الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

أحلامُ أطفال ..



طفلٌ ماتَ مِن القهر، يبكي بحُرقة، شفتاه ترتجفان.. وكوب حليبٍ يرفض أن يُكمِله
كُسِرت لعبته! كسرها أولئك المشاغبون، ليُضحِكوا طفلةً أحبّته ..
اقتربت تلك الطفلة تواسيه، تمسح جرحاً سبّبه " أشباه أطفال " 
أحرقوه بلعبته، وأرادت أن تطفئ ذاك اللهيب !!
صرخ الطفل " ابتعدي.. ابتعدي "
خافت الجميله.. وسقطت مِن يدِها وردةٌ نحيله. لا لون لها! لونُها الموت وقد ذبُلَت من العطش .
وركضَت هاربةً نحو أمها.. تشكي لها بصمت.. وتعاتبُ الطفل بعينان تدمعان .



- لماذا أبكيتني يا رجُل الأطفال؟! هم حاولوا إضحاكي.. لكنهم أبكوك يا رجُل !!
ألِأنهم أبكوك تُبكيني؟! أنتَ تفعل كما يفعل الأطفال !!
لماذا أهديتني دمعاً وأنا صغيره؟! أنا صغيره.. أستحق أن تقول لي يا أميره .
دلعني يا رجُل الأطفال دلعني.. قبّلني فكلّ مَن هُنا كبار.. ومَن يبالي بقبلة أطفال ؟!



- دعيني يا أميرة الصغار.. أنتِ محبوبة كلّ الأطفال.. أنتِ أصبحتِ من الكبار
يعني أنكِ تعطفين على مَن هم مثلي من الصغار، الذين يدّعون بأنهم أشرار
لكنني طفلٌ يرسم كالأطفال " كوخٌ.. ومِن حوله أشجار "




- دعكَ مِن هذا يا رجُل واسقني.. أنا وردةٌ وأنتَ لونُها
أرجوك لا تدع أحداً يلوّنها..



مسحَ الطفل دموعه، وذهب حيثُ يسمح لأفكاره أن تطير
ودعى أن تقترب فتاته من قلبه الصغير ..
وقال في نفسه " كم كنتُ معها حقير "
لكن الطفلة نامت في حضن أمها.. والدمع جفّ على خدها
واستيقظت ورأت وردةً لا لون لها.. قد وضعها أحدهم في يدها .

السبت، 29 سبتمبر 2012

أحبَبتُكِ كِذباً حتى صرتِ صِدْقاً ..

9 - 30 - 2012



لديْكِ ..
كلّ الحروفِ وما تبقّى مِنها.. إليْكِ .



- نحنُ لا نذهب إلى طبيب نفسي لأننا لا نعلمُ ما بِنا.. نحنُ نذهب لنخبر الطبيبِ ما بِنا .
نحنُ مُتعبون ومُثقلون بأمورٍ لم تأتِ بعد.. لأنّنا نفُكر.. لأنّنا نتساءل .
نحنُ لا نُريد أن نعلم.. نحنُ نخاف فقط أن نتألّم. نحنُ نعلم.. لكنّ العِلمَ محدود.. وما نطلبه علماً و " زود " .
أتعلمينَ أمراً؟ بالطبع لا. أنا لا أفكر كثيراً.. ولا تُصدّقي بأنّ الأغبياء هُم وحدهم لا يفكرون. فقد كنتُ غبياً وأنا أفكر .
هناكَ إثنان.. أحدهم طيّار.. والآخر طبيب. وأنا الثالث أكتبُ عنهم ما أريد .
نحنُ داخل كُرةِ صغيره.. وهذا ما يجعلُ الناس في حيره.. لكن أنا وأنتِ.. ومَن رحِم ربّي.. لسناَ في حيره ولآ سميره.. نحنُ نؤمن باالله وحدَهُ ولآ غيره .



-  كان موعدنا ذات يوم.. بعدَ أن أستيقظ من النوم، لمْ أنَم.. واعتذرتِ أنتِ بحجّة الصوم .
قدْ كنتِ ذاتَ يومٍ مصدرَ إزعاج، ذلكَ اليوم لمْ يأتِ.. لِذا أشعرُ بإزعاج .
لا أعلم أمراً، وأعلمُ نهياً عن حُمراً *** إذا قبّلَتني، شعرتُ بِها قتلتني .
لماذا يسألونَ ما بيْ؟! ويعلمونَ أنّي لو أحكي.. سأبكي. وأعلمُ أنّي لو بكيْت.. سأعودُ وحيداً إلى البيت .




- الراحه هيَ الإيمانُ بالله ثمّ الإنسان، لتنعمَ بزوجة تشعرُ بأنّك أشجعُ الفرسان..    على الرغم من علمك أنّك من جنبها، لكن هذا ما يفعله الإيمان .
أحبّ النومَ على صوتكِ، ولا أقصدُ في ذلك استبدال السريرَ بصوتكِ.. لكن أريد استبدال صوتي بهِ .
أستغربُ بعض رسائل الحُب يا حبيبتي، البعض يكتب لحبيبته " أحضنيني حتى الموت " الغبيْ لا يعلم أنّي أنا من سيربُت على كتفها حينَ تتذكّره.. ولا تعلمُ هيَ مالذي سيحدث بعد موضوع كتفها .
أنتِ جميله، وفي السطرِ السابق لم أقصد إهانتكِ.. ربّما فعلت.. لكن أفضل مِن أن أحضنكِ حتى الموت .
غاضبةٌ تبدو عيناكِ كالجمر، أحببتُ فيكِ الضحك ولم أعهد فيكِ الضجر. قولي حبيبي دعكَ مِن هذا، فذاك مات من حضنها وأنا أموتُ قهر .

السبت، 7 يوليو 2012

خاطره




خاطره ..
وفي حديثي لكِ كلماتٌ عابره


خاطره .. 
أنسى مكنونَها، وأتذكر لقاءنا الأول، يومَ كُنتِ ساحره !!


أرجوكِ دعِ العُمر يمضي..
أصعب الأيامِ ذكراك، أصعب حتى مِن يومِ فرقاك !!


خاطره ..
ولو أنّكِ قلتِ أحبك، لقالوا عنكِ فاجره !!


