الثلاثاء، 31 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الثامن )

وكعادتي في موضوعي أرحب بأصحاب الردود الجديده
واليوم عندنا ( وسام الأمل و نو وي أنساك )
حياكم الله، والمهلي ما يولي ..


اقتراحك يا " وسام الأمل " سبق وأن فكرت فيه، واقتراحك أكثر من رائع
وردك كان دافع قوي مو بس في أني أكمل قصتي، برضو للوصول إلى مراحل أكبر وأعلى.. بس حلو الشغل بالتدريج، لأني ما احب المطامر.. شكرا جزيلاً .



::


هناك من اقترح علي عدم التأخر في تنزيل الأجزاء لكي لا " يقل " حماسي وابدا اتكاسل، بس كلامه كان يخلي المتحمس يتكاسل! وحبذا لو كان كلامه إمّا محفّز أو ناقد .
واعتذر مجددا للمتابعين إذا تأخرت في الجزء التالي.. لكني مررت بمرحلة ( تصفية الراس من الخيال ) مما أدّى إلى تعطيل كتابة كلمه واحدهّ!.






::




الجزء الثامن





ادعي علي بالموت والا سمني
بس لا تفارقني دخيل الله وتغيب

طاري السفر يابعد عمري همني
وشلون اودع في المطار اغلى حبيب

تعال قبل تروح عني ضمني
اقرب من انفاسي ترى حالي صعيب

ابنتثر قدام عينك لمني
وابسألك: هل نلتقي عما قريب ؟


( أغنية: ادعي علي بالموت )
 
 
 
 
 
كل ما سبق ذكره كان مجرد مقدمه عن الحُب، كان موجزاً في كيفية وصول شخص من بين آلآف الأشخاص إلى حبيبته، قادته الطبيعه إلى أن يتعلق قلبه بها، حتى قادها بطبيعته إلى قلبه.
كان في فترة طفولته قد تعلق قلبه بفتاة كانت أمها تعرف أمّه. سمع وقرأ قصصا عن الحُب، ويتذكر جيدا فيلم " تايتانيك " الذي أكّد له بأن الحُب لا مثيل له، ولأنه في مجتمع محافظ لا يتحدث إلى من حوله - خاصةً الذي في مثل سِنّه - عن مثل هذه الأمور المحظورة، فقد كان يسمع ويرى ويقرأ من مصادر خارجيه، وكان كل ما يتعلمه يحفظه لنفسه.. لتجنّب الصراخ والاسئله و " وجع الراس "، رسم الحُب بأنه يجب لكي تعيش حبيبتك، تموت أنت، إذاً هذا ما يسمونه ( بالإخلاص )، يعني أن الحُب = إخلاص! تماما كما فعل " جاك مع روز "، أعجبته فكرة أن يموت من أجل حبيبته، بل رأى أنه من المنطقي فعل ذلك. كانت " خلود " - بنت صاحبة أمه - تصغره بسنتين، وكان وليد فتىً خجولاً، لم يملك الجرأه ليخبرها عن حبه لها - وهو متأكد اليوم بأنها تفوق جمالها السابق - لكنه عوضاً عن ذلك، كانت تصرفاته كفيلة بأن تخبر الحاضرين بأن " وليد يحب خلود " إلاّ أن الفتاة الصغيره بريئة الأفكار ترى غير ذلك، وأنه فقط يدافع عنها حينما تبكي، ويلعب معها حينما تكون وحدها، ولآ يأبه إذا ضحكوا عليه الأطفال وقالوا " الولد مع البنات، دقته شوكه ومات " ويُضحِكها حينما تغضب - لأن أمها ترفض أن تجلس عند وليد حين يحين موعد الرحيل، ولأن بابا ينتظرهم في البيت - كان وليد يختلف كثيراً عن الباقين، إلاّ أنّ " فكرة إنه يحبني " لم تأخذ حقها في مخيلة " خلود " ولآ أعتقد بأن ذلك سيحدث .
 
 
 
،
 
 
 
 
لكن شعور اليوم يختلف عن 20 سنه مضت، وكأنّ هناك من طوّر من نظام الحُب وفلسفته، حتى أصبح ذلك الشيء جديدا بالنسبة له! هل يتغير الحُب مع تغير الطبيعه؟ أم انها مجرد تغييرات في بعض المصطلحات وهذا كل ما في الأمر.. فعوضاً عن قول " حبيبتي " مخاطباً حبيبته أصبحنا نقول " بيبي " بمعنى طفلي، لا أعلم! هل الحُب يشبهنا؟ حينما نكبر يكثر الشعر في جميع مناطق الجسم، ونبدأ بتزيين منطقة الوجه ورسم الشعر بطرق مختلفه على ذوق الفتيات، وكأنها شعورهم وليست شعورنا! أهكذا الحُب؟ يكبر مع تقدم السنين حتى تثاقلت عليه الهموم وأصبح منحني الظهر ولم يعد يقوى الحراك؟ أم لأنه الأشهر عالميا والإقبال عليه من كل صوب، أصبح لا يأبه بما قد نحتاج، فبدأ بتغيير بعض المعاني وبعض الشروط القديمه!. بدأت أشك بأن كل ما تعلمته كان مجرد حلم يحلم به الكتّاب وأساطير تلك القصص، هل كان جاك وروز كِذبه؟ يقولون بأنها قصة واقعيه وأنهم مثلوها، لكن هل أنقذ جاك روز فعلا؟ ومات هو لتعيش هي؟ أم أنه حاول الامساك بها لكن ذلك كان بعيداً وغرق في عمق البحر! وماذا عن روميو وجولييت؟. كنت أعتقد بأن شيكسبير هو من وضع شروطاً للحُب.. وبعد أن مات تلاعبوا بتلك الشروط كما يفعلون في مختلف التخصصات!. يبدو أن للحُب معنى آخر ( للكبار فقط ).
 
 
 
 
،
 
 
 
 
اتصلَت رزان بوليد وقد كان في فترة مناوبته، لتخبره بأنها ستسافر مع أمها وأخوانها الصغار إلى المنطقة الشرقيه، سألها " بتسافرون طياره والاّ سياره ؟ " وكانت السياره التي ستقلّهم إلى هناك، سألها عن المحرم واعتقد بأن الجواب سيكون ( فيصل )، لكنها فاجأته " بنروح مع سواق "، حاول التقاط أنفاسه لكنه انفجر " شلووون مع سواق ..... " وقاطعته " لحظه لحظه، وش تبيني اسوي ؟ " .



في اليوم التالي، لا يزال وليد يشعر بالتوتر، والإسئلة تكثر حول ماذا سيحصل لو...؟ وماذا لو أنهم....؟، في جميع الأحوال لابد أن يكون هناك من يقف معهم - هذا ما يعتقده -. قد اعتاد على السفر مع أمه حينما تذهب لآدآء العُمرة، ومع اخته بدريه حينما أرادت حضور حفل زفاف صديقتها بشاير، حتى في أبسط " المشاوير " كان يرسل معهم على الأقل أخوه بندر الصغير.
 
 
 
،
 
 
 
لاحظت أمها أن رزان أصبحت تلبس النقاب أكثر من اللثمه! وسألتها عن سبب ذلك؟ وأخبرتها بأن وليد يفضّل النقاب على اللثمه. جميلٌ أن تشعر بأن هناك من يهتم لأمرك ويخاف عليك، " تحبينه ؟ " هكذا سألتها أمها، لكنها ولأول مره تخفي ذلك السر عن أمها " لا، بس أسوي اللي أشوفه صح ". سألت رزان أمها " وش رايك بوليد ؟ "
" ما عرفته زين، بس احس ان ربي مرسله لك ينتبه لك في حال أنا ما كنت موجوده ".


اتصلت رزان بوليد في تلك الليله واخبرته عن حديثها مع أمها، كان من الجميل سماع ذلك.. لكن صوتها لم يكن جميلا! كانَت متضايقه، توقع أن سبب ذلك حينما اتصلت و " عطاها مشغول " لكنه لم يستكثر السؤال وسأل عن السبب؟ أخبرته بأن أمها ذاهبة الليله إلى دبي وأنها ستبقى وحدها مع أخوانها الصغار في الخبر، وأن هذه ليست المرة الأولى التي تسافر بها أمها وتتركها مع أخوانها و " الشغاله " !
 
 
 
،
 
 
 
عندَ الساعة 12 منتصف الليل، على الواجهة البحريه كانت رزان تشاهد أخوانها الصغار وهم يلعبون الكُرّه و " تسولف للشغاله عن وليد "، كانت الأجواء هادئه ونقيه، وكان صوت الموج يضيف من روعة المكان وكأنها أهازيج جمهور يستمتع بلعب أخوانها.



اقتنصتها لحظة هدوء جعلتها تفكر بأمها وتعاتبها بابتسامه، ( أمي، صديقتي، كم كنتُ سأسعدُ لو أنكِ معي الآن، نتحدث عن أي شيء، لايهم إن كان حديثنا لا يتضمنه وليد، أريدك الآن يا أمي، الكُل يسأل عنك وأقول أنها خرجت لبعض الوقت وستعود، لكنني أجهل متى ستعودين! هناك من يشكّك بأنّك لستِ أمّاً مثاليه، لكنني أؤكد لهم أنك الأمثل يا أمي، هناك من يتعرض لك بالكلام، لكنني لا أسمه، هل تصدقين بأنني أضع يدي على أذني وأبكي؟ هم يجهلون معنى الأم ) نظرت إلى النجوم متمنيةً حدوث معجزة تسعد قلبها.



من جهة أخرى كان وليد " مشغول البال " ولم يكن في أفضل حال، على الرغم من أن حالته أفضل منها، اتصل بها " وينك حبيبي ؟ "
" أنا مع اخواني بالواجهة البحريه "
" الله.. الساعه 12 ونص!! متى بترجعين البيت "
" أساسا الحين ماشين " .
 
