الثلاثاء، 29 مارس 2011

أخبرْهُم لِيُخبروك

اليوم: الثلاثاء
التاريخ: 24 / 4 / 32 هـ
الساعة: 12:45 م























في صباح ذلك اليوم الممل، في مكالمة هاتفية أخيره، أعلنت لهُ عن رحيلهآ وأن كلّ شيء إنتهى، لاحظت الهدوء " الغير " معتاد منه !
بعد لحظة صمت طويله، ولكي لا تتوتر الأجواء أكثر.. قالت: " أوكيه حبيبي نتكلم بالبيت إذآ رجعت، أوكيه ؟ "
لحظة قصيرة أسمعها صوت العلكه وهو يمضغهآ ليُشعِرها بعدم الاكتراث لمَا تقول، وبعد أن تأكد من سماعها تلك النغمة " مممم.. طيب أنا مشغول الحين، باي "



عادَ متأخراً ذلك المساء، رآها تحزِمُ امتعتها بعد أن أعدّت له العشاء المعتاد الذي يفضله، باشر التلفاز وكأنه لمْ يرى شيئا !
أخذ يقلّب القنوات، فهو ليس من المعجبين بالدراما ويرى بأن هناك ما هو أهم من هذه " التفاهات ".. لِترتَقِ بتفكيرها قليلاً، تقول الوداع !! هههه يا لسذاجتها. [ على الأقل هذا ما يراهُ لمَا يحدث في ذلك اليوم ]


ركنت حقيبتها بالقُرب من الباب، اقتربت منه وقبلته والدموعُ تَخطّ خدّيها: " حبيبي أنا رايحه خلآص "
با لروعة هذا الممُثل، حتى أن عيناه لا تزالآن معلّقة على شاشة التلفاز ولم تنظر إليها ! اقتربت منه أكثر وطلبت منه أن يزيح لها  ..
جلست بجانبه.. أزاح لها أكثر وتسنّى لها أن تتكور، رفعت يده اليمنى عن فخذه حتى تحجز لرأسها مقعدا على صدره، كان لها ما تريد، ابتسمت لهُ وهي تتأمل عيناه محاولةً ترجمة شعوره، لكن عيناه كانت تعكس برنامج " خط الستة " .
وضعت رأسها على صدره وأخذت تمشي بأصبعِها على فخذه، تدور بها يمنة ويسره، كتبت على فخذه: " حزينة جداً "
رفعت يَدَه مرة أخرى، وضعتها على شعرها كمَا اعتادت وكما كانت تُحب، مسح على شعرها وهو يصارع عاطفته.. لمَ لآ ؟ وما يحدث من حوله مجرّد " تفاهات ".. أتعجّبُ من قوّته.. نحنُ نتحدث عن بطل !
حاولت هي الأخرى مصارعة دموعها، لكنها تسربت من حيث لا تعلم.. تداركت الموقف ومسحت بيديها الدموع على دفعتين بعد ان استنشقت كمية كبيرة من الأوكسجين لترتب وضعيتها أزاحت يده بهدوء ونظرت إلى عينيه ويديها ممُسكةٌ بوجهه، لم تدع لهُ مجال ليشاهد البرنامج.. أخيراً تلاقت الأعين، أغرورقت عيناها.. من سيبدأ؟! يالها من لحظه.. الكل يبكي، الفرق هو في كيفية البكاء !
طوّقته بذراعيها واحتضنته بكامل قواها البدنيه والعاطفية، قبلته مرةً أخيره .


وضعت نُسخ المفاتيح التي كانت ( تستخدمها في حال غيابه لتفاجأه بقدومها )، تلك الليالي التي فاجأته.. كانت تختبئ خلفَ الباب لحظة سماعها صوت المفاتيح قبل ولوجهآ القُفل . ومرةً كانت تحت اللحاف، ما أجمل تلك الليالِ .
والآن.. تجرّ الخُطى نحو الباب، هذه المرة لن تلتفت.. فقد اكتفت ! كانت لخطواتها ألحآنٌ مؤلمه تنغز بها قلبهُ.. حتى بدأت تتلاشى.. ها هو اللحن الأخير.. " صوت الباب " .
أقفلت الباب..
وانفجر يبكي..
يبكي على حظّه.. يبكي على حُبّه.. يبكي على " قوّته " ولسانُ حاله يقول: من سيُفاجؤني هذه الليلة ؟


***






ما أجمل الكلمات حين تدغدغ مشاعرنا، نحتاجها كل يوم من كلّ شخص ..
كبيرا كان أو صغير، نساءاً أو رجال.. حينَ يعجبك أو لآ يعجبك..