أنتِ عطرَ الذكريات، أنتِ.. أنتِ لستِ فاجره
أنتِ كنتِ حائره، بينَ حبّ صادقٍ.. بين لعبه خاسره 


خاطره ..
كلماتُ حبّ زائده، قلتِ عنها: رائعه
ثمّ رحلتي، يعني " ما منها فائده "




خاطره ..
" ما بلآش نُكتب مشتاقين "
" ما بلاش نعيش واحنا عشقانين "
" كده حنموت حزنانين.. وعلى مين ؟! "




خاطره ..
صورة طفلة ليست جميله، كبُرت في يوم وليله
وتحوّلت لأميره، يكتُب فيها خاطره.. تتبعُها خاطره .

الخميس، 5 يوليو 2012

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء التاسع عشر )


" هذه رسالتي الأولى، مِن أصل 5 رسائل لم تنل إعجابي. سأختصر الرسالة بسؤال: هل أنتَ بخير ؟!

أعلم بأنّ السؤال مُبالغ فيه، لكن حبيبي.. مَن يدري، قد أموتُ قبل أن أُكمل رسالتي. تقول الآن " يا رائحة الورد يا حبيبتي.. فكّي الدراما شوي "
لكنّك تعلمُ مدى كُرهي للدراما ومدى حبّي لإسمي حينَ تناديني " يا ياسمينه ". وتعلمُ كم أنا سيئة في التعبير عن مشاعري، ولا أدري إن كان ما أكتبه الآن له علاقة بمشاعري، وهل هُناك مَن يكتُب بِلا مشاعر !!

إعتدتُ على أن أقلّدك في كلّ شيء - إعتراف فريد من نوعه، أعلمُ ذلك - لكن حين  تختفي شمسك.. تجعلك تفكّر، ثمّ تبدأ بإفشاء أسرارك لها، وتعترف لها مدى غبائك حينَ كنتَ تدّعي الذكاء أمامها. وأنتَ يا شمسي لمْ تُشرق على أرضي ولم تطرُق شبابيك غُرفتي ولم تتسلّل مِن خلفِ ستائري منذُ أن رأيتُك آخر مره !!
ماذا.. هل كان حُضني غيرَ صادق؟! هل لاحظتَ أنّه مشغول بشيء؟! كانَ والله مشغولٌ بك.. يشعر ولا يعلم، أنّك ستغادره فجاءة!! هل غادرت فعلاً؟!.

لا تحتاج لِأن أُخبرك بأنني أصبحتُ أكتب بشكل أفضل، السطور السابقه تُخبرك. 
هل أعجبَتك؟! هل تقرأها الآن..؟! أجبني برسالة فارغه.. وإن تخجل مِنها وهيَ فارغه أيّها الكاتب البارع، ضع نقطة فقط "



رفَعتُ رأسي بعد أن أنهيت قراءة رسالتِها، ورأيتُها فوقي تبتسم. سألَتني بينما كانت " منبطحه " فوقَ السرير: هاه.. شرايك ؟

- همّزي كتوفي تكفين ..
- وليييد ..!!
- طيب يامفترسه، حلو اللي كتبتيه
- إيه ..؟
- وشو إيه ؟
- غير الحلو ..؟
- يهبل ..

اقتربَت مِن كتفي وظننتها ستهمس، لكنها افترست كتفي بأسنانها، شعرتُ بأنياب!! لكنني تذكرت بأن مصّاصي الدماء يُفضّلون العُنق على الأكتاف، ولا أدري ما السر !!

صرختُ بصوت عالي نسبياً: أستسلم.. أستااااسلم !!
ومِن المُؤسف أنها كانت تستمتع بذلك، مما جعل الموضوع يطول، حتى بدأتُ بدغتغتها. وسمعتها تهمس وهيَ تكادُ تموت من الضحك: أستسلم.. أستاااسلم !!
ومِن الرائع أنني كنتُ أستمتع بذلك .





***



إن كنتم تسألون عن " أم رزان " فقد ماتت ..
لم تمُت في الحقيقة.. هيَ لا تزال على قيد الحياة، لكن ليست حياتي .
أصدُقُكم القوْل، أشعرُ بأنّي رجُلٌ مختلف. صحيح أنّني لا أزال أصرخُ في أذُن رزان كلّما تأخّرَتْ بالرد عليّ.. لكن هذا لا يجعلني " خائن ". ولآ أمانع أن أقول بأنّي كنتُ خائناً، طالما لستُ كذلك الآن .



في الفترة الأخيره، وبعد آخر لقاءٍ بيننا. أصبح التواصل بيننا مُتقطّع.. وكِلانا لم يشتكي. وكِلانا التزم الصمت .
أفتقدها.. لكن رسالة منها كانت تكفي لِأَن تروي ضمئي، وكلمة " أُحبّك " كلّ صباحٍ أظنّها تكفي لِأَن تُبقي رزان عشيقتي إلى نهاية اليوم دونَ أن أسأل عنها في المساء .
في الحقيقة أنّ هذا الجزء مِن علاقتنا كان مُمِل.. وربّما رزان تنبّأت بحدوث مِثل هذا في رسالتها التي قرأتها لي !!



***




" مساءُ الخير حبيبي.. رسالتي الأولى مِن أصل 5 رسائل " شخبط " على أوراقها نُونُو المشاغب. أنتَ تذكرُ نونو، أليس كذلك ؟!
لايهم.. هناك أمرٌ أهم، لا أدري مالذي يحصل بيننا يا عَقْرب يومي، وكأنّك نسيتَ كيفَ تكتُب.. و وهبْتَني قلمك لِأكتُب عنْك!! إن كنتُ مشغول.. أخبرني، إن كانَت هُناك أُخرى غيري.. أخبرني !!
أخبرتني صديقةٌ ليْ بأنّ الشاب - وحينَ أقول شاب، لا أعني الشاب السعودي فقط. أكره ثقافة بأنّ الشاب السعودي هوَ وحده " الخروف " وبقيّة شباب العالم (( جورج كلوني )) سخيفه.. تجاوزها حبيبي - حينَ لا يسأل عن حبيبته لفترة أسبوع، فهو على علاقة بغيرها. لستُ متأكدة.. لكنني سأُصدّق ما تقولُه لي أنت .

ملاحظه: لا أنتظر مِنك رسالة.. أنتظرُ لقاءك يا عقْرَب "



عقرب؟! أيّ دلعٍ تكتبينه يا روز!! إن كنتُ قد نسيت الكتابه.. فأنتِ نسيتي كيف تُدلّليني. أتمنى أن تكوني مخطئه، أظنك تقصدين بأنّي عقارب يومك. لكن كيف لجميلة مثلك ألاّ تفرّق بين مطرٍ وصحراء ؟!