 
 
،
 
 
 
 
كان وليد يراقبها من مسافة 35مترا تقريبا، وكانت الأشجار تغطيه، وكانت رزان تمشي بعيدا عن أخوانها " تشم هوا " وتتخيل وليد كاتمة شعورها بالوحده وأنها في حاجته، تحتاجه أكثر من أي وقت مضى، مسحت دموعها وقد شاهد ذلك، أخبرته بأنها سعيدة جدا بسماع صوته، سألها " شرايك أجي اجلس معكم شوي إلين أمكم تجي ؟ "
" لا حبيبي انت عندك شغلك وامنا مب مطوله " .


اقترب مجموعة من الشباب من رزان، وكان وليد يشاهد ذلك، كانوا 6 أشخاص بثياب بيضاء وهناك من هم بثياب نوم و " ومتلطمين "، وبعد ذلك اتفقوا بأن يذهب " واحد منهم " ليطلب رقمها أو على الأقل " يكلمها "، وهذا ما كان يخشاه!
تطوع " واحد من القروب " واقترب منها وقال " يا حلو سجلي الرقم ". شعرت بالخوف الشديد ولا تعلم مالذي تقوله أو ماذا تفعل، وكأنهم يخططون أن يحيطون بها حتى تستسلم لهم وتحفظ أرقامهم أو تتصل بهم أو " اللي يبون أهم شي يوخرون ". أقفل وليد الخط واتجه مسرعا ناحيتها وقال بعد أن ضخم صوته " رزااان " .
 
 
 
،
 
 
 
التفتت رزان نحو الصوت ومن عساه يكون! مالذي يحدث؟ أوه.. لا أصدق، وليد! وكانت هناك دمعة تسللت بين جفونها رسمت " خط " لمع على خدها. أمسك بيدها وهو ينظر إليهم وقال " نعم، تبون شي ؟ " كان يعلم أن الخطر يدق بابه، لكن.. كان لابد من فعل شيء! حاول أحدهم أن يتحرش بها، لكنه وقَف أمامه وسحب رزان خلفه منتظرا حدوث أي شيء، لكنهم في النهاية اعتذروا منه واعتذروا عما بَدر من " خويهم " وأنه ليس في وعيه. لم يكن الاعتذار مقبولا، فأنتم في الحقيقة لستم آسفون.



نظر وليد إلى رزان مبتسماً " خفتي يا خوافه ؟ "
بدَتْ وكأنها مصدومه، بل هي مصدومه، كيف ولماذا ومن أين أتى! " وش جابك ؟ من متى وانت هنا ؟ "
" قبل شوي "

بعد ذلك.. ابتعدوا عن الصغار، إلى صوت الأمواج، إلى البحر الذي خطف جاك وأطلق سراح روز، إلى من يحفظ الأسرار، إليه تحدثوا عن آخر الأخبار .

الأحد، 29 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء السابع )

أبو ناصر: هالجزء إهداء لك.. كم عندنا " عبدالإله " يدرس بـ كندا ؟




::




طقوسي قبل النوم: أفرش اسناني وادخل لغرفتي واتأكد من اني قفلت الباب، اروح لدولابي وافتحه وآخذ ترينق البيجاما اللي شرته لي أمي ومرسوم عليه كائنات فضائيه، واحب البس فوقها " فنيله كت " عشان اكشخ بجسمي عند اخواني ( عصقول بس اتابع افلام واجد )، وبعدها انسدح ع السرير وافتح اللاب توب وشرط يكون يساري لأن الجدار يكون يميني واحب اتسند بالزاويه ( بين الجدار والسرير )، وبعدها أحدد يا أناظر فيلم والا اطقطق ع النت إلين انعس وانام .


طقوسي بعد النوم: أصحى على منبه الجوال أو من صوت اختي عشان اوصلها المدرسه، عادةً واذا تبيني اختي اوصلها وانا مروق، آخذ لي دش محترم " حار " وهناك من ينصح بالدش البارد لفوائد عدّدها لي لكني ما اذكرها، والاّ لا يا " سندريلا " - آمل أن تتواجد هنا، فإذا كان هناك أباً روحي، فأنتِ أم روحيه - وبعدها افرش اسناني، وقبل ما اطلع من الحمام - الله يكرمكم - اتأكد من خشتي بالمرايا واقعد لما يقارب الدقيقتين وانا اناظر كيفية انتفاخ البرطم بعد ما اصحى من النوم!! صراحتن ما ادري هل انا الوحيد اللي اواجه هالشي والا كل من صحى لقى برطمه منتفخ؟!.



طقوسي قبل الكتابه: في البدايه لازم يكون هناك متسع من الوقت للتفكير فيما سأكتب. ثم ابدا احدد النقاط الأولى براسي وارجع استذكرها بين فتره وفتره إلى أن يأتي وقت كتابتها في نوته صغيره. بس كيف تجي هالنقاط وكيف افكر فيها؟ أنا عندي طريقتين.. ( 1- أشوف فيلم 2- أقرا كتاب ) طبعا ما يجتمعون الثنين، اختار واحد منهم.. وبما اني من مدمنين الأفلام وتاريخي قديم معها، والكتُب عصرها جديد بالنسبه لي رُغم طول عمرها، فإنني غالبا اناظر فيلم ليعطيني الدافع بأن اكتب. البعض الآن يتساءل " هل تعني بأنك تستمد الأفكار من الأفلام والكتُب ؟ " ما ادري اذا كان الجواب ( إيه أو لا ) لكن اللي اعرفه ان الكُتب والأفلام تعطيني مساحه للتركيز في شيء معين وهو ( يا فيلم يا كتاب ) ويشغلني عن أي شي ثاني، ممّا يؤدي إلى تصفية الذهن تماما، فيصير بعد ما اقفل الكتاب أو يخلص الفيلم ما ابي غير اني اكتب. و وقتها ابدا أضع النقاط على دفتري " حبه حبه "، واحيانا اذا قمت ادور دفتري واتذكر اني ناسيه بالسياره ومفتاح سيارتي فوق بغفرتي، ارجع لحلّي الكلاسيكي وهو اني احفظ رؤوس الاقلام براسي واحاول اني استذكرها .

والليله
.. اكتب لكم من غير رؤوس اقلام أو نقاط مُسبقة الطرح .
لأنه الواقع الذي يتحدث قبل كل شيء، لأنني أنقل لكم بلسان شخص يقول لي " وش ذا الكذب ؟ " هذا الشخص لديه ما يقول، لكن ليس لديه ما يكتب.. أخبرته أنني أكتب ما رواه لي، وأنني أضفت بعض ما خُيّل لي، أعجبته الفكره وأُعجِبَ أكثر بما قرأ، وضحك على نفسه بالجزء الأخير الذي كتبته ( السادس )، وأخبرني عنها أكثر لأُشبع تساؤلاتكم ...
" الناس بلا أقنعة أجمل بكثير، ولا أعلم.. هل أنا مقنّع أم لازلت استيطع قول ( ماما ) كما عهدتُ أمام أصدقائي " كانت تلك عبارته الجميله التي قالها لي وهو يخبرني بتفاصيل قصته. أن تقول ( ماما ) أمام اصدقائك كما كنتَ تقولها وأنت صغير؟! لااا.. لا أظنّ ذلك يا وليد .



::








الجزء السابع






أنا بشرح لكم حزني، وحزني من صدى الوجدان
إذا غاب الحزن عنّي، مسحت دموعي بيديّه

أسافر في تعب عمري، مابين الشوق والحرمان
عسى ألقى على الشاطي ( وله أو شوق أو تحنان )

أعالج به دموع العين، واخفف حزني اشويّه
أنا شمعه في عين الليل، وقلبي شايل الاحزان

يذوب النور في عيني، واضيّع! ما اعرف الألوان
وانادي يا عيون الليل: ترى هالدنيا وهميّه

أنا لوحة حزن تبكي، عجز عن رسمها فنان
وضاعت كل ألواني، وصارت بس رماديّه


( اجهل المصدر )








كانَ يوسف مخلصاً لحنان، ولكي يثبت لها إخلاصه، عرض عليها الزواج و وافقت على ذلك.. كانت علاقه نقيه لا تشوبها الشوائب ولا يتخللها العفاريت، اطلقوا الآيات والأذكار وصلوا فروضهم وبدأوا يشعرون بأن الحسد قد ينال منهم في أي وقت، لم يعد هناك قيود، فكلما اشتاق إليها، التفت حوله بذراعيها وبدأت بالتهامه حتى يفقد وعيه ويستيقظ في اليوم التالي " وكله حيويه " ويشعر بأنه يرغب بلقاء كل من يريد لقاءه حتى الذين لا يعرفهم. وبعد مرور عدّة سنوات أنجبت منه 4 أطفال، 3 أولاد " وآخر العنقود " فتاة جميلةٌ كأمها .
وكم هي جميلة الحياة حينما نحصل على ما نُحب، خاصةً إذا كان ذلك الشيء الذي نحبه.. يبادلنا الحب ذاته ( جميلة الأحلام ) .




ذات ليلة وهو عائد إلى منزله، اتصل بحنان ليسألها ما إذا أرادت شيء؟ وأخبرها أنه لن يتأخر، وأنها ستكون " مسافة الطريق " حتى يصل إلى المنزل. وكان ذلك هو الضوء الأخضر لتجهيز سُفرة العشاء. ألقت نظره على ابنائها وقد كانوا يشاهدون " التي في ".


،



كان يقود بسرعة 120 كم/ساعة ولم تكن هناك لوحات ارشاديه، وكان أمامه ( دوّار ) ولم تكن هناك إضاءه كافيه ليرى ما قد يكون أمامه! أدت تلك السرعه وعدم وضوح الرؤيه إلى مفاجأة وأن أمامه دوار يبعد 40 متراً! حاول بالضغط على المكابح بكل ما أوتي من قوه أن يتفادى الدوار، لم تكن المكابح لتجدي نفعا، فكانت محاولته الثانيه أن يغير مسار سيارته لكنها كانت " فرعون بدل أن تكون عون ". ارتطم جانب السيارة بذلك الدوار المخفي، وتقلبت ما يقارب الخمس قلبات لتتشكل السياره وتكون كالصلصال! شاهد الناس بلون أحمر يحتشدون من حوله، الكل يتصل للمساعدة، لكن هل من متصل بالله ليطلب مساعدته؟ الكل يتساءل " وش صار؟ ما شاف والا شلون؟ " بمعنى: الكُل بلا فائدة الآن.
أغمض عينيه ليرى أبناءه وليرى زوجته وحبيبته حنان وهم ينتظرونه للعشاء، وماذا قد يكون عنوان حديثهم الليله؟ وكيف حال طفلته الصغيره التي يحبها كثيرا لكنها تجهل ذلك، فهي لا تعي ما يقوله البالغون! شعر بالبرد في ذلك الحر، أهكذا هي النهاية؟ أم أنني سأفتح عيني لأرى حنان توقظني؟ شعر بالوِحدة وأرادها بشدّه، أرادها الآن أكثر من أي وقت كان، بكى دون أن يسمعه أحد، بكى.. وليس الموت ما يبكيه، لكن حنان هي التي تبكيه الآن .