لا تطلق لسانك في غيابه، أخبره بما تشعر تجاهه.. أخبره بأن حركته تلك في ذلك اليوم قد أحرجتك، وأنك لا تزال تشعر بالإهانة
أخبر ابنك بأنك تفخر به ولأنه يحمل اسمك.. اخبر أختك عن مدى جمالها وقبّلها كل يوم لتشعر بأن أخاها يختلف عن الجميع.. أخبر زوجتك كم هي عظيمة وأنها أعظم هديه ... أخبر أمك بأنك عاجز عن قولِ كلمة توفي حقها.. واطلبها أن تقرأ ما تحت السطور لتجد ما يخبؤه قلبك لها.. [ أخبرهم ليُخبروك ]

الثلاثاء، 22 مارس 2011

كلٌّ مع حبيبته في ليلة واحده، وأنا وحبيبتي وحدنا هذه الليله

اليوم: الثلاثاء
التاريخ: 17 / 4 / 32 هـ
الساعه: 2:17 م









شعرَت بتعبي في تلك الليلة العاتمه، سألتني ما بي ؟ أجبتها لا شيء، فقط التفكير.. التفكير وحده أرهقني !!
فيما تفكر ؟ فيما لو كنتِ من صنع الخيال وأنك لستِ من الواقع كيف لي أن أعيش ؟!
لن تعيش، لأنك حينها ستكون من صنع الخيال . اجابتها رسمت على وجهي ابتسامة صغيره، فقد كانت تعني أنهُ من المستحيل ألاّ نكون معاً سواء في الواقع أو الخيال، أخذتُ أدلك قدمها وأسألها: اخبريني.. كيف كنتِ قبل أن تعرفيني ؟!



قالت لي: كنتُ صغيرةً حينها، أعلم الكثير لكنني أجهل أكثر.. وفي تلكَ الليلة التي قررت أن أعيش فيها مع من أحب .
بدأَت الحياة بالتشكل من جديد، فالبيت لم يعد ذاك القديم، والشعر لم يعد ذاك الطويل، حتى أنني اشتقت لضحكتي، ألآ ترى بأنني أملك ضحكة رائعه ؟ بل الروعه هي من ملكت ضحكتك ...
أكملت تقول: كان يشتغل لساعات طويله، ولآ يعود إلاّ في ساعة متأخره.. وبدأت بتعلم الانقليزيه، لكنني ولآ أزال أخجل التحدث بغير لغتي أمام الغير ! وأيضا أصبحت لي علاقات مع من حولي من الجيران .
بعد سنتين وبعد أن اعتدت " تقريباً " على هذا الوضع واخذت اقنع نفسي بأنه يجب علي التأقلم والتكيف مع هذا الوضع، دقّت الساعة !!
كان الوقت متأخر، وكانت ليلة تختلف عن هذه الليلة تماما.. ليلة تدق بها بابي الثلوج.. احتجتهُ لكنني احتجتكَ أكثر، وبالفعل ظهرت في ذلك الوقت المتأخر لتخبرني بأن كل شيء على ما يرام، احتضنتك وشعوري متضارب، كيف لي وأنا أضحك وأبكي في آن وآحد !! كيفَ كنتُ أبدو ؟ أحمر الخدّين ....





بعد أن أنهت حكايتها، نهضتُ لأحضار " شيء " ادعيت نسيانه، وبعد أن عُدت.. احتضنتها وقلت :
نسيتُ إخباركِ.. بالأمس احتفلوا بك ولم أخبرك، واليوم سأحتفل بكِ وحدي " .

































الخميس، 17 مارس 2011

العالم في حاجتنا


اليوم: الخميس
التاريخ: 12 / 4 / 32 هـ
الساعة: 37 : 8 م



















كآن ممن يصنعون الأقمشة لتلك المراكب الشراعيه، في نهاية كل سنه يأتي بها ليبيعها على أصحاب المراكب .
عاش حياة لا بأس بها، منها استطاع أن يؤمّن له ولعائلته مستقبلاً يبتسم لهم في غالب الأحيان قائلاً: القادم أفضل .
ولعلّه كان محتكر " الشغله ".. ممّا أدّى إلى " زرف " فكرته ومنافسته مِن قِبَل أحدِ التجآر ( وزيادة الخير خيرين ) [ هذا اللي ذبحنآ ]
وفي تلكَ السنة المفاجئه.. هكذا أسماها في ( إعتقادي )، وكعادته السنويه ذاهب " لربعه " لبيع الأقمشة عليهم، لكن هيهات ! فقد ( سبقك بها عكاشة ) .
سبقه التاجر وباع أقمشته عليهم.. حتماً كانت صدمة مدويه بالنسبة لهذا الرجُل، فـ رأس ماله ضاع وتجارته انتهت .
هذا المقطع من القصة استوقفني للحظه ( لو كنت مكانه، ماذا عساي أن أفعل ؟ ) ... " يازين تقشير البصل قبل الطبيخ "



شدتني القصة لأعرف ماذا حلّ بهالمسكين ؟!
يُقال أنه إتّكأ على أحد " البلكات " و وضع أقمشته أمامه وأخذَ يفكّر .....
قال أحدهم بعد أن امتنع عن شراء أقمشته وهو يسخر منه ( اصنع منهم سراويل وارتديهم )

فعلاً، قام بصنع سراويل لأصحاب المراكب، وبدأ البيع وبربح بسيط
( من يريد شراء سراويل من قماش قوي يتحمل طبيعة عملكم القاسية ؟ ) هكذا نادى بصوته
ومن غير المتوقع، أُعجِب الناس بتلك السراويل وبدأت بالتقلّص شيئاً فـ شيئاً حتى " خلّصت "
وعدهم في المرة القادمه بصنع المزيد بعد أن ضرب على صدره .
وفي المرة القادمه كان قد أضاف على تلك السراويل بعض التعديلات اللازمه.. وبدأ بتطوير مشروعه " السروالي "
وبهذا حوّل نهايته لنجاح يُحسد عليه .