ونُونُو.. لماذا يُشخبط على أوراقك؟! أُراهن أنّه لَم يُشخبط ولمْ يَقْرب أوراقك.. لكنّكِ أنتِ مَن شخبط عليها وأعاد صياغتها لتكتبي آخر الرسالة " عقرب ". 
بدأتُ أكرهُ فكرة أنْ تكتُبي رسائل. كنتِ حينَ تغضبين، تتصلين وتصرخين.. وأستمع لكلّ حرف معَ كلّ صرخه، وأرى دموعكِ مِن خلفِ سمّاعة " الجوّال " دونَ أن تبيّني لي أنّكِ تبكين. أيّتها الشجاعة التي استعانت بالرسائل كَيْ لا أرى دموعها إن كانت تبكي، ولآ ابتسامتها إن كانت سعيده!! 
سأُشخبط على رسالتِك.. سأُشخبط كلّ رسالة تكتُبين فيها " عقرب " 

ومَن هيَ صديقتُكِ التي أخبرتك عنْ نظريّتها السقيمه؟!
لديّ قائمة بأسماء كلّ صديقاتك.. أيّ واحدة تقصدين ؟!

نرمين الدوبا: التي ترى بأنّ جميع شباب العالم - سواء كانَ سعودي أو بنغالي - هُم أجمل شيء خُلق في هذا الكوْن. تعلمُ بأنّها ليست جميله، وأنّ كرشها يُسبب للسعودي والبنغالي تقلّبات في المعده، ويبدأ بمجاملتها بابتسامه بمعنى: خلاص لا يكثر. وتظنّ بأنّهم " سعبلوا " عندها. آآآآه الغبيه.. كانت تعلم بأنّني مُعجبٌ بك، لكنها أمسكت بيدي أمامك، وأشكركِ جزيل الشكر حبيبتي بأنّكِ كنتِ ولا زلت خجولة إلى حدّ أنّكِ لم تنظري إلى يدي ومالذي يُمسكُ بها !!


هند المسترجله: أولاً: كيفَ أكونُ عقرب ومثل هِند على قيد الحياة؟! ثانياً: عليها أن تعرف، بأنّ ما يُطبّق عليها لا يُطبّق على الرجُل الأصلي - إن كانَت هي مَن أخبرتك -. إذا كان عدم سؤالها عن " حبيبتها " لمدّة أسبوع يعني بأنها وجدَت حبيبة أخرى.. هذا شأنُها. منذُ متى وأنتِ تستمعينَ إلى شذوذ يا روز؟! في المرة المقبلة سأناديك بغيرِ إسمك .



مها تركي الأول: هاهاها.. أتذكّر حينَ أطلقتُ عليها هذا الإسم. كنتِ تشتمين وأنتِ تضحكين، لا تُنكرين.. فقد أعجبتك. لكنّ " عقرب " ليستْ مُضحكه ياروز، عليكِ إعادة النظر فيها. كنتُ أسأل إن كانت مها هي صديقتُكِ المعنيّة أم لآ؟! صديقتُك التي اكتشفتُ بأنّها على علاقة بجميع أصدقائي، إلاّ أنا - وأعوذ بالله مِن كلمة أنا - ومَن رحِم ربّي. كنتُ أصادفها كثيرا في الأماكن العامّة، وكنتُ دائما أطلبُ منكِ ألاّ نلتقي في مكانٍ عام، كنتِ تسخرين منّي كلما قلتُ لك: أخاف نقابل مَها. وتقولين: الله أكبر يالهيئه الحين..!!. تعلمين أنّني أكره بأن يرانا أحدٌ يعرفنا ونحنُ معاً. دائماً تسخرين يا روز. 
أعلمُ أنني لم أغيّر إسمك بعد.. لكنني لم أجد إسماً يليقُ بكرهي لكِ .


والقائمة تطول ..
لنَعُد لمحْور حديثنا: هل أنتِ مُتأكدة بأنّها صديقة التي أخبرتك..؟!



***


في بيت هِند وفي غرفتها تحديداً، كانت روز تُقلّب الأوراق.. أوراق تختلف عن قبلها. تلكَ التي في الماضي كانت أوراقي، وما بين يديها الآن.. أوراق تلخيص لإحدى موادّها. قالت بعد أن وضعت الأوراق جانبا: إففف.. أحاولُ جاهدة أن أنساه، على الأقل هذه الفترة.. تعلمين جيداً يا هند أنها أهم فترة في حياتي.

قالت هند بينما كانت تداعب سيجارتها بفمها قبل أن تُشعلها: اللي يسمعك يقول زواجك بعد أسبوع، ترى كلها اختبارات نهائيه ..
- بعد أسبوع فيه شي أهم من الزواج
- ما كأنّك تبالغين ؟!
- أبالغ لو قلت لك إن وليد ذا النشبه عيّا يطلع مِن مُخي
- أوف أوف.. صار نشبه وليد ؟!
- ياهند.. وليد متغيّر!! كنّه شايف منّي شي، ودي أسأله " ماتبيني؟! " بس هو مايحب هالأسئله ويقلبها زعل
- أقول بس.. ما بقى الاّ هو، يحمد ربّه إنك معطيته وجه .

إبتسمتْ حبيبتي روز لهند التي كانت بحاجه لِمثل هذا التشجيع، لا سيما وأنّ اختباراتها النهائيه أهمّ مِن الزواج .



