طلبت عدم رؤيتها مره ثانيه وأنها ستجد غيرها .




كانت القصه مؤلمه ومؤثره جدا لو كانت رزان مُغرمة بأخرى، لكنها بدَت سخيفة أكثر مما تصورت، وتمنت لو أن بستطاعتها أن تصفعها وتطلب منها أن تعود لدلالها " نوره انا مو مستوعبه " وكأن رزان تطلب من نوره تعديل ما قالته لتصدقها " قلت لك، محد فيكم يتفهم " كان تذكيراً لرزان - من تحت الحزام - حينما وعدتها .




عند الساعة الواحدة صباحا بعد منتصف الليل، كانت رزان تستعد إلى النوم وكانت تشعر بتعب شديد، وقد كان يومها حافلاً. لم تكن ترغب بالتفكير في ما حدث اليوم مع نوره، بإمكانها إكمال ذلك غدا، لكن ماذا عن وليد؟ إنها المرة الأولى التي تشتاق إليه منذ أن رحل، ابتسمت حينما تذكرت رسالته وشعرت بأنه إن لم يكن نائما، فهو يفكر كما تفكر .
تناولت الهاتف لتكتب رقمه وتضغط زر الاتصال ليطبع اسمه على الشاشه ويبدأ قلبها يرن .

الأحد، 27 نوفمبر 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الثالث عشر )



تقولينَ لي: قد لا نلتقي ..
وأقول: حينها قد نلتقي .
( عبدالرحمن بقنه )




الجزء الثالث عشر
















لم يطمئن وليد لاتصال تلك الفتاة التي ظهرت فجاة بعد أن انفصل هو و رزان، وشعر بأن عذرها " حُجه قديمه " فلم تعُد تنطلي تلكَ الحيل " لا على الشباب ولا البنات " .
اتصل بعد تفكير على رزان وأجابت بعد الاتصال الثاني ..
أراد أن يتأكد، أو لنقل بأنه أراد أن يريح ضميره و " يلعب على الحبلين " .
" كيف حالك رزان ؟ " وقد شعر بالراحه فور سماع صوتها .
" أهلين.. الحمدلله " بتجاهل واضح 
" بغيت اسألك رزان.. احنا انتهينا خلاص ؟ " 
" مو انت انهيت كل شي ؟ "
" بس بغيت اسأل اذا راح نرجع أو لا ؟ "
" ما اتوقع.. خلاص " .




انتهى دوره الآن ولسان حاله " لا تضعي اللوم علي وقد أكدتي لي مخاوفي "
إنتهت المكالمه وانتهى كُل شيء، لم تحرك كلماتها ساكنا في وليد، وهو يعلم يقيناً بأنّ ما يحدث، إنما هي " دقه قديمه " وسيدق الآن بطريقته .


عادَ الرقم من جديد ليتصل بوليد، ابتسم وقد حان لبس القناع. كان وليد مختلفا تماما مع تلك الفتاة الجديده، وكأنه ليس وليد التي تعرفه رزان. كان جريئا بعض الشيء، بل كان جريئا في كل شيء، وهو حتماً لا يبالي وقد سئم تلك التفاهات وشعر أنه " يجاري أطفالا " لا زالوا يحلمون بالحُب ويرونه فقط في المسلسلات .




كانَ يوماً رائعا يمُر به وليد، وكان اتصالها في وقت مناسب بالنسبة له.. سألها " الا صحيح.. ليه ما تبين تقولين اسمك ؟ "
" تقدر تناديني نوره "
" لا نوره أرقى من كذا " أراد مهاجمتها بأي شكل من الأشكال ..
" وش قصدك ؟ "
" يليق عليك اسم ريم.. لأني ما أحب هالاسم، ويليق على اللعابات "
" خير !! " 
" نوره.. أو ريم، أبغاك تسلمي لي على رزان كثير، واذا ما عندك مانع أشوفك بكرا " قال لها ساخراً
" مين رزان ؟ "
" مدري.. مع السلامه " 




في تلك اللحظه، كانت رزان تشعر بخيبة أمل.. فكان كُلّ ما يُقال لها عن وليد " لا يبشر بالخير " ولم تطّلع على معرفته المسبقه بأنه يعرف ما يحدث من حوله. اعتقدت بأنه وقع فريسة في مصيدتهن.. فريسةً سهله يا وليد .
تألمت لفارقه، وفي حال زيارة نوره لها، تشعر بأنها كانت فتاة رخيصةوأنها نست من تكون. قد تكون فتاة صغيرة السن، لكنها تعي ما يدور من حولها، أبصرت النور وهي كفيفة البصر، وجُرحت وهي تضمد جراح من حولها .
بكت كثيراً حتى نامت .




لاحظ وليد بأن نوره لم تعاود الاتصال به. يبدو الآن وبعد أن كُشفَ أمرهن ستتصل رزان لتعتذر وسيسامحها بعد صفحات من العتاب .
شعر بالراحة وبعد مرور كل يوم وقبل أن ينام، يتفقد هاتفه ويسترجع الرسائل التي دارت بينهم، كم كان المشوار طويلا، تطلب منه الكثير ليثبت لها بأنه الرجل المنشود.
اعترف لنفسه قبل أن ينام بأنه مشتاق إليها، لحظات جميله يصعب نسيانها، كلمات دافئه يصعب هجرانها، ظنّ بأنها تنتظر رسالة منه كما ينتظر هو الآخر.. نظر لكونها فتاة ولا تزال صغيره، لا مانع من أن يبدأ كل شيء، حتى تعتاد على ذلك، فتفاجأه يوماً ما .
أغمض عينيه بعد أن أرسل " بوسي لي نونو وعبودي، وبوسي لي رزان، تصبحين على خير "






بعد منتصف الليل اتصلت والدتها لتسأل عن أحوال البيت، فهي لا تزال " سهرانه " في بيت إحدى الصديقات، قالت رزان بأن كل شيء على ما يرام وأنها كانت ستنام قبل اتصالها .
وقبل أن تُقفل، سألتها والدتها " فيه جديد عن وليد؟ ما صرتي تجيبين طاريه ! "
" لا مافيه جديد .. " تفاجأت سؤالها وكأن هناك من يخبرها بشيء 
" إنتِ أحسن بدونه " وكأنها تربت على كتفها قبل إنهاء المكالمه .




استلقت رزان و وضعت يداها على صدرها متشابكه وبدت وكأنها تتأمل تلكَ الثريا وهي تفكر في حالها مع أمها، فهي بالكاد تراها. أصبحت تشعر بأنها " أُم " بالإسم فقط، فهي وحدها رزان من يهتم بأخوانها وشؤون المنزل في حال غيابها، وغيابها أكثر من تواجدها .
في ظل الظروف التي تجمعها مع وليد، أصبحت في حاجة إلى أمها أكثر من قبل، ترغب برؤية حياتها، الحياة الحُلم. ترغب بكذبة بيضاء.. ولا مانع بأن يكون وليد هو كذبتها. حانَ دورُ الأم بأن تلعبَ دورها .

الأحد، 6 نوفمبر 2011

كلّ عام وأضحيتنا بخير

الأثنين
11 / 12 / 32
7 / 11 / 11




إليكَ 2011: أرفع لك القبعة حُزناً وفرحاً على ما قدّمته حتى الآن ..