،



كان فهد هو زوجها الأول بعد يوسف " رحمه الله "، وكان لطيفاً معهم، خاصة مع تلك الطفلة الجميله " رزان " الذي كان يحبها كثيرا، وكان يأتي لها بالهدايا دون أن تطلب منه. شعرت رزان معه بحنان الأب وعطفه وحُبّه، وشعر فهد بأنها ابنته. لكن الظروف التي لا تأبى أن تفارق رزان ولا أن تفارق حياتها، اصطدمت بها للمرة الثانيه، فقد كان هناك خلاف بين حنان وفهد حول مشكلة يعاني منها فهد، وهي عدم الإنجاب.. حاولوا كثيراً بأن يتوصلوا إلى حل، لكن الحل الوحيد هو الانفصال !



،



افتقدت رزان فهد ولم تفهم سبب انفصال أمها عنه، لكنها اقتنعت بأن فهد يجب أن يرحل لإنهاء بعض الأعمال وقد يعود وقد لا يعود.
ومن ينظر إلى رزان يظن بأنها لا تبالي، فقد طُبع على وجهها تلك التعابير التي لا تميز بين فرحها من حزنها. تسمع بنات خالها وخالتها يقولون " بابا بابا " ولا تعلم ماهو شعور أن يكون لديها أب، لا تملك له سِوا صور تذكاريه تزيد آلامها وتخطف آمالها، تمنت أن يكون لديها شقيقة لتخبرها بما تشعر، أو لتبادل الأسرار تحت اللحاف قبل النوم .



،



تزوجت حنان للمرة الثانيه والأخيره من طارق. وكان بالنسبة لرزان مجرد اسم، فهو لا يعني لها شيئا لقلة تواجده في المنزل وعدم اهتمامه بهم، ولم يكن هذا بالأمر المهم بالنسبة لها، فهي لا تحتاج لإهتمامه او سؤاله عنهم. كان طارق متزوج ( ثنتين ) وحنان الثانيه، أنجبت منه 3 اطفال ( ولدين وبنت ). سعدت رزان كثيرا بأن رُزقت بأخت لها، حتى وإن كانت من أمها، ستظل دائما قريبة من أختها الأميره " ميمي " .


،



بدأت تشعر رزان بالوحدة، لكن أخوانها الصغار كانوا يهوّنون عليها بصرخاتهم في جميع أنحاء المنزل، وبكاء ميمي الذي كان يشفي حزنها ويعيد ابتسامتها لتذهب وترى ما بأختها؟.
أصبح طارق لا يأتي إلى المنزل إلاّ ما ندر، وأصبحت أمها تخرج كثيراً لصديقاتها ولا تعود إلا في وقت متأخر، أما أشقّاؤها، فقد كانوا يتواصلون معها دائما ولا ينقطعون.. إلاّ أن حياتهم الخاصه أجبرتهم على البعد عنها ولو لمسافة بسيطه.. تزوجوا ولم يبقى لها سوا فيصل والصغار.




،



شعرت بالمسؤوليه في وقت مبكر جدا، شعرت بأنها الأكبر بين صديقاتها وقريباتها، شعرت بانها تعرف كل شيء عن كل شيء في هذه الحياة، ونظراً لِقُربها الشديد من أمها فقد أصبحت أمها القدوه التي تقتدي بها، وكل ما تمليه عليها هو الصحيح، وكانت أمها تملي كما يملي الأمهات على بناتهن، إلاّ أن الفرق بين رزان والبنات، أنها لا تخالف أي شيء تقوله أمها، وتخبر أمها بكل صغيرة وكبيره تحدث. كانت رزان ولا تزال تفتقد لكملة " لا "، فكُل ما ترغب به مُطاع، تفتقد لمن يسأل عنها " وين تروحين؟ متى ترجعين؟ ..... " أرادت أن تشعر بمن حولها وأنهم يخافون عليها، اكتفت ولم تعد ترغب بالكلام.


،



قبل هذا كلّه.. يقول:



لم أعد احتمل تصرفاتها تلك، أخطأَت التسديده حينما حاولَت أن تصوب على الهدف، اكتفيت، وسأرحل عنها !




شعرتُ بالملل وأنّ ما يحدث بيني وبينها إنما يحدث لي فقط! أشعر بالألم كلما أخبرتها بأنها تهمني ويكون الرد بابتسامة أجهل معناها! أخبرتها أنني صادق منذ البدايه، لذا سأكون صادق حتى النهايه، وأتمنى ألاّ تكون هناك نهاية، لكن سأكون صادقا.
أخبرتها بما أشعر وأن ما يحدث يؤلمني كما هو يُسعدها، أخبرتها أنني أكره الكلام وأنني أحبها أكثر، لذا سأتكلم.
كانت تستمع إلى كل حرف دون أن تقاطعني، استطيع أن اتخيلها وهي تستمع إلي بابتسامة عريضه. بعد أن أنهيت كلامي قالت " خلصت؟ طيب أحبك " لا اخفيكم، فقد كان " صاروخ أرض جو " أصابني في " جبهتي " مباشرة! لم أغير من أسلوبي واستمريت وكأنني من يتحكم بالوضع، والعكس صحيح.




لم تكن " أحبك " وحدها الأولى من نوعها في تلك المكالمه، فقد كانت مشاعرها تختلف تماما عما كانت في السابق، أو انها نفس المشاعر بعد أن كانت مُكبّله، أُطلق سراحها الآن!
آلمني بكاؤها، وآلمني أيضا شعورها تجاه أمها، ومقدار حبها لأمها الذي جعلها تشكي من إهمالها المتواصل!.



كنتُ الشخص الوحيد الذي يسأل عن كل صغيرة وكبيره في حياتها، وقد أرادت أن " تتمخطر " قليلاً بذلك الشعور التي تفتقده، أرادت أن اتبعها حتى أيأس، وحينما أيأس تخبرني كم أنا رائع ( كما فعلَت ).
وأخيراً الكُرَه في ملعبي .

الأحد، 22 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء السادس )

كنتُ جالساً بينها وبين ابنتها، وطلبوا مني أن أغني، ولم أعتد أن أرفض طلب أحد، خاصةً إذا كان الطلب منها! سألتها أي الأغاني تحب؟ قالت بأنها تحب صوتي وأن الغناء ليس إلاّ مكمّل لروعة صوتي.. وبدأت بآهآت يتبعها موال ثم أخذتُ أبحر بالغناء حتى نزلت دمعتها فتوقفت والتفت لأرى ابنتها تبكي وتقول: ما شاء الله .

وذات صباح سألتها " وش رايك نتمشى ؟ " فقد كانت تشعر بالتعب والتعب يشكو من الضيقه والضيقه علاجها التمشيه، " لا يا حبيبي ( اخذت موتك ) مابي اتعبك " أحرف كم اعتدتُ أن اسمعها حينما اسأل عما إذا أرادت شيء!.


على دفعتين أخذت تقبل خدي وتقول " والله انّي احبك، أحبكم كلكم " وأنا أحبها أكثر وأكثر .


ذات يوم كنا " راجعين من سوق غرناطه " واقول لها " وش رايك بسوق غرناطه ؟ - غ غ غرطاب ؟ - ههههه لالا غرناطه "



في الثلاثين سنه الأخيره، عانت كثيرا من مرضها، ورافقها حتى وافتها المنيه قبل " أسبوعين " !.




هذه كانت جدتي غفر الله لها واسكنها فسيح جناته
ارتقت روحها لمن هو أرحم منّا
غفر الله لها ولموتانا وموتى المسلمين
ادعوا لها ...


يُقال " أنّ بإمكانك أن تشعر الشعور الذي تختاره في أي لحظة من لحظات حياتك " أشعر بأن جدتي ارتاحت من " كذب الواقع " وراحت " لواقع الخيال " .



::





الجزء السادس



الفتاة هي ما نُحب، والحُب كل ما نملك .
الفتاة لا تبحث عن الحُب، لكنها تبحث عن الأمان !
الفتاة عنوان الذكاء: معها يصل الرجُل إلى القمة .


( عبدالرحمن بقنه )





،



يقول:


لم أكن أبالي بالوقت، تأخرت أم لم تتأخر، في المقابل سألتقي بها! أشعر وكأنه موعدنا الأول، يخالجني شعور غريب، ذلك الشعور حينما صادفتها أول مره وهي مبتسمة لنرمين - ويبدو أنها كانت " تنتفني " [ نرمين ] - وبعد أن تجاوزتني التفتُّ لأراها ملتفته إلي.
كنتُ قد تأكدت من مظهري، لم أكن في كامل زينتي، لأنني إن اجتهدت في ذلك ستكون النتائج غير مرضيه.



وأخيرا شعرتُ بالملل وبدأت أغضب - بيني وبين نفسي - وحاولت أكثر من مره الاتصال بها لكن الشبكه مشغوله!. " مرّت ساعه وانا انتظر " دون أي اتصال منها، وفي الغالب أنها اتصلت لكنها تعاني مما أعانيه [ الشبكه ]. كانت هناك مكتبه بالقرب من " السوق "، دخلتها لأشغل نفسي قليلا، اشتريت بعض الملصقات وبعض الدفاتر التي اعجبتني. بعدَ ذلك اتصلَت.. وكعادتها، تطفئ بصوتها لهيبي! وكما توقعت كانت الشبكه هي العائق بيننا وكأن هناك من يراقبنا ويتربص بنا. من المؤكد أنهم يستمعون لنا الآن " طيب انا بمكتبة جرير، خليك عند البوابه واجيك " والآن بعد أن أخبرتها.. هم يعلمون أنني هنا.. لكن لا يعلمون أين هي وأي بوابة أقصد؟ اعتقدت بذلك أنني ذكي.
كانت لا تزال الشبكة مشغوله والفتيات يملؤون المكان، أووه.. هاهي تلك " المتلثمه " تحاول عابثه الاتصال بي. فقد قالت بأنها هنا في السعوديه في الغالب " تتلثم واحيانا تتنقب "، يبدو أننا نعيش لحظة ( الأغلبيه ) .