***



" مساءُ الخير حبيبتي.. 
أعلمُ أنّكِ تُريدينَ رؤيتي، لكنّني شعرتُ بالإهانه حين اتهمتِني بنسيان الكِتابه، ولو أنّكِ اتهمتِني بالهِجران.. كانَ أفضل. أصبحتِ تكتبين بشكل جيّد، أعتقد بأنّكِ أصبحتي أفضل منّي [ بالطبع أُبالغ ] لكن سأعترف لكِ بشيء.. أنتِ أفضل في شيء واحد، أنتِ تُحبّين بشكلٍ صحيح.. بقلب نظيف.. بعقل كبير، ليسَتْ من أوْلويّاتك الكتابه كَما هو حالي، لِذا أنتِ تسبقيني دائما بخطوه. كنتُ سأحسدُك.. لوْ  كان ذلك الحبّ لغيري.
لستُ أنا كم كنتُ في الماضي، هكذا تشعرين.. وتخافين الإفصاح عن ذلك، لكنّ عيناكِ أخبرتني قبل أن يخبرني لسانك - وأتمنى ألاّ تستخدمي لسانكِ في الكلام، لأنّه خجول.. وأنا أحب الخجل في حالةٍ واحده وفي أوقات مُحدّده، تعرفينها أليسَ كذلك؟! لا حاجة لِأن أكتُبها هُنا.. أخاف أن تخجلي وأغضب حينها. لِذا دعي قلمكِ دائماً يتحدّث، ودعي لسانكِ يفعل ما يفعلُه الجريؤون - وما أخبرتني بهِ عيناكِ صحيح.. لكنكِ مُخطئه إن اعتقدتِ بأنّي على علاقة بغيرك، كنتُ أتمنّى بالطبع.. لوْ كنتِ في حياة رجُلٍ غيريْ. لكن لسوءِ حظّك.. أنتِ جزءٌ مِن حياتي.. قلتُ جزء؟! لسوء حظّك.. أنتِ حياتي، لِذا.. أكملي فِنجانَ قهوتكِ.. ولآ تقتُليني بشكوكك "




رفعَت رأسها بعد أن أنهَت قراءة رسالتِي، ورأتني فوقها أبتسم. سألتُها بينما كنت " منبطحاً" فوقَ السرير: هاه.. شرايك ؟

صارعت إبتسامتها وقالت: همّز كتوفي تكفى .

الأربعاء، 13 يونيو 2012

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الثامن عشر )

بدأتُ كتابة هذه السطور وأنا متردد.. هل أكتُب، أم ألتقي بك في أيّ مكان تُحبين وأخبركِ بنفسي ؟!
يُقال بأنّ الشجاع.. مَن يعترف لحبيبته وجهاً لوجه. على الأقل.. هذا ما قُلتُه أنا، لم يقُل ذلك أحدٌ مِن قبل ..!
أشعرُ بذلك الآن.. أشعُر يا حبيبتي، أنّ كلمة حبيبتي لم تعُد كسابق عهدها، حينما كانت تأثر في عيني حين أقولها، وتأثر في صوتُك حين تقولين " حبيب رزان إنت ". أشعرُ يا رزان بأنّي ضعيف.. ضعيف جدا، إلى حد الرغبة في أن تطولَ مقدمة رسالتي وأن تصل لعدّة صفحات.. حتى يصيبك الملل وتمزقي الأوراق وتهبّ معَ هبوب الرياح.. آه، كم أتمنى أن تأخذ منكِ الرياح تلك الورقه، وتقرأها هي.. لا أمانع أن يقرأها أيّ أحدٍ غيرك. أعلمُ جيداً أنّكِ لا تقرأين هذه السطور.. أنتِ تقفزين السطور، تمهّلي، ليتكِ تعلمينَ بأنّ هذه السطور هيَ أجمل ما سيُكتب.. إقرأيها .


قبل أيام... إلتقيتُ بامرأة، قلتُ امرأة ليست فتاة. أعني أنّها متزوجه.. ولديها أطفال وفتاة جميلة مثلك .
أُعجِبت بي.. أو أُعجِبتُ بها، لا أدري.. هل هذا يهُم؟! حسناً.. كِلانا أُعجِب بالآخر، كانَ مجرّد إعجاب.. وهل هذا يهم؟!
لم تُعجب بمنظري، ولا بطول قامتي التي لا يراها غيركِ. كانت تنتظرُ منّي أن أدفع لها قيمة حذاء رأتهُ في إحدى المحلات. تصدقين ذلك؟! أنا أيضا لم أصدق ذلك حتى سمعتُها تكرر الطلب " تبي رقمي؟ إشتر لي الصندل هذا ". وأظنّ بأنّكِ تتساءلين إن كنتُ قد اشتريتُ لها " الصندل " أم لا؟! وهل هذا يُهم؟! المهم أنها أخذت رقمي.. وربما أنا مَن أخذ رقمها .


هل قلتُ لكِ بأنّي التقيتُ بها قبل أيام؟! حبيبتي رزان.. لا تُربكيني رجاءً، إقرأي بعيونٍ هادئه. كنتُ أقصد قبل أسبوعٍ ونصف. لن أصِفَ لكِ ملامحها، يكفي أن أقول بأنها تُشبهك.. ولا أظنّ بأنّك ستصدقين إن قلتُ لكِ أنها أعجبتني لأنها تُشبهك، أنتِ ذكيه.. ولا تفوتك التفاصيل الصغيره: كيف رأيتها وهي تلبس " الغطوه " ؟ آه، آه.. الغطوه، نسيت ذلك. حسناً، عيناها تُشبه عيناك.. تشبهُها تماما .


هناكَ أمرٌ آخر.. طلبَت منّي أن أراها. أعلمُ أن المنطق يقول بأنّ العكس صحيح. لكن نسيتُ أن أخبرك.. في لقائنا الأول، لم أشتر " الصندل "، قلتُ بأنّ الجايات أكثر " وغير الصندل مئة صندل ". حبيبتي.. أظنها أرادت رؤيتي لتستلم المئة صندل!! حسنا.. كان هناك ذلك الموعد، ولا أدري ماسبب ذهابي للموعد؟! أظنّه الفضول الشيطاني، الفضول الشيطاني!! نسيتُ أن أكتب ذلك في البداية. لايهم.. لن أعيد ما كتبته، كل ما عليك معرفته.. أنّه سبب كلّ ما يحدث .


في إحدى لقاءآتنا، نسيتُ أن أكتب ذلك أيضاً. إلتقيتُ بها مرتين، وفي لقائنا الثاني، كنتُ متأكدا بأنها ستطالب بصنادلها ولن تجاملني كالمرة الأولى. لكن ذلك لم يحدث.. ما حدِث كان أسوأ. حين كانت تنظرُ إلى عيني - ولا أظنها مُعجبة بِها - وأنا أتحدثُ إليكِ في الجوال، إنتهيتُ مِن مُكالمتك وقلتُ لها " إيوا رزان.. وش كنا نقول ؟ ". نظرت إلى عيني مرة أخرى - هذه المره كنت متأكد أنها لم تكن معجبة بعيني - وقالت " مييين ؟! " خفت يا رزان جدا.. خفتُ عليك، ولِمَ أخافُ عليك وهيَ لا تعرفك؟! وهل هذا يهم؟! إعتذرتُ من العجوز الجميلة جدا وقلت بأنّني آسف.. وأن أختي رزان كانت.... أختي رزان؟! هل هناك أقدم مِن ذلك العذر؟ وهل هُناك عذر أساسا؟!. 