كم سمعنا وشاهدنا مثل تلك القصص والروايات تحكى لنا، وسرعان ما تولد لنا طاقات وتعيد لنا الأمل في حياتنا
 لكنها مجرد ساعات أو أيام أوأسابيع [ فترة محدودة ] حتى تنتهي تلك الأحلام التي نرى بأنها وهميه لآ وجود لها ....
نقتلها بأيدينا ونحرم أنفسنا من التلذذ بالنجاح والشعور بالفخر والامتنان للنفس بما قدّمت من جهد ملحوظ .
اليأس أصبح من الأمراض النفسيه الشائعة التي تسبب الانطوائية للشخص وتدُب الخوفَ والقلق حتى لا يعرف سبب بقاءه حيّا ؟!
مثل هؤلاء لا أطلب مني ومنك أن نحتويهم وأن نخبرهم بأن الأمور على ما يرام.. إذ حينها سيعتمد على ما نملك من قدرات لنبددها ونسخره له لكي ينعم في حياته ويستريح، وهذا ما سيأكد موته لا محال !! عاجلاً أم آجلاً سوف يدخل الامتحان وحيداً .
علينا أنا وأنت إرشآده للطريق، لانكرّس الطلبات على شخص واحد لا يملك شيء، بل افتح له الباب وقل له: تفضّـل بالدخول، وسوف يدخل فوراً، أعطه المفتاح وأخبره أي الأبواب يفتح، أخبره أنّك مررت بحالات مشابهه وأنّك استطعت تجاوزها وهآ أنتَ ذآ ميسور الحآل .
أخبره أنّ العالم يحتاج لكل فرد في هذه الحياة، وأنه أحد هؤلاء الأفراد المنشودين !!.



قد يتساءل البعض عن أسباب هذه الحآلة، والأسباب معروفه وكثيراً مآ تزورنآ ولكننا نتعامل معها بالشكل الصحيح، وحديثنا هنا عمّن يجهل كيفية التعامل معهآ ؟!


  1. الفشل
  2. المعاملة السيئه
  3. تقدم العمر
  4. إخباره بأنه لا شيء [ التحطيم ]
  5. بث الرعب في نفسه.. حتى لا يستطيع الاعتماد على نفسه

فـ كمآ كنّآ سبباً في ذلك، لنكن سبباً في تغييره والآن .


الأحد، 13 مارس 2011

صباح الخير

اليوم: الثلاثاء
التاريخ: 10 / 4 / 32 هـ
الساعة: 10 : 4 ص




















وكمآ يُقآل " ما تحلى القهوة إلا بـ الجريدة " وهناك الغير من يفضلها بـ " الحش و الدق بـ الحتسي " .




ذلك الصباح الهادئ، لولآ محركات السيارات وازدحام الطرقات بالإضافة  إلى اندماج الأفكار التي تعلو " طبلون " سيارتي.. هكذا وضعتها خوفاً مني أن تتبعثر وهي لا تزال بين أرجاء مخيلتي تصول وتجول.. كلّن يجهل مَن سيتم اختياره ؟.
عدتُ بذاكرتي قليلا، وقفت عندَ كلمة ( أفكار ) !!.. وسألتُ نفسي: هل هي أفكار ؟ لكن أين حصادها !! " والاّ هو الدارج " وما نسمعه من حولنا ؟.


أعجبني سؤالي لنفسي فـ عُدت " كمان  حبّه ورا " لأرى ماذا أنجزت وماذا قد أنجز قبل أن " أخلّف "
- أفضل حارس مرمى في دوري مدارس الرياض للقسم الثانوي.. ( كنت أبي أصير هجوم )
- تكحيل عيون [ اشوف بنات ] + تميلح = خلف قضبان المجاهدين " ويآ قلب لآ تحزن =_(  "
- الجَمعه مع العيال بالاستراحه كل ليلة.. أجي اشوفهم يلعبون بَلوت وامشي ( يعني حتى بلوت اسمع بها )
- تنتيف خلق الله.. سواء كان عبر التلفزيون نشوفهم أو بالنت أو بالهواء " لآيف " أو بـ البلآك بيري :$


والقائمة تطول ........













بعد أن أنهيت حواري مع نفسي، رشفت من كوبي وبدأت أقلّب الصفحات لإقرأ أخبار اليوم ولأشتّت تفكيري ولأرى بأن الحياة رائعة وأنني بخير وأن الحياة لا تساوي هذا القدر من التفكير.
على هذه الحآل كلّ يوم.. عتاب النفس لوقت قصير ثمّ أوآصل مشواري الصباحي بقطعة " دونآت " وكوب قهوة تتبعها مقالات شيّقه تنسيني هذه التفاهات ( العظيمة ) .