أنظر من يميني وأرى روزنامتك، أقلبُ الأورآق بيدٍ مرتبكه نحو الأيام القآدمه على أمل أن تفيدني ..
أفصحت لي وهي تضحك " في هذا التاريخ وفي هذا اليوم وبعد لحظآت سوفَ تبكي
قفزتُ إلى غدٍ أرجوهآ ببعض المعلومآت، لكنها اكتفت بقراءة ما أكتبه الآن وهي تبتسم وتقول " فلتضحك عوضاً عن تلكَ الدموع "


منذُ فترة قريبه وأنا أكتُب، ولآ أخفيكم.. كلما شرعتُ في الكتابه أقول " ماذا سأكتبُ لهذا اليوم ؟ "
أعلمُ بأنه من المفترض أن أكتب عن العيد وعن " الخرفآن " وكيف أنّ " السوآق " ذبح أو " قتل " - كمآ يحلو لأخي معاذ - الخروف أمام أعيُنِ الأطفآل وأنا أعلمُ جيدا ما هية شعورهم وقد كنتُ ذاك الطفل ذات يوم وكم تمنيتُ الإمساك بخروفنا والفرار من هنا إلى هناك ...


إنّ العلاقة التي تجمعني بهذه الأحرف، ليست هوايه ولآ عمل.. إنّما هي صدآقة وتبادل مصالح .
أنا أفصحُ عن مشاعري، وهي تهديني جمَلٌ وكلمات ..


لآ أذكرُ أن قد كتبتُ في يومٍ عن أيّ مناسبة، حتى العيد.. هذه أوّل مرة أكتبُ عنه، ومن يعلم.. قد تكون آخر مرّه .
فهنآك عوآمِل تدفعني لكتابة و وصف ما حدَث لهذا اليوم.. فسعادتنآ تختلفُ عن سعادتنا التي نعرفها .
مذاقها " كالحامض الحلو " كالنارِ تسمُر بينَ الصعيق .


تميّزتَ أيّهـا الأحد في عام 2011  عن باقي الأيام ..
الأحد 16 / 10 / 2011: كنتَ الحُزنَ المرير، كنتَ العدوّ اللدود. كنتَ الجاحد الجبآن، أوهمتنآ بقسوتك وجفائك.. أوهمتنآ بأن الحياة لآ معنى لها ..
أبكيتنآ دماً وحرماناً.. أسكتّنا رُغماً عنّا، سلبت مملتكآتنآ، لم تسمع لمآ قلنآ وضحكتَ على تبريراتنا.. وصفتنآ بالضعفآء ولآ نعلمْ أكُنتَ أباً يقسو على أبنائه ليصْحَوا من سباتهم.. أم كنتَ معلماً تشرحُ لنآ مسألة مبكيه نتائجُها مضحكه ؟

الأحد 30 / 10 / 2011: أعدتَ لنآ أحلآمنآ وأسمعتنآ ضحكآتنآ، شكرنآ مولآنا على لطفه بنآ وأن سخّركَ لنآ كيومٍ نشاركه أفرآحنا، فأنتَ تذكّرنآ أنّـه " لآ إله سوآ الله، وأنّه أحدٌ أحدْ " أحببتُكَ كمآ كنتُ أكرهُك ...

الأحد 6 / 11 / 2011: كنتَ يومَ عيد، ولم تعُد بغريب. عُدتَ لتتذكير، أن قولوا: شكراً لكَ ربّنا، وها نحنُ نتقرّب إليك بأضاحينا .

،

إليكِ روزنامة 2011 وقد ضحكتُ من أجلك وبكيتُ سهواً: كفى حُزناً .

السبت، 29 أكتوبر 2011

إليكَ فرآس وقد سكنتَ القلب والرآس ..

السبت
1 / 12 / 32




ضيوفٌ على مدار الساعه ..
ضيوفٌ يصارعون حزن البيت بضحكآتهم ..
ضيوفٌ سلّوا سيوف الأفرآح لتنصهر أمام نآر الدموع ..




جُلّ اهتمامهم هي " كيف حآلُنآ ؟ "
ومآ يهُمّنآ هو " كيفَ هي حآلُك ؟ "




سلّمُ طموحآتٍ قمّتُه " رآحتك "
إعصآرُ همومٍ ودوّامة أفكآر ورآئحة عطرك التي أهدآهُ لكَ أبي في السنة المآضيه !
أحلآمٌ تخاطبني وصوتك ينآديني ويدآك تحتضنني.. ومآ إن بدأتُ بتقبيلك فرحة لقآئي بك، إلاّ وصرآخ بيتنآ يوقظني !




ذكرياتٌ تنآجي أبطآلهآ.. أَيْ: عودوا فمآ زلتُم صغارا
مآضٍ يضحك لحلو أيّامه، حآضرٌ يهمهمُ لآ عُذرَ له، مستقبلٌ يبتسم وأعلمُ منذ صغري بأنّ الابتسآمة سلاحٌ ذو حدين ..




عقآربُ سآعة تستأذنُ روزنآمة سودآء بأن تنآم ..
دمعة " أمّ " توآسي وجنتيهآ ..
لسان " أب " يتعثر لحظة لقآء إبنه ..
وقلمي يكتُب بخجل .




ممرّاتٌ أُطفئت أنوآره.. ومفآتيحٌ تخطّ آثآرُهآ فتُزعجُ بصوتِهآ أخي النآئم بين أحضآن الخوف !
صبآحٌ مظلمٌ بطلّته.. شعاعٌ يجفف ما تبقى من دموع البآرحه، وإفطآرٌ جودتُه أنيآبُ أخي !

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

جمعه مباركه

الجمعه
23 / 11 / 32
21 / 10 / 11







قهوةُ جُمعه.. قهوةٌ كمْ أحببتهآ، لكنّها اليوم مُرّه !!
لم أسمع مآ قاله خطيب يومِ الجمعه.. نسيتُ أن " أُؤَمّـن / آمين " مع المصلّين !
وكأنّ كل حرف يخآطبك " أخي " 
أعدك بأن تشغل فكري كُلّ لحظه.. لكن بينَ أحضانينا " أخي " 




يارب.. لم تعُد الابتسآمآت تجدي نفعاً .
ابتسمتُ لأمي فورَ عودتي من صلاة الجمعه.. رنّ هاتفها.. من المتصل ؟!
لآ أدري.. لكنهُ أبكآهآ بحرقه!! ورسم على وجهي أنْ " أرجوك.. فلآ أمّ لي غيرها "

يارب.. بارك لنا في جُمعتنا وبارك لدعواتنا واستجب لدموعنا والطف بنآ يارب 
يارب.. مهما صرخنآ، لا صرآخ يعلو صراخ " أخي " 
أقول لأمي " يمه مات القذافي " تسكت، شهيق يتبعه زفير.. تلتفت وكأنها تتأملني " عبدالرحمن، كلم ابوك شف وش صار على فراس "

يارب.. إنّ أخي الصغير يجهل زحمة الحُزن في بيتنا.. ويتساءل عن سبب تجاهلنآ لهُ وقد تجاوز فترة " اللعب وتحكمه بالتلفاز / بليستيشن " 
لسانُ حاله: ما بالهم وقد تركوني ألعب! أهوَ يومٌ مفتوح.. ألآ يروْنَ الأخبآر، ألمْ أقلْ لهم لكنّم لا يسمعون " وش تبغون بالأخبار ؟ " هكذا أفضل بكثير .


إليكَ فرآس: وقد سرقتُ من بين قمصانك ذاك القميص الازرق، فهو يظهرني كمآ أرغب، لا تقلق، فلستُ أشبهك ..
إنّما يعيد لي ذكريات مضحكه، حينمآ كنتُ ألبسه من ورآئك كنتَ تغضب .
تعآل واغضب .

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

يا حبيبي

الاربعاء
21 / 11 / 32
19 / 10 / 11




يا حبيبي.. أتعلم البارحه، كنتُ أتحدث لأحرفي وأطلبهآ أن تكتب عن أي شيء غيرك .
يا حبيبي.. وجدتُ أحرفي تدمعُ لفراقك وتعاتبني لضحكآتي من ورآئك .
يا حبيبي.. تعبتُ عتابها ودعيتُ الله ونمت .
يا حبيبي.. هل تصدق لو قلت لك: يخآل بأنني أكتب وأنك بجانبي .
يا حبيبي.. إنّي أراك تبتسم، فهل ترآني منهزم ؟
يا حبيبي.. دمعتُ اليوم لأجلك، مسحتُ دمعي مبتسم، خوفَ أن يحاسبوني .
يا حبيبي.. لم تعُد لنآ.. أصبحت للجميع .