حبيبتي.. في منتصف لقائنا الثاني، وبعد أن ناديتها بإسمك. إستأذنتني وقالت بأن لديها موعد وأنّ عليها الذهاب الآن. يبدو أنكِ تتساءلين: تغار " بتاعت الفلوس " ؟! ...



***





قاطعه صوت رنين الجوال.. وكانت رزان المتصله، تردد.. لكنه أجاب:
- هلا.. هلا بالحلو
- هلا وليد
- بس وليد ؟
- هلا حبيبي
- كيفك ؟
- بخير.. فاضي؟ بقولك شي
- سمي ؟
- لحظه.. أمي تناديني، خلاص أكلمك بعدين .
- طيب


إنتهت المكالمه.. وعاد وليد ليُكمل الرساله .



***



يبدو أنها اكتشفت الأمر، ويبدو أنكِ التقيتِ بِها.. ماذا قالت لكِ؟! قالت بأنّي بخيل ولا أشتري صندل لحبيبتي؟! سأشتري يارزان صندل وتسعه وتسعون صندل. ماذا قالت لكِ؟! قالت بأنها رأتني معك نتبادل الحديث.. لكنها لم تقُل شيء حينها لأنها تُحبّك وتظنّ بأنّي رجُلٌ صادق يحب ابنتها ولا يكذب عليها، حتى رأتني ذات يوم أغازل امرأة..!! أتصدقينها حين تقول: كنتُ أغازل امرأة؟!. عليكِ أن تُصدقيها.. فأنا أصدّق كل ما تقولُه لي أمّي. أتمنى فقط أن تتذكر شعوري كلّما اتصلَت بي.. وتُخبِرك. تتساءلين عن شعوري؟! وهل هذا يُهم؟! ..




***




تقاطعه رزان مرة أخرى باتصالها.. ينظر للشاشه ويقرأ " أم عيالي " ويعتقد بأنّها آخر مرة يرى فيها رقمها:
- هلا رزان
- بس رزان ؟
- هلا حبيبي.. وش فيه ؟!
- وش فيه؟! مافيه شي، بس أبي أكلمك
- قلتي تبيني بموضوع.. وشو ؟
- إيه صح.. أبي أشوفك ضروري، اشتقت لك يا حمار .
- !!




السبت، 9 يونيو 2012

نعمة النسيان


10 / 6 / 2012
الأحد








كان في كلّ لقاء ينسى إسمها.. وكان يستخدم " يا جميله " بدلاً مِن إسمها الذي لا يُنسى .
ذات ليلة.. كاد أن ينسى إسمه. وقد تكون تلك مُبالغه.. إلاّ أنه لا يُبالغ حين يتلعثم في كل مرّة يريد أن يعرّف بإسمه ..
المُضحك.. أنها هيَ أيضاً كانت تنسى إسمه في كلّ مرة تراه ..!!


مواعيدهم الغراميه تكون في إجازة الأسبوع، في شقّته الصغيره.. الصغيره جداً.
 يكتب لها الشِّعر وهيَ تلعبُ بشَعره.. وتسأله:
- ماذا تكتب ؟
- شِعراً
- إقرأه
- وبدأ " جميلتي.. إن كُنتِ ستضحكين على شِعري، فضحكي دون علمي، لم أكتب الشِعر في يوم.. إلاّ أنّي عرفتُ بعضه منكِ.
أنتِ أيضاً لستِ بشاعره، لكنّ الشِعر في عينيكِ. أرجوك، أرجوك.. أغمضي عينيك ولا تُكمِلي الباقي.. ستقترب، وتدنوا حروفي إليك.. وترجوك أن تقتربي منّي.. أكثر، فأكثر، فقُبله، فأسألُ بعدها: جميلتي.. ما أسمُكِ ؟! "


لم يكن ذلك شِعراً، ولمْ يقرُب الشِعر.. ونسيَت الجميلة كيفَ يُكتب الشِعر بعد أن سمعت صوتَ جميلها يرقصُ بين أغصانِ حروفِه.. أغصان شِعره .!!
وارتسم بُستانٌ على شفتيها يحملُ رائحة الورد لكنّه بِلا ورود.. واشتعلَ الخدّان، كادا من شدّة الخجلِ يوقَدان. أطفأ الجميلُ نجومَ الليل، واستأذنَ القمرُ يبحثُ عن أرضٍ لا تحملُ عاشقين.. فضلّ القمرُ يدور حتى هذه اللحظه !!

في تلك الليلة.. لم يكن أحدهم يعلمُ بأنها ستكون آخر ليله، آخر ساعات.. آخر حروفٍ نسيَت إسم مَن تُحب وتتذكر باقي الناس أجمعين .
كانا يبتسمان للعامّه.. لكنّ العامّة تبتسمُ لبعضها ولآ تلحظ إبتسامة عاشقيْن. 
نظر إليها وقال:
- يا جميله
- يا جميل
- لم تُخبريني
- ماذا تريد ؟
- حبّه ونص
- بس ما تبُص ؟
- أمرنا لله
- ونِعمَ بالله


استيقظ من نومه وكانت جميلتُه بجانبه.. لكنّه الآن يعرفُ اسم جميلته.. يعرفهُ جيداً !!
خاب ظنّه.. وخاف أن تكبر " الخيبه " إن استيقظت وهي تذكر إسمه .

الأربعاء، 23 مايو 2012

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء السابع عشر )












الغالبية تكرهني الآن، ومن لم يكرهني بعد " فلا حول ولا قوة إلا بالله " .




- أستطيع أن أرى رزان وهي تتلقى الخبر مني ..
ذلك الشخص الذي سرق أمها، هو حبيبها، هو نفسه مَن يخبرها كيف حدثت عملية السرقه !
أستطيع رؤية دموعها تسبق " لماذا يامُجرم؟! "
أستطيع أيضاً أن أحضنها وأعتذر منها - كما فَعَلت هيَ مِن قبل - وعليها أن تسامحني .