،



انتظرتُ قليلاً لآ لِأتأكد من هويتها، بل " لأكحل عيوني " وأُملئ وجهي بتعابير مختلفه يجهل المار ماهية شعوري ويضحك الصغير مجرد النظر إلي وتعتقد النساء بأنني " مهبول " والرجال يستحقرونني وانا " ما طقيت لهم خبر "، إنهُ الحُب قد غمرني فماذا عساكم فاعلون؟ تقتلونني؟ أشك أنني لازلت حيا. ابتعدوا فها أنا ذا " ناصي " الجمال بعينه .


،


سعِدَت برؤيتي كثيرا لكنها خافت أكثر، قلتُ لها هامساً " امشي جمبي وبس " وبعد أن دخلنا " السوق " اتجهنا إلى أقرب محل رجالي ودخلنا. هناك استطعت النظر إليها بكل أريحه والمسافة أقرب بكثير " ما قلت لك اكره البنت المتلثمه ؟ " كانت كلمتي الأولى بعد السلام و " كيف حالك " تجاهَلَت السؤال بسؤال " بتشتري شي والا بس كذا ؟ " ابتسمْت وأنا ممسك بقميص " كاروهات " وسألتها عن رأيها وقالت " مُسلّكةً - إيه حلو " تأكدت بأنها لا تستطيع المقاومة أكثر من 5 دقائق إضافية وأنه يجب عليها أن تكون مع " بنت عمها " في ذلك الوقت، لأنه على حد قولها " ترى بنت عمي ما تدري اني معك " لكن السؤال: أين أنتِ عن " بنت عمك " ؟ وإذا لم تكوني بصحبتي، فمع من تكونين؟.


،



استأذنت لتذهب إلى " بنت عمها "، ولكن من الصعب تركها بهذه السهوله بعد أن كان لقاؤنا مستحيل! واضافةً على ذلك ( متلثمه )، ذلك يعني أنها ستثير شهوة الكثير من " التماسيح " وستشعل غيرة بعض المتدينين والكثير من " رجال الهيئة ".
" طيب انا من بعيد بمشي وراك إلين تخلصون من السوق، أوك ؟ " ابتسمَت إلي وكأنها تقول " اللي يريحك "، وكيف ارتاح والعالم تناظرك؟. ذهبَت وأنا من خلفها أمشي ونظرات " بنت عمها " إلي أكثر بكثير من نظرات رزان إلي، حينها فهمت معنى " بنت عمي ما تدري اني معك ".



،



" ويلاااااه !!! " مالذي اختلف عما كان عليه في السابق؟ اتضحت الصوره، أنا الآن أمشي خلفها وهي أمامي لا تبالي ما إذا كنت خلفها أم مع " ربعي نلعب بلوت "، هل راهنت رزان " بنت عمها " على ذلك وأنني من خلفها سأمشي؟ هل كسبت الرهان؟ ألهذا السبب هم يضحكون الآن؟ لكن رزان ليست تلكَ الفتاة! رزان تخجل من أحرفها ويصعب عليها خداع طفل.. رزان فقط " مكسوفه من بنت عمها "، نعم.. أنظر إليها كيف تنظر إلي مبتسمه، أو يخيل إلي ذلك!.


،



اختفت رزان مع " بنت عمها " ...
وكأننا نلعب " واحد طش "، والمفارقه بين لعبتنا و " واحد طش " أنه ( أبطت عليك تجيبنا ). بعد 15 دقيقة انتظار، اتجهت إلى البيت وقد تميزت غيظاً وتمنيت أنني لم أراها.
كنتُ آمُل أن تتصل، لكنها لم تفعل.. في المقابل لم اتصل أنا الآخر.



،


أشعر بأن الكرة في ملعبها، لكنها لا تُحسن اللعبة. لماذا لا أدربها أو أعلمها أصول اللعبه؟ قد تجهل بعض الأمور وتحتاج مني أن أوضح لها ما هية تلك الأمور، الغضب وحده لا يفيد.. لا زال هناك المزيد من الوقت، الفتيات مع بعضهن يختلفن، ماذا كنتُ أتوقع منها؟ تمسك بيدي وتجرني إلى " بنت عمها " ونبدأ بالتعارف! بالطبع أنها ستفعل كما فعلت اليوم.

كنتُ أحاول أن أفكر بطريقة أخرى وألاّ استعجل باتخاذ قراراتي، فإن كان هذا ما يسمونه بالحُب، فعليه أن يستحملني.

،


عندَ الساعة الثانيه صباحاً، كنتُ على وشك أن أنام، اتصلَت بي واعتذرت عما حصل ثم سردت باقي التفاصيل ومالذي حصل بعد ذلك ....
" يللا.. على الاقل حست بالذنب " .

السبت، 21 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الخامس )

طيب بصوت واحد اسمع: ارررررررررحبوا
منورين والله.. الكل الكل منوّر
عندنا اليوم اطلاله جديده ( بشيص - أكوس شي - القيصر - فيونكه - دفتر تلوين )
حياكم الله، وللكل أقول: ردودكم تفتح شهيتي للمتابعه .


لمسة ..
تخيليهم في اليابان مو مشكله
واذا على رقمها وكيف كانوا يتقابلون اسبوع كامل ؟ فكانت لهم طريقتهم.. انهم يتقابلون بنفس الوقت والمكان المعتاد واللي تقابلوا فيه اول مره .





ومثل ما قلت امس ( بالاعترافات ) راح اعتذر لكم اليوم عن تأخري وكلها لأسباب نفسيه



::



الجزء الخامس





حينَ تبدو الأمورَ كئيبة يقول الناس لأنفسهم في غالب الأحيان:
" ستبقى الأمور على هذا المنوال إلى الأبد "
أما أنا، فإنني أقول:

" للحياة فصولها ،وأنا في فصل الشتاء الآن "


( أنتوني روبنز )









إنها جميلة، بل فائقة الجمال، قد يكون لها شبيه، لكن لا مثيل لها، إنها تضحك لتعابير وجهي الغبيه ! وتجمعها صفتان متناقضتان.. فهي تلكَ الفتاة الصريحه والحساسة أيضا! قلتُ لها مازحا ذاتَ مرّه " وش اللي بعينك ؟ ما غسلتي يوم صحيتي اليوم ؟ ". إلتفتت تنظر إلى نرمين لتأكد لها ما أقول، وكما هو متوقع.. أكّدت نرمين ما قُلته، وقامت رزان من مكانها لترى ما بعينها. بعد انتظارها خمس دقائق عادت مبتسمه وأخبرتها بأنني أمزح .




يقول:


قبل ركوبي للطائره وأنا في صالة الانتظار، كم تمنيت رؤويتها. شعور غريب! فما حدث كان كالحُلم.. يصعب علي شرح ذلك، فالحقيقة إنه أمر سهل، لكن قد يصعب عليك فهم ذلك، لأنّك قد ترى بأنني أبالغ، تماما كما رأت عيناي، كما هي اللحظات التي عشتها، وكأنهُ " سيناريو " تمّت تأديته بمهارة ممثلي " هوليوود ".
كان هناك عند صالة الانتظار، زوجان أو صديقان.... لا يهم، فقد كانوا سعداء جدا بقضاء الوقت مع بعضهم، كانت تلمحه - وهو يقرأ موعد ركوب الطائرة - بابتسامة شغف! علّهم ينوون الذهاب لقضاء إجازة في إحدى شواطئ الحُب التي نقرأ عنها .

،


هبطت الطائرة على الأراضي السعوديه في تمام الساعة 8 مساء، وكانت الأجواء مشابهة لتلك الأجواء، وقد كانَ للقاء الأهل مفعول مؤقت، ومن الرائع لقاءهم ومشاهدة الفرحة على وجوههم والكُل يترقب هديته وماذا عساها تكون ؟ احتضنتني أختي الصغيره المعروفه بعنادها وبكائها الدائم ! صافحتُ ناصر وشكرته على الأغاني الرائعه وبدآ كأنه فهم ما أعنيه بعد أن غمزتُ له، وبالطبع كان للأم استقبالاً خاصا وهدية أيضا خاصه.


،


أكّدَت لي دونَ أن تقول بعد أسبوع من وصولي أنها لن تتصل، حاولت اقناع نفسي أنها تجربة ليس إلاّ، لكنها اقنعتني بجهاز لا سلكي أجهل مصدره أنها الذكرى الأولى التي لن أنساها. كان من الصعب مواجهة هذا التحدي، خاصةً وأنها لم تقُل أو تفعل ما يبيّن أو يوضّح بأنها معجبة بي ! على العكس تماما، كنتُ كباقي المعجبين.. إلاّ أن مدتي كانت أطول. ولكَ أن تتصور محاولاتي الساذجه لجذبها ولفت انتباهها .


،


أكادُ لا أصدّق ما أسمع ! اتصلَت بعد سبعة أيام ونصف اليوم لتخالف الأرقام وتكسر جميع التوقعات، اتصلَت وأثلجت بصوتها نار أشعلت بقلبي. كنتُ أضحك واقول " لالالا.. مُش موومكن !! " وكنتُ أسمع ضحكتها المعتاده وكأنها ترد " إلاّ ممكن ونص ". من المؤكد أنها تعلم بأنني مشتاقٌ إليها وأنها حينَ تُقفل الخط سأطير وأغرّد وأغني أحلى الأغاني، لكن إذا كانت هي تعلم.. فأنا لا أعلم! ما هو شعورها؟ مشتاقة؟ ستغرد كما أغرد بعد الانتهاء من المكالمه؟ في اعتقادي أنها مبتسمه لا أكثر وأن اتصالها ليس إلاّ تعاطفا منها، فهي تعلم من هي بالنسبة لي. علها اشتاقت لسماع المديح والثناء على ما وهبها الله من جمال، أو أنها نسيت وبعد أن سألتها نرمين عني تذكرت وقالت " ليه ما نسأل عليه ؟ ".
كانت هذه أول مرة أشعر بأنه غير مرحب بي وأنها في حال نزلت من عرشها اتصلت بي لأنظف ذلك العرش الذي قد بنيته ثم تتفضل هي بالجلوس. تجاهلت هذه المشاعر ولم أفصح عنها.. فللزمان أن ينتظر وللأيام أن تجيب عن أسئلتي.