،




أغلقتُ باب غرفتي بهدوء.. استلقيتُ لأردّد: تأخرت.. تأخرت، ودموعي كذلك تأخَرت !
والفرق بينكم.. أنها استجابت لندآئي فوراً .


يا حبيبي.. هناك المزيد من حديثي 
إنّما أحرفي تُحبّك، لذآ ( نقطه انتهى ) .


http://www.youtube.com/watch?v=hUIFo8DLQGo

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

اشتقنـا يا حلو والله اشتقنا

الثلاثاء
20 / 11 / 32
18 / 10 / 11





أذكر مره كنا بالسياره وقال فراس " أنا أكره اللي يكتب ( ي ) في نص الكلمه بمعنى مثلا [ وينك ( ي ) حلو  ]
وتدخّل معآذ - الأصغر بيننا - " صدق فيه ناس يكتبونها كذا؟؟ يقلع أبو الفله.. أنا دايم أخطي بالإملاء واكتبها كذا، بقول للاستاذ إنها موضه "
فضحك الجميع ..


إلى أخي فرآس: تلبيةً لرغباتك كتبت " اشتقنا ( يا ) ... "
في المرة القادمه لا تنتظر مثل هذه التضحيآت ..
عُد إلينآ لنحتفل.. عُد إلينآ فنحنُ بانتظارك ..


ممّا أثار حفيظتي ما يكتبه البعض عن أخي " فرآس بقنه " - الذي ( لن ولم ) يتوقع ولو بنسبة تعتمد على الفوآصل بأنّ مآ حدث قد يحدث. فعلى الرغم من نشاطه وكثرة حركته " الله يصلحه "، فهو حبيب غرفته وحبيس بيته ولا يفارق قهوة أمي إلاّ بعدَ سمآع ضحكآتها - رسموه ولم يبالوا بفرشآتهم، رسموه دون انتقآء للألوان، رسموه ولا زالوا يرسمون، وفي الحقيقة هم ( يلطخون ) .




إثآرة ، تشويق ، جعلوا منه ( رآمبو العرب ) ..
أشعر بالسعآده لهذا الكمّ الهآئل من القلوب التي تنبض حباًّ بإسم أخي، إنّما خوفي على من مدحَ أولى مقالاتي ليثني علي ثمّ يسكت، ليبتسم ويقول دون أن ينطق " فتحتَ بنفسك البآب.. تبقى عليك تجاوزه " [ فرآس ]




يوم الأحد الموافق 18 / 11 / 32 - 16 / 10 /  11 الساعه الرابعه عصراً
كنتُ سعيداً لشرآء بعض الحاجيات مع أمي، لوضع اللمسآت الأولى في غرفتي التي بآت صوتي فيهآ يُسمع مرتين ..
لكنّ اتصال أخي عامر - الأكبر - وسؤالهِ عن أرقآم من المؤكد أنني لا أعرفها، وحرصه في وضع النقاط في آخر سؤال له" متأكد ما عندك أرقامهم ؟ " جعلني أتجرأ بسؤالي " عامر.. وش فيه ؟ "
صمتٌ رهيب يرآفق أمّي في تلكَ اللحظات.. سألتها عن سببه ؟
أخبرتني أنّ فراس قد اتصل بها وأخبرهآ بأنّه قد يتأخر ثمّ استطردت قائله " أول مره يقولي بتأخر.. العاده يتأخر وما يتكلم " .










أخي فرآس.. عُد لنغني سويّا " اشتقنآ يا حلو والله اشتقنآ " فلا زال البيت يضيء بنوري، لكن ينقصنآ كهربائي إذآ حصل أي عطل فيني .

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

بعض الأحلام رائعة فقط في الأحلام



13 / 11 / 32
11 / 10 / 11
الثلاثاء

الساعة 4:54 am


,


في صغري كان يسألني والدي مبتسماً عن موهبتي بينما كنتُ في منتصف معركة الأقلام ألعب. وبعد أن أعاد سؤاله قلت " ايش يعني موهبه ؟ " أجابني بكلمات يتقبلها عقلُ طفل " يعني شي تحبه وتعرف تسويه مره ؟ " وما إن أنهى سؤاله حتى بدأت بسرد كُل ما أفعله وكل ما أريد فعله ولآ يهم أن كنتُ لا اتقنه.. وبدأتها بقيادة السياره - تابعتني ضحكة والدي - كان حلم الطفولة بلا منازع !


بعد مرور خمسة أعوام وبعد أن أصبحتُ في الصف الرابع، تغير كلّ شيء.. ما عدى الأقلام، فقد كانت لعبتي المفضله، إذ أبني البيوت وأصنع منها أعظم الشخصيات واستخدمهآ كأسلحه، لكني أتعمد عدم إحضارها إلى قاعة الاختبارات.. فهي لا تنصاع لرغباتي حينها، أو أنها تشبهني إلى حد مآ في النوم - فكلانا يحب النوم في الصباح الباكر - تصحو بضع ثوانٍ لتكتب إسمي، وتستمتع برسم العين والأنف.. وباقي الهيكل لا تتقنه جيدا .
عدت ذات يوم إلى المنزل وكان الغداء بانتظارنا نحنُ شباب المستقبل، وكالعادة.. قبل دخول قدمي اليمنى إلى المنزل لا بد من موّال يتبعه غناء خليجي معاصر.. وكأنني احتفل بقدومي إلى المنزل والانتهاء من عناء دام لساعات وهو أشبه بيوم استحلّوه أولئك المتسلطون الذين يدعون بأنهم آباؤنا وأنّ هذا هو بيتنا الثاني. لا أعلمُ لمَ هذه الكراهية بين الطالب ومُعلّمه.. على الرغم من أنّ هناك معلمون أرغب أحيانا بالتقدم خطوة لإخباره كم هو رائع وأنني أرغب بأن يكون معلما لجميع المواد التي أدرسها .
ذهبتُ مسرعاً إلى أمّي وهي تُملئ الباميه باللحم المفروم - يعجبني آدآؤها، لكنني لست من معجبي الباميه - وأخبرتها أنني سأصبح فناناً [ مغني ] وتلكَ هي موهبتي. سكتنا لوهلة لكنّ يداها لم تكف عن السكوت بل أصبحت تحركاتها أسرع وبدأ اللحم يتساقط، كررت لها ما قلت لكنها طلبت مني أن أغير ملابسي وألاّ أتأخر عن الغداء - ويا فرحه ما تمت - وقبل أن أصعد سألتني " وين بوسة ماما " قبلتُ رأسها وصعدت حاملاً موهبتي لنغير سوياً ما لبسناه .

أصبحتُ في المرحلة الثانويه، وتحقق حلمُ الطفوله.. الآن أملك سيارة تنقلني حيث شئت - كم تمنيت أن تمنعني من الذهاب إلى المدرسه، تماما كما كآنت أقلامي - وبعدَ أن كان الغناء موهبة، أصبحت الآن هواية.. ولم أكُفّ يوماً عن تلحين أيّ شيء أقرأه أو أسمعه، حتى جعلت من اسمي " بيت شعر" .
في منتصف الفصل الدراسي الأول من السنة الثانيه بالمرحلة الثانويه، اسلتمتُ جائزة أفضل مهاجم في المدرسه ..
سعدتُ كثيراً بذلك القرار الذي أتى في وقت فسحتنا وهو الوقت الذي يسمح لنا فيه بالافطار، طلبت من صديقي أن يمسك " بصامولي الجبن " وأنا سأذهب لأمسك بجائزتي .
عدتُ إلى المنزل بموهبة جديده من الصعب نُكرانها. فور وصولي طلبتُ موافقة والدي على الانضمام إلى أحد الأندية الرياضيه وأخبرته بأن تلك هي موهبتي لا محآله، لكنه وصفها بالهواية كما وصفتُ الغنآء ذات يوم .
شعرتُ بأنها النهايه ولابد من فعل شيء.. لا شيء أبدع فيه أكثر من الغناء ولعب كرة القدم !.