- أصبحت ذلك الجندي المجهول: الذي يصرخ بأعلى صوته، فليتفتُ واحداً مِن ألفْ ويقول " سمعتُم شيء ؟ " لكنّهم يكملون سهرتهم .
أصبحت ذلك الجندي المجهول: الذي إذا أصاب، كافأ نفسه. وإذا أخطأ، شتموه و وبّخوه.. ثمّ ضربوه حتى يبكي، وإذا بكى قالوا " دعوه.. دعوه "
أصبحت ذلك الجندي المجهول: أمّهُ.. مِن بين نساء الكَوْن، تبكي إذا شعر الجندي بألمٍ في حلقه.. وتضحك على نُكته الساذجه.. وتقبّل يداه كلّما قبّل رأسها.. وتطربها خطوات قدميه قبل أن يفتح الباب.. وتُعِدّ لهُ أشهى الأطباق.. وتسمع تفاصيل أخباره، ولا تُسمعُه تفاصيل أخبارها، لأنها تعلمُ بأنّه مُتعب وعليه أن ينام .
أصبحت ذلك الجندي المجهول: الذي ينتقل من قصة لقصه، ويصنع الفارق.. حتى إذا انتصر.. صفق الجمهورُ لغيره !






- تروي رزان القصة لهند: فأكونُ رجُلاً شديدَ الغيرة، طويلَ القامة [ في نظرها ]، صاحبُ عينان حادتين، صاحبُ ابتسامة ممشوقه، وضحكة إنطوائيه، ودموعٌ قاسية، صاحبُ القلب.... أعرف أنها لا تدري أيّ قلبٍ أملك .
لكن.. آه كم أنا مُذهل في قصصها التي ترويها رزان .
لو رسمني أحدهم في مخيلته.. لأصبحتُ أشبه أحد نجوم هوليوود، أحتاجُ منها فقط أن تضيف " وشعره الأشقر، وعيونه الزرق، ولغته العربيه المكسره ... "






- أكرهُ أن أكون بطلاً في قصَص " أُم رزان " ..
تجردني مِن شخصيتي الهوليووديه، وتسلّمني شخصية الرجُل الشرقي.. وعليّ أن أجسدها الآن .
فأصبح مدلّل النساء [ أصرف عليهن ]، وأكونُ كباقي الرجال.. لا يفكر سوى بـ...... بطنه .
يتلفظُ بأسوأ الكلمات.. وحينَ يرى ما يسعدُه، فهوَ يشتم ويقبّل سيدته ويشكرها كطفل - ولا أدري إذا كانت تعني طفل شرقي أم هوليوودي ؟! - لا يرغب بأن يفارق حُضن سيدته [ فقط في تلكَ الليله ] .
لا يعرف الحُب، بل تعلمُ يقيناً بأنّه لم يسمع به .
آه.. آه.. يا لظُلم النساء، قد لا أعرف الحُب.. لكنني قطعاً سمعتُ به .






- أنا أيضاً لستُ راضٍ عمّا فعلت ..
رزان رائعه.. جميله.. تملك عينان تجذبان كباقي الفتيات.. أعلمُ ذلك. وأم رزان لم تطلُب منّي أن أقترب منها ولم ترفضني.. أعلمُ ذلك .
لن أبرّر فعلتي بأنها ردة فعل.. لكن.. أرجوكم، لن أتوقف حتى يضع كاتب هذه القصة نقطة آخر السطر .
لستُ سيئاً.. هناك جرحٌ عميق يصعبُ الوصولُ إليه، لا يعرفُ مكانه سوى مَن تسبب بذلك .
لا أشعرُ به.. لكنّه يشعرُ بي، ولآ يكفّ عن البكاء.. يريدُ رؤية أمّه، فهيَ مَن خلقته ثمّ طلبتْ منّي أن أربّيه !!
" يا أمّ الجراح.. عودي، فأنا لا أعرفُ سوى الأفراح !! "
أعلمُ أنكِ تسمعين.. وأخافُ مجادلتكِ فترحلين، ويكبُرُ الجرحُ ويصبحُ رجلاً.. وحين يسألُ عن أمه سيقولون " قتلها هذا بسكّين " وأنا والله أخافُ السكاكين !!








- من وليد، إلى كاتب هذه السطور:
إني أحمّلك كامل المسؤولية فيما سيحدثُ لي آخر القصة ..
وأنت تعلم مدى حبّي لرزان، وتقرّبي لأم رزان لم تكُن سوى وسيلة، والغاية تبرر الوسيلة ياصديقي .
أرسمني بقلمك.. لكن لا تشوهني. 
نسيتُ أن أخبرك: أتعلم ياصديقي.. حلمُ طفولتي أن أطير، هل بإمكاني فعلُ ذلك هُنا ؟!






- من وليد، إلى رزان.. لالا.. إلى ( ماذا يعني أن تكونَ إنسان ):
إليكِ فقط.. وأنتِ مَن أهدى حياتي كل هذه الألوان ..
لن أكتب السطور لأُخبركِ بأنّي أحبك، لأنها لا تحتاجُ لجُملٍ وأوزان ..
كل يومٍ أقولها لكِ وتقولين .." حتى أنا " والسلام !
أتساءل: ماذا سيحدث لو أضفتي " أحبك " بعد الكلام ؟!
أعني بعد أن قُلتي " حتى أنا " والسلام ..
ربّما سأشتري لكِ قُبلة مِن فَمِي.. وسأُهديكِ " شُكراً " مِن احترامي لكِ
وسأبتاعُ سعادةً لأضعها جانبي قبلَ أن أنامْ .






- من رزان، إلى وليد.. أقصد.. مَن يرى بأنّه وحيد:
" حتى أنا.. أحبك " ياعبيط .








- كنتُ في بهْوِ أحد الفنادق.. أنتظر أم رزان التي تأخرت لتصفيف شعرها أو لا أدري مالذي يفعلونه النساء لاحتساء قهوة في " اللوبي " .
بعد مرور ساعة.. وبعد أن طلبت نصف " القائمه ". اقتربت سيدتان منّي لتسألني الأجمل بينهن " وليد ؟ "
بحركة هوليووديه أخذتُ أمسح فمي بمنديل أحمر - وفّق الفندق في اختيار لون المناديل - ثمّ حاولت تضخيم صوتي كثيراً وقلت " أحم.. إيه "
لم أستطع النظر للأخرى.. ليسَ احتراماً، بل في الحقيقة هيَ " قلّة أدب " منّي. لا تملك مواصفات صديقتها الجميله !
كنتُ أعلم بأن هذه السيدة الجميله هيَ أم رزان.. رُغم تبديل عباءتها بأخرى مُطرزه و " مزركشه ومخصره " جداً .