،


بعد مرور شهر من المكالمات التي لم تنقطع حتى في نومي: تتصل عند الساعة 7 صباحا لتوقظني للدوام، تتصل لتتأكد من أنني نائم عند الساعة 12 منتصف الليل، تتصل لتشتكي من أهلها وكيف تشعر بالوحدة ثم بعد ذلك تخبرني بأنهم أغلى ما تملك وأنهم أُناس لا مثيل لهم خاصةً ( فيصل ) الشاب المراهق الذي يكبرها بسنتين، وكيف أنها تحبه رغم اهماله الغير مقصود على حد قولها، وأمها التي شعرت بأنها صديقتها قبل أن تكون أمها، لقربها الشديد منها ومصارحتها بجميع الأشياء، لدرجة أنها فاجأتني حينما قالت " تدري اني قلت لأمي عننا ؟ " بالطبع لا أدري، وبالطبع كنتُ سأقفل الخط فوراً! و ( ميمي ) الأميرةُ الصغيره ومواقفها التي لا تُمل. " قولي وليد - ديييد " فضّلتُ ديد على وليد بعدَ أن كانت تناديني الأميرة الصغيره بهذا الاسم .


،


في إحدى الصباحات الرائعه التي أخبرتني بها أنها سوف " تغيب " عن مدرستها، سألتُها مازحاً " أجل قلتي لي بتدخلين طب هاه ؟ وش هالكلية الزاحفه.. مقرها وين بس ؟ " وكنتُ أعلم بأنها تملك الكثير ولكن أعلم أيضاً أن من حولها هم أصحاب التأثير، فهي تملك ما يملكه الأذكياء من فلسفة وحب استطلاع واسئلتها ذكيه وتختلف عن صديقاتها.


،


كانت نقطة تحوّل بعد أن سألتني سؤال لم اعتد عليه، نقطة تحول نفسيّه، حتى وإن كان مجرد سؤال، فقد كان بالنسبة لي تغيّر جذري وتفاءلتُ خيراً " وش كثر اشتقت لي ؟ " الله وحده يعلم.
اتصلَت مساءً لتخبرني بأنها ستذهب " للسوق " مع بنت عمها وقد تتأخر وقد تنام عندها. وكان هذا أول لقاء يجمع بيننا بعد طول غياب .

الخميس، 19 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الرابع )




بدايةً: حفاظاً على سلامة ابطال المسلسل، راح نلفق لهم اسامي، التحفّظ عندهم زايد ، فبالتالي بطل المسلسل بيكون اسمه " وليد " أمّا بطلة المسلسل واسمها " رزان "، علّ وعسى يجي اليوم وتقرا اللي كتبته فيها ويلزق الاسم ويصير اسم الشهره

والدوبه " نرمين "، والصراحه ما كنت افكر اعطي الدوبه اسم لندرة تواجدها بدءاً من الجزء الرابع حتى النهاية، لكن في حال قطّت، بيكون اسمها " نرمين " أوكيشن ؟

::

واليوم نرحب بـ(( كورال - ملكعه )) كإضافه جديده للمسلسل الدرامي مسلسل الحياة  .
أولاً نرحب بالضيفه الجديده " كورال " واقول كما قالت " ملكعه " اللي حاولت التوضيح كثر الله خيرها: " طرقت بابه وأذن لها بالدخول " تعبير مجازي لا أكثر بأنها الوحيدة اللي كانت تحوم في خياله .



كورال ..
بخصوص إذا هي دوبّه والاّ لا ؟ الصراحه خيّل لي إنها كذا
وارسم لكم اللي تخيلته


لمسه ولكعاويه ..
هاه مستانسين ؟



طيب نشوف وش صار مع وليد ؟








الجزء الرابع




 
الليل يا صديقتي ..
بعدكِ .. لا يطاق ..
في غرفتي السوداء ..
لا يُطاق .. ,
أودّ لو اسندت رأسي نحو صدر ..
اودَ لو بكيت ..
هل تعلمين ما يعاني ..
كائن يموت ..؟


( غازي عبدالرحمن القصيبي " رحمه الله " )
 
 
 
 
 
بعد أربعة أيام قضوها معن في أماكن عدّة ( مولات - سينما - مطاعم - ملاهي .... )

يقول:




في ليلةٍ جافّة، باردة، تدغدغ وتقشعر لها الأبدان. كنتُ امشي معها بينما كانت نرمين واقفة بجوار شاب يتقن العزف " بالعود "، حتى بعد انتهائه من العزف أخذوا يمشون و " يكركرون "، وكان من الرائع ومن المفترض أن تتعرف على ذلك الشاب، ولو أنها " سهرت " الليل كله معه " يكون أحسن "، فقد سمحت ( لي ) بالجلوس مع رزان بمفردنا لوقت أطول، وهذا ما كانت تخشاه رزان. فنظرات المارّة تضايقها، لأنها تمشي وحدها مع شاب.. وكأنهم يعرفون أنّ هذا الشاب يكنّ لها الأحاسيس أو أنه مكتوب على جبينه " يحاول يشبّك "، حاولتُ اقناعها ولكن نرمين حسمت الأمر وكانت النتيجه من صالحي، لكنني بدوْت وكأنني اتفق معها وقلت بأنه من العيب أن تتركنا وحدنا وتذهب مع " تامر حسني ".
تُعجبني ضحكتها، أو قد أكون معجب بكل شيء فيها، بِلا استثناء. قالت بأنها ستذهب لترى نرمين، نظرتُ لها نظرة مُدرّس لطالب أخطأ الجواب، وقلت " صدقتي انه تامر حسني ؟ " .
 
 
،
 
 
 
سألتني عن سبب مجيئي إلى هنا وحدي، وعن سبب عدم زواجي إلى الآن ؟ سألتني عن أشياء كثيرة من ضمنها الفتيات، ولم أشعر بجمال هذا السؤال إلاّ بعد أن سألته !. أخذتُ نفسا عميقا ثمّ أخرجته، فتشكل البخار ليعبث بالهواء قليلا وقلت قبل أن تتراكم عليها الإجابات " بردانه ؟ لابسه ثقيل تحتك ؟ " كانت عبايتها تغطي جسدها فلم يكن بالامكان تمييز ما تحتها وقالت " ايه ايه لابسه " هدّدتها بأن ألمسها إن كانت تكذب علي، وحينما أحسّت بصدق كلامي وأنني لا أمزح، رفعت الرايه.
طلبت منها أن تلبس " جاكيتي "، في البداية رفضت وبقوه، ولكنني أصرّيت، حتى أنني بالغت، حتى لبسته من دون رغبه، فقد بلغت من الإحراج ما لا تطيقه فتاة في " ليلة الدخله ". توقفت عند " كوفي " يبيع مشروبات ساخنه، دون استشاره، دخلت " الكوفي " وطلبت " 2 موكا حار " وبقيت داخل " الكوفي " انتظر الطلب، لمحتها في الخارج وهي تشمّ رائحة " الجاكيت " وتنظر لمن حولها وهل يراها أحد ؟ أتيتها حاملا " الموكا " ثمّ جلسنا واستمتعنا بمذاقه الدافئ وأخذنا نتحدث عما سألتني .
 
،
 
 
بدأنا نستمع إلى الأغاني على جهازي " الآي بود " ونشاهد " فيديو كليبات "، وعلى الرغم من رداءت لغتي الإنقليزيه، أو لنقل لا بأس بها،فقد كان الجهاز مليء بالأغاني الغربيه، ومن جهة أخرى، فقد كانت لغتها الأولى بعد العربيه والمفضله هي اللغة الانقليزيه. أُعجبت بي، فأخيراً وجدت من يبادلها الشعور ويقاسمها الميول، فقد أصبح هناك ما يشغلون به أنفسهم في حال كان السكوت سيد الموقف، وبدأت أقول مالآ أعنيه عن اللغة الانقليزيه، فقد اصبحت هي اللغة الأفضل بالنسبة لي أيضا، حتى حينما قلت أنه حينما يرغب الإنسان بالتعبير عما بداخله، فاللغة الانقليزيه هي افضل ما يمكن لك أن تعبر به، وافقتني الرأي حتى كادت أن تعانقني.
إلى أخي ناصر، إلى من حمّل الأغاني الغربيه: مدينٌ لكَ بالكثير .
 
 
،
 
 
 
بعد أن أنهت نرمين سهرتها مع " تامر حسني "، جاءت لتحكي لنا مواويل وقصص كنا في غنى عنها، وبعد انتهائها سألَت بابتسامة عريضة " هاااه، وش سويتوا بعديييي ؟ " وكان لها موجزا عمّا حدث في غيابها. كانت رحلتي مساء الغد، وقد أخفيت عنها ذلك، فلم أرغب بأن يكون " شغلنا الشغال، متى مسافر ؟ "، استمتعت كثيرا معها وبدأت استنكر مسألة الفراق!. أخبرتها أن رحلتي ستكون مساء الغد، وأن هذه الليلة ليلتي الأخيره، نظرت إلي محاولة إخفاء حسرتها وقد لمحت عيناها تلمعان " ليه توّك تتكلم ؟ " دعونا لا نتظاهر بالغباء، فالسؤال متوقع، لكنني في تلك اللحظة تظاهرت فعلاً بالغباء. وكعادة نرمين وفي اللحظات الأخيره، تذهب لتطلب " تاكسي "، وعلى الرغم من عدم انسجامي معها [ نرمين ]، إلاّ أنني لا أزال ممتن لها ولجهودها الواضحه .
في تلك اللحظه سألتها إذا كان بالامكان أن نتواصل " بالجوال " وألاّ تكون هذه النهاية، التفتت تنظر إلى نرمين ولكن نرمين مشغوله بالبحث عن " تاكسي "، سألتها " ودك تطقيني ؟ " ضحكت باستسخار " ودي اذبحك "، قالت لي أنها لا تستطيع أن تتواصل معي عبر الجوال وأنها لم تفعل ذلك من قبل - في الحقيقة كنت مقتنعاً بأن هذا موال كل فتاة قبل أن تكلم الشاب، لكن رزان كانت مستثناه - وبدأت أحاول وأضغط.. حتى شعرت بأنها النهاية لكنها قالت أخيراً " كم رقمك ؟ " .

