الغالبية تكرهني الآن، ومن لم يكرهني بعد " فلا حول ولا قوة إلا بالله " .
- أستطيع أن أرى رزان وهي تتلقى الخبر مني ..
ذلك الشخص الذي سرق أمها، هو حبيبها، هو نفسه مَن يخبرها كيف حدثت عملية السرقه !
أستطيع رؤية دموعها تسبق " لماذا يامُجرم؟! "
أستطيع أيضاً أن أحضنها وأعتذر منها - كما فَعَلت هيَ مِن قبل - وعليها أن تسامحني .
- أصبحت ذلك الجندي المجهول: الذي يصرخ بأعلى صوته، فليتفتُ واحداً مِن ألفْ ويقول " سمعتُم شيء ؟ " لكنّهم يكملون سهرتهم .
أصبحت ذلك الجندي المجهول: الذي إذا أصاب، كافأ نفسه. وإذا أخطأ، شتموه و وبّخوه.. ثمّ ضربوه حتى يبكي، وإذا بكى قالوا " دعوه.. دعوه "
أصبحت ذلك الجندي المجهول: أمّهُ.. مِن بين نساء الكَوْن، تبكي إذا شعر الجندي بألمٍ في حلقه.. وتضحك على نُكته الساذجه.. وتقبّل يداه كلّما قبّل رأسها.. وتطربها خطوات قدميه قبل أن يفتح الباب.. وتُعِدّ لهُ أشهى الأطباق.. وتسمع تفاصيل أخباره، ولا تُسمعُه تفاصيل أخبارها، لأنها تعلمُ بأنّه مُتعب وعليه أن ينام .
أصبحت ذلك الجندي المجهول: الذي ينتقل من قصة لقصه، ويصنع الفارق.. حتى إذا انتصر.. صفق الجمهورُ لغيره !
- تروي رزان القصة لهند: فأكونُ رجُلاً شديدَ الغيرة، طويلَ القامة [ في نظرها ]، صاحبُ عينان حادتين، صاحبُ ابتسامة ممشوقه، وضحكة إنطوائيه، ودموعٌ قاسية، صاحبُ القلب.... أعرف أنها لا تدري أيّ قلبٍ أملك .
لكن.. آه كم أنا مُذهل في قصصها التي ترويها رزان .
لو رسمني أحدهم في مخيلته.. لأصبحتُ أشبه أحد نجوم هوليوود، أحتاجُ منها فقط أن تضيف " وشعره الأشقر، وعيونه الزرق، ولغته العربيه المكسره ... "
- أكرهُ أن أكون بطلاً في قصَص " أُم رزان " ..
تجردني مِن شخصيتي الهوليووديه، وتسلّمني شخصية الرجُل الشرقي.. وعليّ أن أجسدها الآن .
فأصبح مدلّل النساء [ أصرف عليهن ]، وأكونُ كباقي الرجال.. لا يفكر سوى بـ...... بطنه .
يتلفظُ بأسوأ الكلمات.. وحينَ يرى ما يسعدُه، فهوَ يشتم ويقبّل سيدته ويشكرها كطفل - ولا أدري إذا كانت تعني طفل شرقي أم هوليوودي ؟! - لا يرغب بأن يفارق حُضن سيدته [ فقط في تلكَ الليله ] .
لا يعرف الحُب، بل تعلمُ يقيناً بأنّه لم يسمع به .
آه.. آه.. يا لظُلم النساء، قد لا أعرف الحُب.. لكنني قطعاً سمعتُ به .
- أنا أيضاً لستُ راضٍ عمّا فعلت ..
رزان رائعه.. جميله.. تملك عينان تجذبان كباقي الفتيات.. أعلمُ ذلك. وأم رزان لم تطلُب منّي أن أقترب منها ولم ترفضني.. أعلمُ ذلك .
لن أبرّر فعلتي بأنها ردة فعل.. لكن.. أرجوكم، لن أتوقف حتى يضع كاتب هذه القصة نقطة آخر السطر .