غمرني ذلك الفضول الشيطاني حتى أنّني أردتُ غناء " شيلي الطرحه عن الوجه السموح " لولآ أنها سبقتني ورأيتُ وجهها السموح .
لم تكتفي " بسموحة " وجهها، أضافت على ذلك أنها نُسخة مُكبّره مِن ( رزان ) !!
حينها علمت بأنني لن ألتفت، مهما كانت المطالب والعروض للسيدة المحترمه صديقة أم رزان ..!


أمسكتُ بيد الجميله واقتربت منها " مين الجميله اللي معك ؟ " دون أن ألتفت للسيدة غير الجميله .
بحنانِ أمّ أغلقت على يدي وقالت " إسمها حصه.. بس تقدر تناديها أم هند " !!





خربوشه ١







لطلاب المدارس:
أتمنى للجميع مذاكرة ممتعه.. واختبارات مُيسّره.. ومراقبين لَمْ يناموا البارحه !
أعلمُ بأنّ الكثير يخافُ مِن الأسئله.. أقصد أسئلة مِن نوع آخر " كيف اختبارك اليوم ؟! "
ولا خوف على أسئلة قد أصبحت " بالجيب " .




لطلاب الجامعات: 
" أحلى.. بتعطلون قبل المدارس "









***










#جانبيّات






- يتحدثون عن الشفافية وهُم يقبلون أيدي رؤسائهم " وجه وقفآ "
وليست الشفافيه أن تكتب عنهم، بل أن تكتُب عن رؤسائهم .






- كان يبكي ويحلف " والله ما غشيت " وهوَ الذي لم يبكي أمام أحد مِن قبل ..
سأل الأستاذ المصري طلابه ليُبرئ ذمته " كان بيغش والاّ لأّه ؟ "
ولأنه الأستاذ.. عفواً، لأنّه الدرجات.. بالطبع كان يغش ذلك المتباكي !!
خرج الطالب يبكي.. ذهب إلى المدير يطلب النجده!!
واستمع المدير لكلامه ولم يقاطعه، ثمّ طلب منه أن يتعهد على ألاّ يكرّر " غشّه " في الإمتحان واستدعى وليّ أمره .
 معذرةً يا " جماعه " لكن لو أتينا بالمنطق: هل سيكذب أستاذ ويصدُق طالب ؟!
المنطق يقول: نعم
نحنُ نقول: المنطق أيضاً قد يكذب .






- الحياة إن لم تكُن ألواناً.. ماذا قد تكون ؟!
أجابَ أحد الملثّمين المجهولين: أبيض وأسود .
ومنذ تلك اللحظه.. الأبيض والأسود يعيشان بِلا عائلة .






- الصديق ليس مَن تجده وقت الضيق ..
الصديق مَن يُصدّق ويَصدِقَ القوْل .






- حين يتحدثُ قلمُكَ نيابةً عنك.. سيسمعُكَ القارئ بصوته، لهذا أنتَ أقربُ إليه مِن " المتحدث "
وما أصعب أن تروّضَ حرفَ الألف وهوَ يرغبُ باللعب مع حرف الحاء.. فإمّا أن تجمعهما في كلمة، أو " إنسى الموضوع "
الحروف طالَ عمرُها.. لكنها لا تشيخ. هيَ فقط ترى بأنك لا زلت صغيراً على انتقائها.. و وضعها في المكان الصحيح .


- نقبل بالكذِب إن كانَ مُضحكاً.. ونشعر بالصّدقِ حينَ يُبكينا .
أحد الفقراء يقول: أضحك في كلى الحالتين ..!


- حين تصعد إلى أعلى الجسر.. قد يستغرق ذلك وقتٌ لِتصل للأعلى .
حينَ تقفز مِن أعلى الجسر.. كم تستغرق لتُصبِح في القاع ؟!




- حين تستمتع لسؤال " أتستطيع العيش من دوني ؟! "
إحزم أمتعتك.. و التحق بـ( دوني ) .





*بوسه على خشومكم







الخميس، 17 مايو 2012

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء السادس عشر )

الخميس
17 / 5 / 2012
3:37 pm





- أحيانا أفكر.. وحينما أفكر، لا أستعين بأحدٍ ليفكر معي .
فتلك أفكاري وحدي.. تدعى ( الأفكار الصامته ). 
وميزة الأفكار الصامته.. أنها تخطئ.. وتخطئ.. حتى يطلع الناتج صحيح .
دون توبيخ، تصبح النتائج كلها صحيحه ..






- نعم.. كنتُ أقول بأنني أفكر، تريدون معرفة فيما كنتُ أفكر فيه ..
وتظنون بأنها رزان. حسناً.. ظنكم ليس في محلّه، لكنه منطقي ..
كنتُ أفكر في أم رزان، وأظن بأن ذلك سيغضبكم .
ليس لأنني أفكر فيها، أو أنني لاحقاً سأتعرف عليها وسنخرج سوياً .
لكن لأنني أفكر فيما إذا كانت تصرفاتها الخاطئه.. خاطئه، أم نحن المخطؤون ؟!








- لدي مشكلة أعاني منها، إنني أسامح بلساني فقط ..
وبيدي أحياناً إن كنتُ أكتب رسالة لِأحد الذين أخطؤوا .
في الحقيقة.. أصفني كما يقول أحد الأصدقاء ( بعير )
ولا أمانع بأن أكونَ بعيراً. يشعرني ذلك بأنني إبن الصحراء بحق، بدوي الأصل .
لابد أن أكون " بعيراً " وأنا الذي عشت طفولتي أختبئ حين آكل التراب - الذي كنتُ أجده لذيذاً - لكي لا يراني أطفال الحي .


كنتُ أكذب.. لم أسامح رزان !!