الأربعاء، 18 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الثالث )



حلو.. وهذا المهم، إن المضمون اعجبكم.. أو نقول أعجب فقط من أبدى رآيه وقال انه اعجبه، بغض النظر قصير والا طويل الجزء. وارحّب وبحرارة (( كيندر - نبيطه )) على تواجدهم ومشاركتهم الوجدانيه

وأعيد واقول: ردودكم كثير تهمني، من أقلام وآرآء متنوعه
وبخصوص البنتين واختلاف الصفات اللي فيهن: ملاحظه حلوه " لكعاويه " وتستحق التهنئه.. لو " لمسة " موجوده كان هنئتك نيابةً عني .

كيندر و مخروشه ..
هاه، ان شاء الله بس اتفقتوا ؟


نبّيـط ..
اقتراحك في الحُسبآن بس المشكلة محسوبك مواعيده لك عليها، لكن في الغالب هي راح تكون يوميا، واذا عدا يوم ما كتبت فيه، الأكيد انه اليوم اللي بعده، يعني المكسيموم يومين .


::


اعتذر للمتابعين اذا كانوا منتظرين شيء أمس، لكن ما اخفيكم اني كنت اكتب وراسي مليان نوم. ع
لى الكيبورد أكثر من ساعه وما طلع معي غير 3 سطور !! مخي قلب لونه اسود، خلاص ( إيرور يعني إيرور ) والله لو تفكر إلى بكره .





الجزء الثالث






أتراه عطر خصلاتك .. أم عطر حوارك
ذلك العطر الذي شد وجودي لمدارك
تاركاً قلبي .. وأعصابي .. وعقلي .. في اسارك
مرت الساعات كالغزلان .. تجري في جوارك
وعدا اليوم حصاناً .. فيه شيء من نفارك
وطواني الليل كحلاً .. فيه ألوان دثارك
عطرك الناري في الغرفة .. أم أطياب نارك
حطباً يرقص تاريخي على جمر انتظارك
( غازي عبدالرحمن القصيبي " رحمه الله " )







،





بدآ وكأن أمراً أزعجه، لست متأكداً! لكنه تدارك حالته وقال " وش فيك ما تطلب لك شي تشربه ؟ تبي اصب لك ؟ " كنتُ أرغب بأن يكمل قصته مع فتاته، رغم سؤالي المتكرر " كيف شكلها ؟ "، إلاّ أنّه اكتفى بتشبيهها لا أكثر، كانت تشبه مغنية أميريكه شابه، أعتقد أنها أصغر من أن تكون شابّه، لا يحضرني اسمها، لكن " الجايات أكثر " وسأبحث عن الاسم.
سألني " تحب ؟ قد حبيت ؟ " تحيرني أسئلته كثيراً !! أريد أن أعرف من أين لهُ بتلكَ الاسئله المباغته، وهل يتعلمها ؟ - سأكتشف ذلك لاحقا بعد أن أبحث عن اسم المغنيه - لكن ما تعلمته هو: لتكون شخصاً صادقاً، دع أجاباتك سريعه. قلت لهُ " اتوقع قد حبيت " .



،



بعد ليلة كألف ليلة وليلة استطاعت دخول التاريخ من أوسع أبوابه - تاريخه هو - بعد " دردشه " لا يحلم بها، في الواقع كان قد حلم بها. لابد وأنها أُعجِبَت به، فهناك ما يتميز به، فبالإضافة لوسامته، فقد كان خجولاً [ في البداية ] وما لبث إلاّ وأن ارتسمت ابتسامه عريضه على وجهها، فقد كان يبلي حسناً، حتى زاد الجرعة وزادت ثقته بنفسه، فأصبح يغني ويضحك و " ينتّف خلق الله " وصولاً إلى مرحلة الطفوله. توقّف قليلاً ومن المفترض غير ذلك! فهو نجم السهره، والأضواء سُلّطت عليه " وش فيك ؟ " بصوت دافئ سألته، وكعادته لا يعترف بوجود الاسئله سِوا أسئلته، أكمل من حيث انتهى، أخبرهم عن طفولته وكيف كان والده يفضل أخاه الأصغر عليه لاختلاف ميوله الكرويه. ضحكت ولكنه قاطعها " ما يضحك " استنكرت نظراته الحاده والتي قد خلفتها تلك الكليات العسكريه.


،



شعر بأن " بنت خالها " تتقرب منه بشكل مباشر، بداية بـ" يا ملحه " حتى تجرأت ولامست يده وأشارت له بغمزه! ابتسم لها محاولاً تجاهلها، سألته عن برجه وتمنى السؤال لم يكن منها ! نظر إلى فتاته وقد كانت تنتظر الإجابه. أخبرهم أنه لا يؤمن بمثل هذه المواضيع وأنها كما يقول: للفاضين فقط، وابتسم لفتاته وقال: لكن في حال رغبتم بذلك سأبحث عنه الليله. رمقته بنظرة واستأذنته لمكالمة والدتها.


،



بعد لحظات هادئه جمعت بين (( الدوبه )) و (( حبيبنا ))، استطاع أن يسألها " إلاّ صحيح، انتي وش تقربين لها ؟ " لكنه فوجئ حينما أخبرته أنهم مجرد صديقات وهذه أول سفره تجمع بينهم! أخبرته عن أول ليلة قضوها هنا، كانت قبل مجيئه بثلاثة أيام. سعدَ كثيراً بأنّ القدر جمع بينهم وهو بكلامه لا يقصدها، دارت الاسئلة والسواليف، حتى تمادت ومسكت بيده ! قبل أن يفلت يده التفت ليرى أين فتاته ؟ ومن الواضح أنها رأت ذلك لكنها تجاهلت الموقف وكأنها مهتمة لتلك المكالمة .


،


يقول:

كانت تبعُد عني خمسة ألى ستة أمتار، حتى اقتربت منها سيارة يركبها ثلاثة من " التماسيح " بدؤوا يصفرون ويبدون إعجابهم بتلك القطعة السعوديه النادره، اكتفيت بالمشاهدة وكنتُ انتظر أي ردة فعل منها، على الأقل كنتُ أنتظر أن تنظر إلي، فهذا يعني أنها مهتمة لردّة فعلي.


،


فاجأتني (( الدوبه )) بقولها " ترى واضح إنك خاق عليها " لا أعلم لماذا، لكنني حاولت أن أبيّن عكس ذلك، فمن يدري، قد تكون من حيل النساء تلك، حتى إذا أخبرتها عمّا كنا نقول فترة مكالمتها، وهي المعجبة بي [ الدوبه ] فمن المتوقع أنها ستضيف على أقوالي حتى تبين لها أنني من أولئك " النص ونص " .


بعد مكالمة مدتها 10 دقائق جاءت لي بخبر " يسد النفس "، قالت أنه يجب عليهم الذهاب فقد تأخر الوقت ومن المفترض أن يكونوا في مكان ما صباح الغد. لم تخبرني لاعتقادها بأني سأكون هناك، وحين أقابلهم سأدّعي بأنها صدفه .......الخ، قد يكون ذلك صحيح بنسبة 99% ولكنها ليست بالمسألة الكبيره .


،


وعندما كانت (( الدوبه )) هناك تبحث عن تاكسي وكانت هي الأخرى ستلحقها إلاّ أنني ناديتها دون أن أعرف ماذا سأقول.. لكنها كانت فرصتي. شعرت بأن طاقتي قد نفذت، وأن كل ما لدي جمله مكونه من كلمتين " بكره اشوفك ؟ " ابتَسَمت وقالت " ميبي، ليش لا " .

الثلاثاء، 17 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الثاني )

اليوم: الثلاثاء
التاريخ: 14 / 6 / 32هـ
الساعة: 7:52 م





جزيل الشكر لمن رد وأبدى رآيه، وشكرا أيضا لمتابعي الموضوع
ان شاء الله تنبسطون معنا هنا ويكون خياركم الأول مجرد تسجيلكم الدخول للمنتدى، حياكم الله


مخروشه ..
الصراحه احترت، انتي تنتقدين والاّ تمدحين !
أمس اسأل اختي عن الجزء الأول وإذا كان قصير أو طويل، واكتشتف شي تمّ اكتشافه منذ زمان مره، واللي هو اختلاف وجهات النظر.. يعني بالنسبه لاختي تشوف ان هذا القدر من الكتابه بالنسبه لجزء شيء جميل وحلو، وبالنسبه لك يا مخروشه تشوفين العكس بس انك تحاولين تحطين شوية بهارات بقولتك " تشويق ذكي " خوفاً على مشاعري أن تنجرح ! بس تبين الصدق وبدون ما تدري اختي ؟ اتفق معك.. ابي اكتب واجد، وان شاء الله بهالجزء راح اشفي لذّتك .





لكعاويه ..
يعني توافقيني على كلامي ؟ اشكر لك مقدّماً على متابعتك لباقي الأجزاء التي قد تجبر باقي الأقلام المعارضه على التدخل بينما تنسحب الأقلام المؤيده " حبّه حبّه " .
ومثل ما قلت، لسى الكلام ما خلص، ولسى الطفوله بأوّلها، ولسّى صاحبنا نحبّه  .