لستُ سيئاً.. هناك جرحٌ عميق يصعبُ الوصولُ إليه، لا يعرفُ مكانه سوى مَن تسبب بذلك .
لا أشعرُ به.. لكنّه يشعرُ بي، ولآ يكفّ عن البكاء.. يريدُ رؤية أمّه، فهيَ مَن خلقته ثمّ طلبتْ منّي أن أربّيه !!
" يا أمّ الجراح.. عودي، فأنا لا أعرفُ سوى الأفراح !! "
أعلمُ أنكِ تسمعين.. وأخافُ مجادلتكِ فترحلين، ويكبُرُ الجرحُ ويصبحُ رجلاً.. وحين يسألُ عن أمه سيقولون " قتلها هذا بسكّين " وأنا والله أخافُ السكاكين !!
- من وليد، إلى كاتب هذه السطور:
إني أحمّلك كامل المسؤولية فيما سيحدثُ لي آخر القصة ..
وأنت تعلم مدى حبّي لرزان، وتقرّبي لأم رزان لم تكُن سوى وسيلة، والغاية تبرر الوسيلة ياصديقي .
أرسمني بقلمك.. لكن لا تشوهني.
نسيتُ أن أخبرك: أتعلم ياصديقي.. حلمُ طفولتي أن أطير، هل بإمكاني فعلُ ذلك هُنا ؟!
- من وليد، إلى رزان.. لالا.. إلى ( ماذا يعني أن تكونَ إنسان ):
إليكِ فقط.. وأنتِ مَن أهدى حياتي كل هذه الألوان ..
لن أكتب السطور لأُخبركِ بأنّي أحبك، لأنها لا تحتاجُ لجُملٍ وأوزان ..
كل يومٍ أقولها لكِ وتقولين .." حتى أنا " والسلام !
أتساءل: ماذا سيحدث لو أضفتي " أحبك " بعد الكلام ؟!
أعني بعد أن قُلتي " حتى أنا " والسلام ..
ربّما سأشتري لكِ قُبلة مِن فَمِي.. وسأُهديكِ " شُكراً " مِن احترامي لكِ
وسأبتاعُ سعادةً لأضعها جانبي قبلَ أن أنامْ .
- من رزان، إلى وليد.. أقصد.. مَن يرى بأنّه وحيد:
" حتى أنا.. أحبك " ياعبيط .
- كنتُ في بهْوِ أحد الفنادق.. أنتظر أم رزان التي تأخرت لتصفيف شعرها أو لا أدري مالذي يفعلونه النساء لاحتساء قهوة في " اللوبي " .
بعد مرور ساعة.. وبعد أن طلبت نصف " القائمه ". اقتربت سيدتان منّي لتسألني الأجمل بينهن " وليد ؟ "
بحركة هوليووديه أخذتُ أمسح فمي بمنديل أحمر - وفّق الفندق في اختيار لون المناديل - ثمّ حاولت تضخيم صوتي كثيراً وقلت " أحم.. إيه "
لم أستطع النظر للأخرى.. ليسَ احتراماً، بل في الحقيقة هيَ " قلّة أدب " منّي. لا تملك مواصفات صديقتها الجميله !
كنتُ أعلم بأن هذه السيدة الجميله هيَ أم رزان.. رُغم تبديل عباءتها بأخرى مُطرزه و " مزركشه ومخصره " جداً .
غمرني ذلك الفضول الشيطاني حتى أنّني أردتُ غناء " شيلي الطرحه عن الوجه السموح " لولآ أنها سبقتني ورأيتُ وجهها السموح .
لم تكتفي " بسموحة " وجهها، أضافت على ذلك أنها نُسخة مُكبّره مِن ( رزان ) !!
حينها علمت بأنني لن ألتفت، مهما كانت المطالب والعروض للسيدة المحترمه صديقة أم رزان ..!
أمسكتُ بيد الجميله واقتربت منها " مين الجميله اللي معك ؟ " دون أن ألتفت للسيدة غير الجميله .
بحنانِ أمّ أغلقت على يدي وقالت " إسمها حصه.. بس تقدر تناديها أم هند " !!