بعد أن تخرجت من الثانويه، كان يصعب رؤية أهدافي، وأجهل ماهية رغباتي، ولا أرغب بالكلام !
في تلك اللحظة اتصل بي والدي وسألني ما إذا كنت أرغب بالانضمام إلى نادي محدد ؟ ضحكت ساخراً ظنّاً مني بأنه يسخر من " موهبتي " .
لكنه لم يكن يطلق النكات ولم يكن في حال يسمح له بذلك، بل كان يعني كل كلمة يقولها، وأخبرني بأنه سيجري بعض الاتصالات مع أحد المسؤولين في النادي الذي أرغب باللعب معه ..
أخبرته بأنّه لن يندم.. وكان يعلم ذلك،  فالآبآء لا يقدمون على شيء يمس مصلحة أبنائهم إلاّ بعد إجرآء دراسات و وضع خطط عشرينيه .

بعد مُضي خمسة أشهر في النادي، لم استطع الصمود أكثر وكان الأمر أصعب مما توقعت.. فالحقيقة ليس بالأمر الممتع كما تصورت !
أعلنتُ استسلامي، فالموافقة بين الدراسة وكرة القدم.. شيء مضحك! وبهذا تفرق بينَ الموهبة والهواية والعمل .
لنعلم أن لحظة ولادتنا، وُلِدت في أعماقنا رزمة مواهب متشعبه، تنام في أعماقنآ وكأننا نخاف عليهآ من التعب.. نجهل كيفيّة إيقاظهآ، وإن استيقظت نجهل كيفية التعامل معها .


الخميس، 6 أكتوبر 2011

1

4:50 ص
الجمعه ..



أكتب لي ولكم بينما في هذه اللحظآت أرغب بمصارحة " الهمبرقر " الذي أخذته خلستاً من ثلاجة المطبخ والآن هو أمام عيني مستلقي على صحن دآئري، وعلى أطرافه يسيل ما تشتهيه الألسن ..
في الحقيقة كنتُ سأعِدّ لي " ساندويتش جبن " ولكنّ هذا الشيء القابع في كرتونة " مآك " لفت نظري، أشعر بالأسف ولآ أدري لِمنْ !
لكنني أعده بوجبة طفل مساء غد ..

فترة طويلة.. فترة ليست بسهله، غبتُ عنكِ مدونتي !
أرجو المعذره فكما سرقت طعامي من ثلاجة بيتنا.. سرقني دفتر غلافه أحمر من بين أحضآنك .
لآ رغبة لي بالنقاشات، أرجوك كُفّي عن هذه النظرآت .

أحمل لكِ خبراً سارّا.. إنّني وفي كل يومٍ مع بداية هذه السنه، أكتبُ أبرز ما حصل في يومي .
ولتسمحي لي عزيزتي.. فقد اشتقت لصفحاتك البيضاء، ارغب بأن تشاركينني يومي .
اليوم نبدأ آخر أيّام إجازة الاسبوع [ الجمعه ] .


في اليوم الذي يسبقه اتصل بي صديق قديم.. وكآن هذآ لقاؤنا الثاني منذ تخرجنآ من الثانويه .
أراد مني المجيء للعب في مباراة نسّقها أحد أصدقآئه.. في الحقيقة هو أيضا صديق قديم، لكن هذه المرة الأولى التي التقي به منذ ذلك الحين ..
كآنَ الملعب مزدحماً باللاعبين.. تتفاوت أعمارهم من ١٦ - ٢٢ ..
أصبت مرتين على التوآلي وكدتُ استأذن قبل أن أعرج إلى الأبد.. فـ في السنة الماضيه أصبت وكانت اصابتي الأخيره، تتوجب علي الذهآب إلى أقرب مستوصف.. ثمّ إلى المنزل.. ثمّ صرآخ أمي " جبس!! حادث؟ مب حادث؟ كوره؟ الله ياخذ هالكوووره " .
لكنني وكعادتي واصلتُ اللعب حتى شعرتُ بأنّ الحكم لا يريد إنهاء المباراة.. لِذآ ادّعيت بأنّي على موعد مع أحد الاصدقاء .


بعد ذلك التقيت فعلاً بصديقي العزيز والأقرب إلى قلبي " فهد العثمان " وكآن لقآؤنآ في النادي.. أنهكتُ جسدي " رسمياً " 
اتجاهلُ الإصرار الغريب في مواصلة إكمال رغباتي في يوم واحد.. وكأنني في صراع مع نفسي !!
إنّها لا تعيرني اهتماماً.. فلمَ الصرآع ؟
إنهآ حتماً تضحك الآن ..!


مدونتي ..
كآن يومي لا بأس به.. لكنه الآن رآئع بعد أن عدتُ إليك .

الخميس، 22 سبتمبر 2011

طفولة سعوديه


اليوم: الاربعاء
التاريخ: 25 / 10 / 1432هـ
3:40ص




إكمال دراسة والدي في " كندا - مونتريال " كانت سبباً في حصولي على الجواز الكندي.. فهُناكَ ولِدتُ وهناك نطقت أولى أحرفي وهناك " تمخطرت " ..
كنت أرفض بشدة الذهاب إلى المدرسه بعكس إخوتي اللذان لا يتغيبان إلاّ في الحالات الطارئه.. لا عجب إذاً حينَ نقارن بين " انقليزيتهم و إنقليزيتي " ..
ذات صباح أصرّت أمي أن أذهب للمدرسه.. لكنني استخدمت " الخطه ب " حيث أنني بكيت بشدة وبدأتُ أشكي سلوك الاطفال وأصبحت في نظرها الطفل المنبوذ. كمْ أنا مُدلّل.. وكم أنتِ حنونةً يا أمي.. إلاّ أنني تمنيتُ لو أنك " صفقتيني " حتى أعلم بأن الله " حق " .
،
في حديث أمي عن الوطن ومدى فراقها له، كنتُ أشعر بالفخر.. لا اعلم ماذا يعني أن تكونَ سعوديا أو كنديا..
لكن ذلك الشيء من الواضح أنه استحل مكانة كبيره في فؤاد تلك المرأة العظيمة حتى تتحدث عنه بين لحظة ولحظه .
لم أسألها عمّا يجول في خاطري، أنّما كنتُ كما الاطفال.. تقتلهم الحيره لكنهم لا يسألون.. يعتقدون بأسئلتهم أنهم ساذجون !!
لمَ يعتقدون ذلك؟ لأننا نطلب منهم السكوت وأن يدعوا الأسئلة للكبار.. لهذا يعتقد الطفل بأن لا أحقية له بالكلام، فقط " يلهو " ولآ يشغل تفكيره بشيء، فلهو أهلٌ يعتنون بباقي الأمور .
،
وأخيراً عدتُ للوطن.. نظرت إلى عيني أمي لكنها كانت تنظر أمامها، في الحقيقة تنظر نحو الفراغ.. ربما كان فراغ الوطن يملَؤ ما بدالخها.. فبهذا لا يصبح فراغ. وربما بادلتني الشعور.. لكن لم يكن " وقتي " آنَ ذآك  لتنظر مآ إذآ كنتُ فرحاً أو لا..
ابتسمت ولم أعر تلكَ اللحظة أيّ اهتمام.. فكم ارغب بأن ارى ما قد يكون موطني الثاني [ بيتنا ]
وأخيراً نظر إلي والدي وقال " عبوودي الحمدلله على السلامه ".. إنّه بالفعل يكلمني !!
هكذا عوّدنا والدي.. بابتسامة عريضة لا تفارقه، تجهل غضبه من فرحه، لكنه شديد الاهتمام بمشاعر الآخرين، سواء كان صغيراً " مثلي " أو كبيراً كـ جدي ..
ابتسمتُ لهُ وقلت " بابا احنا في السعوديه ؟ " كنتُ أعلم أينَ نحن.. لكنني سعيدٌ بسؤاله، وسعيدٌ لعودتي لأرض الوطن .