لمّيسه ..
شاكر لك تهنئتك لي، بس أنا أهنيك على تصرفك مع اخوك ودقّة الملاحظه
ما صرتي مديره عبث، آآآخ منك بس، لا يكون لاحظتي فيني شي والاّ شي ؟! باريفت يمين والا يسار



::


الجزء الثاني



" تكلّم هامساً عندما تتكلم عن الحُب "
" فقد تنمو الصداقة لتصبح حبا، ولكن الحب لا يتراجع ليصبح صداقه "
( وليم شكسبير - بيرون )
 
 
 
 
 
 
كانَ ضابطاً عسكرياً حسن المظهر طويل القامه أبيض البشره قصير الشعر،
سألته عن مدى جمالها ؟ تجاهل سؤالي وكأنه لم يسمع وأخذ يكمل حديثه عنها.. ابتسمت له وهو يتحدث بتعابير وجه متأثره لِما حصل له في ذلك المكان البعيد جدا عن موقعنا الحالي، وبدأ باليوم الذي يليه، وقبل أن يبدأ قال: هل سبق أن قلت لك أنني سعيد بتجربتي تلك ؟
لم أفهم أي تجربه يقصد، فقد كان مسافراً ومن المؤكد أنه خاض عِدّة تجارب واستفاد من بعضها، ولم أرغب بأن أقابل سؤاله بسؤال، قلت: لا، لم تخبرني ! .


 
،
 
 
 
ألقى بنفسه على " السرير " وأخذ يقلّب في المحطات حتى شعر بالملل، وكإحدى طقوسه قبل النّوم، عادة ينظر إلى السقف ويفكر في أشياء كثيره. وفي تلك اللحظة بعد أن شرع بالتفكير، وجد أنه لا مجال للأشياء أن تعبر مخيلته ما عدى شيء واحد، لم يتفاجأ زيارتها له قبل أن ينام، طرقت بابه وإذنَ لها الدخول.. شعر بأنها السهل الممتنع، كانت تنظر إليه بابتسامة نقيّة لا تشوبها قذارة الأفكار المنحرفه، ابتسامة كأنها تخبره " لا بأس بك " وتقبلها بصدر ينبض بداخله مجموعة قلوب. ابتسم وكأنه يبتسم للسقف، أخذ يتذكر نظرات المارّه - تحديداً: الشباب منهم.. ورسائلهم المسموعه وتجاوزهم للحدود، في تلك اللحظه أخذ يفكر: ماذا لو أنني تصرفت وأوقفت أولئك الحمقى عند حدهم؟ أو ماذا لو تحدثت معهم بلباقه وطلبت منهم الانصراف وعدم اعتراضهم، هل فاتتهم لحظة التقاء عيني بعينها ؟ أم تجاهلوا ابتسامتها الخجولة لي ؟ هل يعتقدون أنهم ظريفون لتحرشهم، وأنّ مثل هذه التصرفات (( يُعجَبُ بها الفتيات )) كما يزعمون ؟ ماذا لو كانوا يقولون الحقيقة ؟! ماذا لو كانت الفتيات يعتقدن بأن مثل هذه التحرشات إنّما هي تقديراً لجمالهم ولأنوثتهم ! فالحقيقة قد يكون ذلك صحيحاً، بطبيعة الحال تشعر الفتاة بأنها الأجمل والأفضل بينما يثنون ويؤكدون على ذلك أولئك " التماسيح ". قد يكون !! فأنا أجهل الكثير، ما أعرفه هو أنني لن أقبل بأن يتمادون أكثر حتى وإن كان هذا ما يرغبن في سماعه، ليذهبن إلى الجحيم وليفعلوا ما يشاؤوا لكن ليسَ أمامي، أغمض عيناه واختفت ابتسامته وأخذ يحلم .
 
 
،
 
 
 
نظر إلى ساعته وكانت تشير إلى العاشرة مساءً، أراد الذهاب إلى هناك، ذلك المكان الذي جمع بينهما أوّل مره، وقد يجمع بهم مرة ثانيه وثالثه ورابعه حتى يتفقون على باقي الأيام. وصل في تمام الساعة العاشرة والربع، أخذ يمشي وهو يستمتع ويستمع لأم كلثوم وهي تقول: يا حبيبي يللا نعيش بعيون الليل، ونقول للشمس تعالي تعالي***في ليلة حُب حلوه، بألف ليله وليله . أخذ يتبسّم للمارّة كزميل لهم، أخذ يلعب مع الأطفال كأخ أكبر لهم، الروح تأمَل أن تراه، والقلب واثق سيراه ! تخالفت المشاعر فهناك من يؤكّد وهناك من يضرب بالعصآ ويفرّق بين احتمالين، ربما وربما لا .
 
 
،
 
 
 
رآها من بعيد تمشي، ومعها نفس الفتاة [ بنت خالها ]، تأكد من أناقته بشكل سريع وأخذ يتباطأ في المشي حتى يتأكد من أنها رأته. كلما اقترب أكثر، يشعر بدقات قلبه تزيد، حتى لم يبقى بينهما سوا بوصتان تقريبا، " وااااو " على الأقل هذا ما شعر به وقاله بينه وبين نفسه، فالمسافة اليوم أقرب من أمس، وكعادتها " بنت خالها " الجريئة - أرى بأنّه تعبير مجازي مهذّب - أطلقت طلقتها الأولى تقول " هلا بالطش والرش، منور المكان ". اكتفى بابتسامه صفراء وجهها لبنت خالها، أمّا هي فأراد أن يوجّه لها كل ما يملك من كلمات منمّقه حتى وإن بالغ في إحدآها، أرادها تضحك على سذاجته، لم يعر اهتماما لمن معها، لكنه نوعا ما يشعر بالامتنان، فهي من يمسك بالحبل وتقرب الوصال " أكتر وأكتر "، وكما أنهم بين الصفا والمروه ذاهبون عائدون، شعر بأنه ينبغي عليه أن يرد التحية، فماذا يريد أكثر من ذلك ؟ تلك الفتاة التي يمقتها هاهي تسهّل الطريق له، كل ما عليه أن يساير أسلوبها حتى يتقن العمليه. تمالك أنفاسه ونظر إلى عينها وابتسم وقال: أهلين.. مساء الخير .


 

الاثنين، 16 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول

اليوم: الإثنين
التاريخ: 13 / 6 / 32هـ
الوقت: 3:30 م







قصة قد تلاقي إعجاب البعض، لكنها في الحقيقه هي من القصص المنبوذه لدى مجتمعنا .
أحاول من خلالها رسم بعض الخيوط الضعيفه ...

أنقل لكم ما كتبت دونَ تعديل، وستلاحظون  في الاجزاء القادمه أن هناك عملية نسخ ولصق، لذى ستكون هناك بعض الردود وبعض اليوزرات سيتم ذكرها واللي " بتلحس مخكم شوي " لكن مو مشكله فهم تبعنا .


الهدف من الروايه أولا: تطوير الكتابه لدي خاصةً في هذا المجال الجديد المجال الروائي، واحاول الاستفاده من الأخطاء والانتقادات اللي قد توجهونها لي
ثانيا: نقل ما يحصل في حياتنا الخاصه، القابع ( خلف الستار )
ثالثا: الاستفاده ممن لديه الخبره في هذا المجال
رابعا: المزيد من الآرآء حول ما أكتبه


لكم الرأي ..








،









( مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول )






كثير جدا اتوقف عند ردود اعضاء المنتديات واجلس اتخيل شكل كل واحد قبل ما يعتمد رده اللي اقراه، وشلون جالس ؟ وش لابس ؟ شعره منكّش ؟ جالس بالسنّاوي ولابس نظارات ومقفل الانوار ولو احد فتح الباب لعن والديه ؟ والا هو فعلا انسان راقي بتعامله مع اهله كما هو مع أعضاء المنتدى ؟.
الناس اللي بترسم الضحكه بكل رد من ردودها، هل هو يضحك والاّ بس متفرغ للناس وكيف يضحكهم ويسعدهم ؟ هل هذي تعتبر وسيله ليرفّه عن نفسه لما يشوف غيره يضحك على رد من ردوده ؟.
طيب العضوه واسلوبها الأنثوي الجذاب، وكل كلامها ينقط عسل مع هذا وذاك، ونادر يكون مع " ذيك "، ما قلتوا لي كيف نوصلها ؟






،




الجزء الأول







قبل فتره قريبه.. يحكي لي قصته " فيس تو فيس " وهذا أجمل ما بالموضوع، والموضوع بحد ذاته جميل، غريب، مشوّق، حتى اني اذا صرت فاضي.. قلت اقابله ونشوف آخر التطورات بموضوعه اللي أثار اهتمامي لِمآ فيه من " الخيال اللي أنا وانت رسمنآه بخيالنا بعد مشاهداتنا للمسلسلات والافلام العربيه، حتى اننا صرنا نقرا مقالات تنتقد مؤلّفي مثل هذه الأفلام وأنّها تخالف شريعتنا الاسلاميه ولا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا [ العادات والتقاليد: موضوع ثاني ]، ومن الطرف الثاني يجون الأهآلي بنفس الكلام - وما يفرق عن المقالات الاّ لغتهم العامّيه - يعبّون الرآس بأن كل ما نرآه على الشاشات ليسَ سِوآ خيال، وأنّه تأثير الغرب علينا وعلى إعلامنا التقليدي.. هذه هي الحآل، فالأهل يخافون على أبنائهم وبناتهم بعدَ أن يوّعّون من قِبَل مصادر خارجيه ويخرجونهم على العالم الحقيقي، لكن لا خوْفَ إذا كانت التوعيه منذ البدايه حاضره والتأسيس السليم حاضر. فَبدل أن نمركزهم وبأيدينا أمام الشاشات ونسلّمهم العهده [ الريموت ] ليقلّب كيفَ ما شاء بالتلفلزيون ونقول: مو مشكله صغير، أساساً ما يبي إلاّ أفلام الكرتون. ثمّ بعدَ ذلك، وبعد أن يبلغ سنّ الرشد وهو في السابعة من عمره ويعرف " الآح من الإيح " ويعرف " الغمز من اللمز "، نغلق عليهم ونحرمهم من حقوقهم وكأنهم هم المخطؤون !. فقط أخبيروهم ماهية العقوبات، أخبروهم أنهم كبار وأن باستطاعتهم يؤثرون بدَل أن يتأثرون، عززوا ثقة أطفالكم بأنفسهم . "


،



حكى لي بلسانِ شاب لم يطأ هذه الأرض من قبل ولم يذق من طعمها شيء وإن اشتم رائحتهآ فرّ هارباً. حدّثني بأسلوب روائي يفتقر للخيال، فقد كان كلُّ ما يحكيه واقعٌ لا يحتمل الكذب حسب معرفتي المسبقه فيه، وأيضاً لانتقاده الدائم والمستمر حولَ هذه المواضيع وكل من يتحدث عنها أو يتبآهى بها .