السبت، 23 يوليو 2011

أمي

أمي:


غالباً مآ يكون هذآ الإسمُ الجميل آخر " كلمة " من مقدمه، خاطره، توقيع، رساله ....
والغاية من ذلك هو، إثارة القارئ وتشويقه لِمعرفة " مَن يآ تُرى المقصود بهذه العبارات الجميله ؟ "
لكنني أرى بأنهآ لآ تُصبح العبارات في كامل زينتها إلاّ بعد كتابة إسمهآ. لن أنسى قط بأنهآ أوّل شيء في كُل شيء.. حتى في فترة نسيآن كُلّ شيء، كنتُ أذكرهآ!
لا أعلم يآ أمي.. هل علّمتِني حبّك أم أنّها غريزة ؟
تجري الأيام حتى تقفز وتُصبح سنين، نكبر فنصبح رِجآل.. يحترمنآ الآخرون لِعلوّ مناصبنآ، فنتباهآ بلباسنآ بل حتى بطريقة " كلآمنا " مع من حولنآ.. لكننا نعود لمناداتها " أمي " .
تماماً كما ينادي ( الطفل ) أمّه .






أمي:


كنتِ أوّل إسمٍ نطَقتْ بهِ شفتآي، كنتِ أوّل حُب.. ومِنَ المُضحك أنكِ أيضاً آخر حُب .
ابتسم ولآ آدري لمآذآ تصرخُ الروح عالياً حينمآ أقرأ رسالة منك تقولينَ فيها " اشتقت لك حبيبي "
أتصرخُ لأنني أبكيتك ذاتَ ليلة وأنني لا أستحق منك تلكَ الكلمات ؟
أم تصرخ لأنني مشتآق إليك وإلى حضنك !
لا آدري.. هي فقط تصرخ !






أمي:


سأبوحُ لكِ بسر سيقرأه القارئ ...
حينمآ سجدتُ آخرَ الليل، كآنت سجادتي تحمِلُ رآئحتك.. أغرورقت عينآي ثمّ دعوتُ إليك !
اشتقت لكُلّ حسنةٍ تُكتب مع كلّ قُبلة تكونُ على رأسك ويدك !










إِلَيْكِِ أُمّيْ .

الجمعة، 22 يوليو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الثاني عشر )



هناك سبب واحد يجعلني على قيد الحياة، هناك سبب واحد يدفعني لكتابة كل حرف، إنه يُضحكني ويُبكيني في آن، إنه يبعدني عن الأحزان، وأحزن لحظة نسيانه، يحوم حولي خشية أن أتناساه، يساعدني الآن على كتابة هذه الأسطر.. لا أراه، لكنني أشعر به، ( توقفت قليلا لأفكر ) لكنه يهمس في أذني دون أن أسمع " لا تفُكّر " .
لطالما نكرت ذلك الشعور وأنني لم أشعر به قط، حتى امتلكَ جميع أعضائي وبات يرقد كل ليلة أينما ما شاء .

هو الشعور ذاته الذي تشعرون به وأنتم تقرؤن هذه الأسطر .






::




الجزء الثاني عشر




بعد 3 أسابيع



كان في غرفته محتضناً وسادته، يصعب رؤيته وقد أظلمَ كلّ شيء، تستطيع أن تلمح دمعةً تلمع على خديه، كان يبكي على قسوته، وقبل أن يقسو عليها.. كان قد قسى على نفسه. حاول أن يمسح الدموع لكن شيئا ما أخبره أن يدعها.
إنه لم يبكي قط على مثل هذه الأمور.. بل إنه لا يؤمن بها، وباتَ متأكدا الآن أنّه أخطأ منذ أول نظرة، عاتب قلبه على ما فعله به، وأنه لا يستحق ذلك.. لطالما حافظ على قلبه، ولطالما أبعده عن جلسات يتحدث فيها الناس عن الحُب.. لطالما أخبره بأن كل شيء على ما يرام وأنه يستطيع أن يعود لينام، شعرَ بخيبة أمل .
تذكر " خلود " الفتاة الصغيرة، وكيفَ هيَ الآن ؟ هل تزوجت ؟ وإن كانت كذلك.. هل تزوجته ( عن حُب ) ؟
وتذكر حينما كانت تركض نحوه خائفه، احتضنته وهي تضحك من الخوف وتقول " خبّني ورآك خبّني " وفجأة يظهر من العدم أخاها الأكبر متنكرا بقناع مخيف.. شعر حينها بالخوف، لكن هناك من يزوده بالقوه ويشعر من أجله بأن ليس هناك ما يخافه، اتجه نحو أخاها، وبكل مآ أوتي من قوّه.. انقضّ على ( بطنه )، ضحك أخاها وقال " في بيتنا بطل " .



اتصل به رقم غريب.. كان المتصل فتاة، أخبرته بأنها " غلطانه " ولم يعر ذلك اهتماما .
كانت الوسادة مبللّه، أدارها ليضع رأسه على " وجهها " الآخر، أغمض عينيه محاولاً أن ينام .
لكنها عاودت الاتصال، قالَ في سرّه " والله مالي خلق اضحك " .
لم يجب المَرّة الأولى، علّ المتصل يستشف من ذلك بأنه نائم أو مشغول.. ليختر إحداهآ .
لكن المتصل كان متلهفاً لسماع صوته.. أجآب .
ـ ألو
- ألو هلا
- هلا ؟
- اسمع.. الصراحه انا مو غلطانه، بس طفشانه وابي اسولف
- اسمعي.. والله اني ادري انك بم غلطانه من اول اتصال، وترى هالحركات بطلوها من ايام البيجر
- هاااو!! شفيييك انت؟ بس بدردش وبعدين الله وياك .


كان لها ما تريد، وبعد أن أنهى المكالمه، استغرق في النوم وقد هدّه التعب .


***


أحسّ بآلام تُغرس في جسده وهو يستيقظ. لقد نام ليلة البارحة على الأرض، رغم تأقلمه على ذلك، إلاّ أنه لم يمارس هذه العاده منذ زمن .


يعلم ذلك مسبقاً، لكنه ألقى نظرة على " جواله " ولآ شيء يذكر، أدرك أنّ كلّ شيء قد انتهى، الآن، هو في عالمٍ آخر .
شعر بالسعاده.. ابتسم لنفسه، لم يعد مضطرا للاتصال بها كل يوم ولآ تجيب، وحينما تجيب " معليش الجوال كان على الصامت "، لم تعد هناك مسؤليه.. ومن الصعب أن تكون مسؤولا عن شخص يُشعرك بأنه ليس من حقك أن تكون مسؤولا عنه وأنت ترغب بعكس ذلك، بدأ يفكر في مصلحته وماذا عساه يفعل كي يعود كما كان، إنها منذ أن تعلق قلبه بها وهي تغدو سعيدة كلّ يوم لأنها تبحث عن النقطة التي تجعل منها فتاة سعيدة.. لكنها لم تبحث قط عن سعادته، شعَر بالأسى على نفسه وكيف سمح لها بالوقوع في ذلك، إنه يؤمن بالحياة ومن فيها، وأن الحياة تعلمنا، وأن أول شيء علمتنا إياه هو الحُب، فقد تربينا على ذلك، إنه يجري في عروقنا مجرى الدم، نعتقد بأننا نهرب منه، وفي الحقيقة نحن نهرب إليه .