،



أخبرني عن فتاة رآهآ ذات ليلة مع إحدى قريباتها [ هكذا هوّيء له في بادئ الأمر ] وهم في إحدى المطاعم ذات الجلسات الخارجيه ينتظرون طلبهم، رمقوه بنظرات تطفّليه في المرة الأولى.. لم يكن بالشيء الغريب فقد اعتاد مثل هذه النظرات بل حتى المعاكسات. شعر بالجوع وأراد رؤية باقي المطاعم، بعد وصوله إلى آخر مطعم من الصف، عاد ليرى المطعم الأول، كان يؤمن بمقولة " كُل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس ". صادف الفتاتين في طريقه للتنقيب عن المطعم الذي ستختاره معدته، بلمحة تطفّلية منه، بريئة بعض الشيء، ألقى نظرة عليهآ، كانت تنظر للأسفل مبتسمه نصف ابتسامة، أعاد النظر للمطاعم حوله احتراماً لها. " حلو وثقيل، يا ويلي " كانت تلك محاولة أولى من ابنة الخال، هكذا اصبحت في نظره وللقدر أن يخبره من تكون بالنسبة لتلك الفتاة الخجوله التي لا تشبه " بنت خالها " في شيء !. شعر بأن شهيته " انسدّت " ولم يعد راغباً بتناول أي شيء .


،



المرة الثانيه - وفي نفس المكان الذي يجمعهم وفي نفس الزمان الذي يحسب مدّة لقائهم - لم تكن مصادفه، بل أراد رؤيتها مرة أخرى، أراد أن يبدي إعجابه بها لنفسه، أراد أن يسمع جديد " بنت خالها "، وهَلْ ستضحك لِما ستقوله " بنت خالها " ؟، تقلّصت المسافة وأصبح بالامكان إذا أراد أيٌ منهم أن يهمس ليسمعه الطرف الآخر، لأخذ يتحدث هامساً كيف ما شاء. نظرت إليه نظرة تريد أن تعرف كيف شكله عن قرب، وهل فعلاً هو جميل كما تقول " بنت خالها " أم أن ذوقها كالعاده مثل جسمها وشعرها و وجهها، وكان متيقّناً أنها لا تهتم إذا كان جميلاً أو " عادي "، لكنها " لقافة البنات " الغنيه عن التعريف .

السبت، 14 مايو 2011

لا تصرخ، الكُل نائم

اليوم: الأحد
التاريخ: 12 / 6 / 32هـ
الساعة: 00 : 9 ص



















إلى العالم أجمع، إلى تلك الكُرَة التي اختلفوا فيها العلماء الفلكيّين، منهم من قال أنها مكوّرة الشكل والآخر يقول أنها بيضاويه.
صرختُ ذات ليلة حتى اشتكت حبالي الصوتيه واستأذنَت للراحه، بدأت أبكي، حتى ابتلّت وسادتي فتوقفت!.
نهضت من على السرير واتجهت نحو " المرايا "، شاهدتُ حالَ شخصٍ يرثى لها، وكأنه سئمَ الحياة.
اعتقدتُ بأنّ هناك من يسمعني، اعتقدتّ أن هناك من يهتم لأمري، هناك هناك.. سألقي نظرة، أوه كلّهم نائمون.




بالأمس قرأتُ مقالاً بجريدة الوطن للكاتب " عبدالله المغلوث " أَودّ حقاً أن تشاركوني قصة نجاح. هي قصة نجاح كغيرها، لكننا لا نكل ولا نمل من القصص. فمنذُ الصغر لا ننام إلاّ بعد سماع قصة " الذئب والخراف " أو ذلك الشخص الذي يكذب على الناس حول خرافه وأن الذئب قد انقضّ عليهم، وكانوا يصدقونه في كل مرة، لكن في المرة الثالثة كان صادقاً حينما طلبَ منهم " النّجده "، وبطبيعة الحال لم ولن يصدقوه، فقد كان في كل مرة يكذب فيها عليهم.. يتركون أعمالهم و " يجرون " وراءه بُغية مساعدته، لكنهم سرعان ما اكتشفوا بأنه " كذاب " وأنه " ما ينعطى وجه ". جميعنا نعرف الهدف من تلكَ القصة، وهي: الناس لا تثق بمن يكذب، فما بالكم إذا كان الكبار يكذبون، مربوا الأجيال يكذبون، مسؤولوا دوَل يكذبون.... في رأيي هم من يحتاج إلى سماع تلك القصة كل ليلة قبل النوم، لكن خوفي أن يناموا قبلَ النهاية ( ويضيع الهدف منها ) !.



إلى محور حديثي أعود: وُلد محمد أفضل خان (53 عاما) في مدينة جيلوم في باكستان، لأسرة مسلمة فقيرة معدمة. نشأ وسط الجوع والعطش. منظر جسده النحيل وقفصه الصدري الذي يكاد يمزق جلده محاولا الهروب منه كان مصدرا لشفقة أقاربه وكل من يراه أو يسمع عن حالته. تبناه عمه المقيم في بريطانيا تعاطفا مع ظروف والده الصعبة. حمله معه إلى المملكة المتحدة قبل أن يكمل 11 عاما. كانت شهور محمد الأولى عصيبة جدا بعيدا عن أهله ومحيطه. فعندما توفر الغذاء غابت شهيته. تعرض لصدمة نفسية كبيرة إزاء فقده لوالديه. وعدم استطاعته التحدث بالإنجليزية والتواصل مع أبناء عمه الذين لا يجيدون لغة سواها.
بعد أن كان محمد مسجونا في منزله بباكستان إثر الجوع والفقر المدقع، صار محبوسا في بريطانيا بسبب حاجز اللغة وفقده لوالديه. تجاوز محمد حالته النفسية الصعبة بعد شهور طويلة. دخل المدرسة. لكنه تعثر غير مرة بسبب اللغة وانطوائه. قرر عمه وسط إلحاحه أن يدعه يعمل عندما بلغ الـ16 من عمره في مصنع للقطن. أظهر محمد كفاءة عالية. تدرج في المصنع وحصد إعجاب رؤسائه. لكنه سأل نفسه ذات يوم وهو يهم بالخروج من المصنع: إلى متى سأظل هنا؟ هل تركت وطني وأهلي لأكون عاملا بسيطا في مصنع؟ كان هذا السؤال دعوة لإيقاظ أحلامه النائمة. عاد لمقاعد الدراسة من جديد من خلال الدوام المسائي. انتقل من مصنع القطن إلى آخر لتعبئة البطاريات حتى يتناسب أكثر مع ظروفه الجديدة. ترك مصنع البطاريات وتحول إلى سائق حافلة عامة. كان يصغي خلال قيادته للحافلة إلى أحاديث الطلاب ونقاشهم حول المحاضرات والاختبارات. حول الأساتذة والمناهج. شعر من خلال حديثهم بأنه ليس أقل منهم وعيا وإدراكا. وأن بوسعه أن يكون أحدهم يوما ما. فور أن أنهى دراسته العامة تقدم للحصول على قبول في القانون في جامعة مانشستر. لكنه لم يقبل. كانت تنقصه بعض الدرجات المطلوبة في بعض المواد ليتمكن من الالتحاق بهذا التخصص. انكب على دراسة مواد مكثفة في الكتابة والبحث والتاريخ. تجاوزها بصعوبة بالغة. لكنه تجاوزها. حصل على قبول غير مشروط. انضم على إثره للجامعة بدوام جزئي. عمل خلال تلك الفترة كشرطي، مما ساعده أكثر في تحصيله العلمي وتنمية وعيه الأمني والقانوني معا. نال لاحقا درجة البكالوريوس في القانون ثم استقال من الشرطة. تفرغ للمحاماة بعد أن تدرب في أكثر من مكتب مرموق في بريطانيا. لمع اسمه في عالم المحاماة بسرعة. تخصص في قضايا اللاجئين والأقليات والمشردين الذي كان أحدهم يوما من الأيام. لم تنته أحلام محمد إلى هنا، بل للتو بدأت. ترشح للعمل مستشارا في مجلس المدينة وبعد فترة قصيرة انتخب نائبا لعمدة مانشستر. وفي عام 2004 عندما قرر أن ينتخب نفسه عمدة للمدينة التي يقطنها أكثر من نحو مليونين وستمئة ألف نسمة، اقترح عليه أحد أصدقائه المقربين عدم المحاولة. لكن محمد حاول وفاز بفارق 3 أصوات عن منافسه اللدود. وصار محمد أول مسلم وآسيوي يصبح عمدة لمدينة بريطانية منذ 700 سنة.

شكراً جزيلاً أ. عبدالله المغلوث، أنتَ حقاً رائع، ومقالاتك رائعه، و" محمد أفضل خان " كان أفضل عنوان لأفضل قصة نجاح .


في الفصول والقاعات، في المدارس والجامعات، لا نزال نشكي من تلكَ الوريقات التي نُكلّف بها " لمذاكرتها " استعداداً لامتحانٍ شهري ( وأنا منهم ).
لهذا السبب حينما نصرخ نحن أولئك المتذمرون، لا يسمعنا من هم في صف " محمد خان " .
في هذه الحياة، أنتَ لا تملك خياراً، لأنّك أنت خَيار تلكَ الحياة. الحياة تركض، أمسك بها، ثم انطلق معها .

الحياة تصرخ: أتحداااك
أصرخ في وجهها، دعها تحتاجك فأنتَ لستَ في حاجتها.
أنظر فوقك، هناك نقطة لا يمكنك رؤيتها، اقترب حتى تراها، لأنّك حين تراها، ستصل إليها .
وتأكد أنك حينَ تسأل " كيف أبدا ؟ " فتلك هي البداية .