بين صدى الجدران وأحافيره، شعر بأن صوتها يحارب من أجل الوصول إليه، فقد كان كبرياؤها يمنعها من الاتصال به.
صوتها الدافئ تغلغل في أُذنيه، إنها تهمس مداعبةً إياه، ابتسم، لكن هذه المرة لها، سألها ماذا حدث؟ أخبرته أنّ كلّ شيء على ما يرام، لكنها خطوات كُلّ مُبتدئ، سألها ومن الجاني؟ داعبته قليلا ثم روت له حكاية عن امرأة شقت المسافات لتصل إلى عشيقها، وقد كان لها أن تراه مع غيرها، عادت كما جاءت دونَ أن يعلم. قالت له وهي لا تزال ممسكة بخصلات شعره " الجاني، هو ذلك الشخص الذي باستطاعته أن يجعل الأمور على ما يرام وأن يبقيها كذلك، لكنه يستسلم بمجرد أن يشعر بالنعاس، ثمّ يرحَل " .


***


كانت مع أخوانها الصغار في " الملحق " حينما اتصلت بها صديقتها " هند " لتعبر لها عن اشتياقها لها وأنها متلهفة لملاقتها صباح الغد وتناول الافطار قبل وصولوهم إلى المدرسه [ دانكن دونات ]
تحمل " هند " في جعبتها الكثير لتخبر رزان به، قاطعتها رزان وهي ممسكة " بالمشط " وتطلب من ميمي أن تتوقف عن الحراك " شرايك تخلينها بكره بالمدرسه احسن ؟ لأني مو فاضيه الحين "
لكنّ " هند " أصرّت على أن تخبرها بما لديها الآن، وأن تترك كل ما يشغلها وأن تنصت لكل حرف ستقوله لها، واستجابت رزان لذلك .


اصبحت الأجواء الآن مهيئة " لسواليف البنات "
قالت هند وكأنها تلعب دور ابليس
- وش آخر اخبار وليد؟ اتصل والاّ للحين؟
- مافيه جديد
- انا قايلة لك والله انه لعاب وما يستاهلك
- الله يعين
- طيب بقولك شي، تذكرين قد كلمتيه مره من جوالي؟ رقمه للحين عندي.. ويوم صار اللي صار بينكم، اتصلت عليه عشان اشوف اذا هو لعّاب والا يستاهلك .


الجمعة، 15 يوليو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الحادي عشر )

اشتقت لك في وقت انا كنت بنساك
وامطر خيالك من عيوني سحابه
اكذب عليك ان قلت افكر بفرقاك
البعد والنسيان مقوى عذآبه
تقدر تجافيني وانا مقدر اجفاك
عرفت ضعفي واستدليت بابه
همك تبكيني وانا همي رضاك
أنا غدير الحب وانت سرابه


( اشتقت - عبادي الجوهر )




::



الجزء الحادي عشر








لم تكن في حال يسمح لها بالضحك، كانت غاضبة جدا منه، لم تتوقع منه ولو جزء بسيط مما حصل !
توقّعَت الكثير، لكنها لم تتوقع " صرخته " بهذا الشكل. استنشفت كمية كبيره من الهواء وابتسمت لمن حولها.


قد يكون " وليد " كل شيء في حياتها، لكنه اختار النهاية.. لذلك ستحاول ان تستمتع بباقي وقتها، نظرت إلى صديقتها نرمين وسألتها مازحه " اتصلت امك ؟! "
" من جدك انتي؟! "






::




استطاع أن يكتم غضبه وقاد سيارته بهدوء متجهاً الرياض، لكن قبل ذلك سأل نفسه " ليه كل شي اسويه عشانها ؟ "
حاول ان يبتسم كما فعَلَت هي، لكنها كانت أقوى. لم يستطع مقاومة تعابير وجهه الحاده، استدار بسرعة وكانت الخطه قد تغيرت، اتجه وليد إلى البحرين " ويآ دار ما دخلك شر " .


لم يكن ينوي على فعل شيء في بادئ الأمر، لكنه أراد للقدر أن يريه ما ورآء الستار. وهكذا حتى وصل إلى مجمع السيف.
أخذ يتجول في الممرات وبين الزحام، ابتسم ولسان حاله يقول " الحين مو وقتك يا رزان " ثم اتجه إلى صالة السينما - منذ مُدّه لم يذهب إلى السينما - ونظر إلى أجمل " بوستر " وتمّ اختيار الفيلم .
ف
كان موعد عرض الفيلم بعد ساعتين، مُدة طويله.. من الصعب ان يقضيها جالساً على إحدى الكراسي " يتغصب " شُرب عصير الكوكتيل الذي اشتراه من إحدى المطاعم اللبنانيه، مُجاملاً المارّه بابتسامات صفراء.. ثمّ بعد ذلك يبدأ بالتفكير بها !


ألقى نظرة حوله مجددا " وش هالزحمه الجديده ! " هكذا قال .
واختار أن يمشي بينهم، وكان من السهل سماع ومشاهدة المقاطع المحجوبه. ثم ارتفعت الوتيرة الإباحيه حتى اصبح وجود حراس الأمن كعدمهم !
كانت هناك فتاة تجلس على كرسي في منتصف السوق، وكأنها تنتظر شخصا ما، لم يميز ذلك بعد، لكنه كان حريصا بألاّ يتعرض لها أحد.. فقد كانت تختلف عن غيرها ممن يرغبن بالتحرش بهن ثم يطلبن المساعده .
بدأ يدور حولها وكأنه يبحث عن " اسم محَل "  حتى رأى شابّان يقتربان منها، أسرع نحوها وقال " تحتاجين شي ؟ "
نظرت إليه كواحدٍ من أولئك الذين " يتميلحون " وتمنت لو تمزعه " مشكور.. ممكن تبعد الحين ؟ "
" طيب ببعد.. بس بعد ما تبعدين انتي عن الزحمه "
" مقدر اقوم.. بطني يوجعني، وانا اتصلت على اهلي وهم بيجون الحين "
" خلاص اجل.. انا هنا إلين يجون اهلك، وما تشوفين شر "


لم تعره اهتماما واستمرت بالضغط على ازرار جوالها " البلاك بيري "، كان هناك الكثير من يحاول الاقتراب منها، وكان وليد يمقتهم بنظرات تجعلهم يعتقدون بأنه يعرفها أو تعرفه. نظر وليد إلى ساعته، لم يتبقى على العرض إلاّ 45 دقيقه.. قالت " ترى محد غاصبك تقعد "
" ادري.. بس ابي اوريك ساعتي، شرايك فيها ؟ "
" عاديه "
ضَحِك ضحكة ثقه ولم يقل شيء .






في وقت متأخر أتَت أختها وأخبرتها بأنهم ينتظرونها في السيارة، نظَرت إليه قبل أن تذهب.. وضعت ورقة صغيره على الكرسي الذي بجانبها، ثمّ شكرته واتجهت مع أختها إلى البوابه .






::








بعد أن عادَت إلى الرياض، شعرت بذلك الشعور ( إنها الأرض التي تجمع بينها وبين وليد ! )
وحينما ألقت بنفسها على السرير.. شعرت بأعضاء جسدها تتقلص، كانت تنظر إلى دميتها الأرنوب وتذكر بأنها أول صورة التقطتها و ارسلتها إليه. خانتها دمعة واحده شقت طريقها بهدوء على خدها.. ثم تبعتها باقي الدموع .




كانت آم رزان تجس النبض بأسئلتها " يا بنيتي وش فيتس ؟ "
لكن نرمين كانت تخبرها بأن كل شيء على ما يرام، وأنها تشعر بصداع بسيط ..
تذكرت حنآن - أم رزان- ذلك الشخص الذي يدعى وليد وأن ابنتها تتواصل معه بين فتره وفتره، قد مضى وقت طويل عن سماع أخباره.. تذكُر بأن ابنتها تكلمه وأن الذي بينهم مجرد صداقه حسب معرفتها برازان وانها " ما تواطن الشباب "


سألتها " و اخبار ذاك الولد ؟ "
" قصدك وليد ؟ "
" ايه "
نظرت إليها وكأنها تقول " بس وصلتي "  قالت " انقطعنا خلآص "
سألتها غير مباليه " ليه ؟ "
أجابتها والدمع يستأذنها الخروج " مدري، هو قال "
لاحظت ارتباكها وحروفها المرتجفه " وش فيك حبيبتي؟ "
أجابتها وهي تتصنع الابتسامه " مافيني شي يمه "
" تحبينه ؟ "
" لا "
أعادت السؤال بنبرة هادئه تُمئن بها ابنتها " تحبينه ؟ "
حضنتها وهي تبكي " إييييه " .

الأربعاء، 13 يوليو 2011

أوْجَعني حيل، حتى انّي ابغى أوْجعه .

اليوم: الاربعآء
الساعة: 2:37 ص









لآ زلتُ أمارس بعض مهآرآت " الكذب " التي تجعل منّي انساناً مثالياً . 
أمارسهآ مع النآس حتى يشعروآ بأنني ذاك الذي يحتذى به .
أمارسهآ مع الكُل حتى إذا اصبحتُ في خلوتي قلت " استريح بس " !


كنتُ قد اشتقت إلى من " يصفقني " لكي اصحو من غفوتي .
فأنا اليوم بعيداً كُلّ البُعد عن " وآلدآي " اللذآنِ ارتسمتْ آثارُ الثقة بي في وجيههم قبل أن تنطقها أفواههم !




" انت تغيرت للأفضل " كلمة نطقت بهآ غاليتي حتى " وقف شعر جسمي تقديراً لهآ " واغرورقت عينآي - لكن بعدَ ان ابتعدت قليلاً  - .
تلكَ شهادة تقدير " مبدئيه " لمحاولآتي بالبدأ في تحقيق الأساسيّات، وفي الحقيقة هِيَ الأغلى .




" انت مشكلتك اجتماعي بالفطره، واصدقائك تحطهم بالأولويّه " لطالمآ أردتَ مصلحتي " يالغالي "، وكم أشعر بالفخر مجرد أن يقولوا " انت تشبه ابوك باشياء كثيره "، كم اتمنى ذلك .




كآن حمزه - صديق تعرفت عليه بسانتا باربرا - يتحدث لنا كأخ اكبر، يتحدث لنا بلسان شخص غير راض عمّآ هو عليه .
هو ذلك الشاب " اللي ما عنده ريوس " كُل ما يرغب به " حاضر " وبدل أن يكونَ ذلك إيجابيا، جعل منه سلبياً .
جمعتني بعض الأيام - حد الآن - معه، سمعتُ عنه الكثير، ورأيت منه العكس، يحمل بداخله فكر رائع ( ناضج ) .
يتميز عن غيره بمنطقيته، لكن ما يدفعه للاستمرار على ما هو عليه، تشجيع من حوله .


اصابني بسهام كنتُ في حاجتها، استطاع أن يجرحني، فهو لا يرغب بقتلي .
اخبرني أنه قد لا يكون مهيّء بأن يملي علي مآ أفعل، لكنه أرآد تلخيص بعض النصائح لأستمع وليستمع هو الآخر معي .
ف عوضاً عن تأنيب ضميره قبل أن ينام وبعد أن يصحو، من الأفضل مشاركة الغير .






كلمة أخيره :
بسآط الريح مفعوله قوي !

الأحد، 10 يوليو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء العاشر )


عدتُ والعَودُ أحمَدُ
لا تسألوني نجحت والاّ ما نجحت " بلآش نخسر بعض "
أهم شي العُطله " معها تحلو المشاركه " والا انا غلطان ؟

واعتذر كثيرا وشديدا على التأخير الخارج عن ارادتي
سبب ذلك الاختبارات اللي ما انتهت الا مع انتهاء المدارس وان شاء الله انها عطتني المساحه الكافيه لكي أعود بقوّه
والشي الثاني سفرتي لاميريكا البعيده كل البعد عن ديرتي، وآمل ان هالشي يساعد على أن يكون الآداء أفضل


::



الردود تفتح النفس وتشرح الصدر
وشكر جزيل لكل من تابع الأجزاء الماضيه وناوي على الجايّات



إلى أختي ساره اللي ما ادّهرت إلاّ يوم قلت " برب اختبارات "

" والله ما عمري قلت لأحد
إني أفتخر فيك بس من كثر كلامي عنك راح يعرفون يالغالي .. "
هذا وانا مآ تحمّست على فكره ..
عاد شلون لو اتحمس، صدقيني بتقلبين اسمك " عبدالرحمن "
واذا صرتي تلعبين مسدسات مع البزران بتقولين أنا " عبدالرحمن "
وبيصير " عبدالرحمن " بطلك في كل مكان وزمان، اصبري علي بس.. خليني أختّم الشريط .

أقول بس الله لا يخليني منك ولآ من اللي جابوك
أنتم وقودي <<~ بيجي أبو عثمان ويتّريق الحين .



الحق يُقال، اشتقت لكم واشتقت لهالموضوع اللي يجمعنا مع كل جزء ينزل .
وان شاء الله هالغيبه ما غيرت شي، وان كانها غيرت، فهي غيرت للأفضل .
لا زلتُ أرغب بأن أخبركم بالمزيد ولا زلتُ عَطِشاً لهذه التّجربة .


::


الجزء العاشر





أتعلم ماهي " الوِحده " ؟
أتعلم ماهو ذلك الشعور ؟
أشعرت بذلك يوماً مآ ؟
أم أنك شعرت به للحظه ؟
أم كانت تلك اللحظه مجرد اعتقاد بأنك تشعر بالوِحده ؟

هل الوِحده: فُراق كل شخص عرفناه وأحببناه، حتى أصبحنآ ننام الليل " باكراً " لملاقاتهم ؟
وحينما نصحوا، نتفاجأ بهم يودعون ويدمعون، يعتقدون أنهم بدموعهم " معذورون " ؟

أم الوِحدة: حينما تكون بين آلآف من الناس، منهم من يحبك، والآخر تحبهم، والصنف الأخير " تجهلون بعضكم البعض "
لكنك بين كل هؤلاء الناس، الذي من المفترض حينما تكون بينهم، تشعر بأنك الرقم 1000 ثم تبدأ بالعد التنازلي ..
وتتفاجأ بأنك الرقم ( 1 ) والكُل " صفر على الشمال " !!
يقتلني ذلك الشعور .






( عبدالرحمن بقنه )





::





دعني أصارحك صديقي عبدالرحمن، بدأتُ لا اصدق بعض ما تقول! بدأت لا أصدق شيء "
رسالة من أحد القرآء .






::





بعدَ عودته إلى " الرياض "
اتصلت به ليلاً، استمع لأخبارها واستمعت له، وماذا فعل كل منهم بعد غيابه عن الآخر .
قالت له بعد أن شعرت بأنه في مزاج يسمح له بأن يسمع ما " تريد " قوله:


وليد، دعني اخبرك قليلا عن أمي، أعلم أنك لا تريد السماع وانك ترغب بالحديث عن أي شيء آخر، اعلم أنه سيكون من الرائع لو تحدثنا عنك، وبعض الشيء عني .
إنني لآ أشعر بتواجدها، سبق وأن أخبرتك.. لكن هدفي من الحديث عنها الآن هو أنني لا اريدك أن تنظر إلى " أمي " كمآ ينظر الناس .
دعنا نتغاضى لكونها " أمي " ولنقل أنها صديقتي، لا.. دعنا لا نقل ذلك .

وليد، كيف تنظر لها ؟.




في الحقيقة كان وليد بانتظار ذلك للسؤال، ليمطرها هو الآخر بأسئلة كم كان يَودّ طرحها.. وكم قد امتاز غيضاً كُلّ ما سألها عن " أمها " وتخبره بأنها تسهر مع صديقاتها أو أنها في مدينة مآ مع صديقاتها. اعتاد سماع ذلك، واعتادت تقبله لذلك .
لهذا لم يشأ أن يفتح الباب لتلك الأفكار التي تشوبه، أن تبدأ الغوص في أعماق فتاته الجميله. لا مانع أن يفكر هو بذلك وأن يستنتج ما يريد أن يستنتجه.. كل هذا " مع نفسه " .

يجب أن يدع فتاته وشأنها.. أيلومها لأنها أحبّت " أمها " حتى أصبحت تبدع " بتلفيق " الاعذار لها أينَ ما كانت، أو لأنها تدافع عن غاليتها ؟
بدآ الأمر منطقياً، مِنَ المؤكد أنها تعلم الكثير عن والدتها، فمن يكون ليقحمها بين " لماذا وكيف ؟ "
إنها فقط تريد أن تبين وجهة نظرها، لا تريد منه أن يخبرها عن أمها، بالضبط ( أمها ) .


رزان، تعلمين أنني لا أشعر بالراحه حينما تكونين خارج المنزل إلاّ بعد أن تقولين " أنا طالعه مع أمي "
تعجبني العلاقه التي تجمع بينكم، علاقة لا تقف عند " أم وابنتها " .
رزان، نظرتي لها بأنها أم مثاليه.. وإلاّ كيفَ أصبحتي تلكَ الفتاة المثاليه ؟



كلماته مع نبرته الهادئه مع شعوره بالامتنان لأمها، كان وقعاً رائعاً على نفسها .
الرِّضآ، هذا ما كانت تشعر به ...




- أتعلم وليد ...
- أخبريني ..؟
- أحبك




::





اتصل بي وانا على موعد مع " الفله " الاّ انني كنتُ انتظر اتصاله .
كان يرغب بالحديث وكنتُ ارغب بالاستماع، اشتقت لتلك المغامرة يا وليد .



بينما كنتُ اقود سيارتي، كان وليد بجانبي يغني، لم يكن يغني من اجلي .
كان يرغب بمساحة ليفكر بها قليلا قبل أن يبدأ الحديث ( استغرب كيفَ كانت تحب صوته ! )



::


يقول:


لم تعتد رزان على كلمة " لآ " انها الفتاة المدلله التي تَملِك ولآ تُملك !
اشعر ان علاقتي بها هآ هي تكبر، واشعر بأن هناك الكثير يجب تغييره !
حينما أبدأ بالتغيير، اعتقد أنها ستبدأ بالرحيل.. هذا مآ أخافه، فأنا ذاك الذي يحب أن يملك فتاته، لاعتقادي بأنه من حقي.
وهو كذلك .
ليلة البارحه تقول " اكره اللي يغصبني على شي انا مو مقتنعه فيه.. اففف اكره اللي يتملكون الشي "
لا ادري اذا كانت تقصدني بكلامها، لكن الرسالة واضحه، ولنكن واقعيين، لو لم اكن كما انا عليه الآن، لطارت الطيور بارزاقها .


يقتلني ذلك الشعور حينما تكون مع " بنات خالها " ثم تخبرني بأنها ستبقى حتى الغد.. ولا اسمع صوتها الاّ مساء يوم الغد، وحينما اغضب تقول " وش تبيني اسوي؟ اكلمك عندهم ؟ "

أو حينما تكون بصحبة " نرمين " ثم يحتشد من حولهم الشباب، وبعد أن تخبرني بذلك.. اسكت قليلا، حتى اذا تميزت من الغيض قالت " وش تبيني اسوي؟ اروح واتركها؟ "

أو حينما اتصفح " الفيس بوك " وأجد الأصدقاء لديها 135 " ثلاث ارباعهم " شباب ..
تقول " عشان اشوف اللي ينزلونه من جديد، انا مو زيك بس اضيف صديقاتي " .



::


بعد ثلاثة أيام ..
اخبرني انه أنهى علاقته بها !!







كان قد اتصل بها ليخبرها بأنه قادم ليراها، فرحت ولكنها قالت له " تعال بس ترى يمكن ما اقدر اشوفك ؟ "
ابتسم ثم ضحك " اجي ويصير خير "

وصل وليد منطقة الخبر وكان ينوي البقاء يوم.. يعلم بأنه لن يكون كغيره ( طول الوقت معها ). لكنه في حال استطاع رؤيتها، ستمنحه تلك الفرصه .

اتصل بها الساعة الثانية مساءا وكانت في نفس المكان المعتاد ( الواجهة البحريه ) لكنها كانت برفقة احدهم [ نرمين ]
أراد رؤيتها لكنها اخبرته بأنها لا تستطيع، وانه يجب ان تعتقد " نرمين " بأننا انفصلنا واننا لم نعد " مع بعض " .
لم يعجبه ذلك.. لكنه حاول وبلطف، حتى لاقته في إحدى المطاعم، بينما كانت رزان تنتظر الطلب كانت نرمين تنتظرها " على الطاوله " في الدور الثاني، ابتسم مجرد ان رآها وهي كذلك .

نادى الكاشير على الرقم " 15 " وكان رقم طلبها، استأذنته بالرحيل، واستأذنها بأن يصعد إليهم، لكنها رفضت ذلك .
رآها تأخذ الطلب وكان " ابو هنود " يلقي بعض النكات معها وكانت " تسلك " له وتضحك .
تجاهل وليد ما رآه وطلب منها ان تتصل مجرد انتهائها من الغداء .


كان خارج المطعم ينتظر.. ثم أخذ يمشي في الحديقة، بدأ بالتقاط بعض الصور للاطفال وللبحر ..
وبعد مرور ساعه، رآى رزان ونرمين " جالسين " في الحديقه، وكانت نرمين تتحدث إلى شاب معه كلب، واستأذنته أن يلتقطوا صورا لكلبه .
في المقابل كان ينظر إلى رزان وهي تضحك..!!
اتصل بها وسألها " وينك ؟ " اخبرته انها في الحديقة مع نرمين وأنهم سيذهبون الآن إلى " السوق " .


وهم في طريقهم إلى السيارة.. صادفتهم ( سيارة سبورت - مزراتي ) كان هناك شابان " مكدشين "
سألهم الراكب اذا كانوا يرغبون بتوصيله؟ لكنهم شكروه.. بعدها طلب منهم ارقامهم، ثم بدؤوا بالضحك قليلا " وكلمه من هنا وكلمه هناك "
ورحل الشابان من دون ارقام .


لم تعلم رزان بأن وليد قد رآى ذلك، ولم يشأ أن يخبرها .
اتصل بها بعد أن وصلت " الو اهلين.. هاه وينكم ؟ "
" حنا بالسوق الحين "
" حلو.. طيب الحين انا بجي، اذا شفتكم خل نقول انها صدفه ! "
" لا وليييد صعبه "
" طيب بعد حلو.. اسحبي نفسك لو 10 دقايق، ابي اشوفك وابي اقعد معك "
" وليد والله بتدور علي.. وبعدين ما يصلح انا جاي معها ! "
" شدعوه عاد !! "



حينها ولأول مره، أخذ وليد يصرخ بأعلى صوته وأنه رآى كلّ شيء.. حاولت فالبداية تهدئة الأمر " تتوقع اني راضيه عن اللي يصير ؟ " لكنه قاطعها " ايه صحيح.. اهم شي نرمين تكون راضيه وتلم الشباب حولكم " .
هكذا حتى بدأت بمهاجمته " اصلن قايلة لك من اول ترى مقدر اشوفك .... "
أنهى المكالمة قبل ان تنهي كلامها، ارسل لها رسالة نصيه معناها " 
انتهينا " .