- في المطاعم بينما كنّا لا نأكل شيئا، كنتُ أستمتع بالحديث مع رزان .
وأظنها كذلك، كانت يدها تقترب مني.. وكأن أمها لم تعُد في المكان الذي نحنُ فيه !!
خفت.. حتى سألتُ نفسي " من الذي سيأكل علقه في البيت إن كُشِفَ أمره؟! أنت والاّ هي؟! مَن الرجُل هُنا؟ إسسترقل "
لِذا.. شعرتُ بالاطمئنان على الفور، وسمحتُ ليدها بأن تلمس ما تشاء .






- لم أرى مثل عيناكِ، صادقتان.. تسكنان جسد كاذبه .
لأنّكِ تعرفين الحُبّ جيداً.. وتركلينه جيداً.. وذلك شأنُك .
ولا أدري ما علاقة أن تكوني كاذبه ..!






- يسكنني فضولٌ شيطاني يخبرني بأنه عليّ أن أرى أم رزان الآن ..
وعلى الفور سألتها.. " كيف شكل شنطة أمك؟! عشان إذا جت من بعيد.. أعرف اتصرف "






- سلّمتني ظرفاً هوائي يحمل فيه جميع أوصاف أمها ..
استأذنتها بعد ذلك بدقائق، أردتُ دورات المياه .
كنتُ صادقاً في ذلك.. إلاّ أن فضولي الشيطاني قادني لمكان آخر .
أعلمُ إلى أين يأخذني ذلك الفضول.. وأعلم أنني إن رفضته ( سيقتلني )
في الدور الأرضي.. بجانب محل نسائي - وبطبيعة الحال في الأسواق: لن تجد سوى محلاّن أو ثلاث تكونُ رجاليه - وجدتُ نفسي أمام امرأةٍ على هيئة فتاة.. تماماً كما وصفَتها ابنتها !!






- إنّ النهايات السعيده التي نراها في الحلقة الأخيره من الأفلام، هيَ أمنيات يعيشها كاتب القصه .
وهو يعلم يقيناً بأنها أمنيات الناس أيضاً .
بالطبع رأيتُم تايتنك - ومَن لم يراه.. سمِعَ به - أعلمُ بأنها لم تكُن نهاية سعيده، لأنّ القدر الذي خطّـها .
لا يوجد كاتب بقلب صلب كهذا.. يُبكي آلاف المشاهدين. ويقصي مئات الأبرياء في منتصف المحيط .
حين أتحدث عن النهايات.. فأنا لا أتحدث عن الموت .






- لم أكُن لِأُعجِبُها [ أم رزان ] ، وهيَ كذلك.. لَمْ تُعجبني ..
بالطبع أعجبتني.. كنتُ أقصد الفكرة المشاغبه التي تداعبني .
أكره المشاغبين، رغم أنهم يجيدون إضحاكنا في النهاية .
بينما كانت تلقي نظرتها لأزواج الأحذيه المعروضه للزبائن ..
تحدث المشاغب بداخلي.. وألقى التحيه .






- حينَ تخطئ المرأة، فهي في خطر.. وترى الموت أمامها
صدقوني.. تراه بعيناها المُجرده ..
أقصد المرأة الشرقيه .






- الحديث مع رزان ممتع .
هناك الكثير لو علموا عنها، لقضوا يومهم بكامله يتحدثون إليها .
إنها تستمع لكل شيء، وتقول لك كُلّ شيء، وتجيب على كل شيء .
حتى أنها تملك تلكَ " البحّة " في صوتها، التي يحبها شبابنا.. ولآ أستبعد " شيّابنا " .








- رنّ هاتفي الجوال بينما كنّا نأكل أنا ورزان وجبة العشاء ..
لم أعتقد بأن اتصالها سيكون بهذه السّرعه !! 

الأربعاء، 16 مايو 2012

غباء ..

الأربعاء
16 / 5 / 2012
4:18 pm




















الغضب: موضوعٌ جميل و صفة سيئه ..


الغضب: حين تتراقص طرباً ويُطرق باب غرفتك؟ " ميييين " تكونُ أختك الطارقه " أخوي حبيبي.. ممكن توديني مشوار ".
وتجدُكَ (( تتأفّـف )).. عفواً، الغضب مَن يتأفّـف، أنتَ لا تزال ترقص عزيزي .




الغضب: أن تعيش يومك كما تشاء، ثم يأتي أحدهم ليُشرِكَ يومَه معك لمدة خمس دقائق، يستأذنُكَ الغضب بالدخول - تصرف محترم - وتأذنُ له لأنك تخجل أن تقولَ " لآ " لأي شخص.. فقط لأختك حين تطلبك الذهاب لمشوار وأنتَ ذاكَ " الأخ الحلو " 




الغضب: أن تُخدش سيارتك وأنتَ المخطئ.. وتصبح سيارتك العزيزه على قلبك، آخر ما تفكر فيه [ ويبدأ التفحيط ] .
كل ذلك وأكثر " لعيون الغضب "




الغضب: أن توقظك أمّك لصلاة الفجر وتقول لها " لحظة خمس دقايق " وتسمح لنفسك أن تشارك مشيئة الله وأنتَ الذي لم تسمح "لِأحدهم" بأن يشاركك الخمس دقائق خاصّتك .




الغضب: أن تكتب بسرعة ولديكَ اليومَ بأكمله.. فقط لأنّك قرّرت أن تُنجز (( الآن )) 




الغضب:  حروفه التي تجبرك على أن تمُرّ بمخارج الحروف الثلاث ( الحلق.. مروراً بالأسنان وتنتهي عند الشفتين )
يعني بأنّ لديه حُب التملّك.. ويجب عليك أن تخاف، فإن زاركَ الغضب. فأنتَ مِلكُه .




الغضب: أن تأكل وأنت لا تشعر بالجوع.. عفواً، هذا غباء !!





الثلاثاء، 8 مايو 2012

لا تنصحني ..


اليوم: الأربعاء
التاريخ: 9 / 5 / 2012
5:27 am













نحب قراءة وسماع الأشياء التي تحتوي على قصص.. ولايهم إن كانت نهايتها سعيده أم حزينه، ويُفضّل أن تكون سعيده .
في المقابل.. نجد بأن الغالب - إن لم يكن الجميع - يكره تلقّي النصائح، وإن استطاع.. غيّر مجرى الحديث .




النصائح رائعه.. بل مُذهله. الخلل في طريقة طرحها، لن يتقبّلها أحد حينَ تُقدم النصيحه على طبق - حتى لو كان من بلاستك - ليتناولها ثمّ يشكرُ كرمك ودعوتك لهذه الوجبه المفيده التي ستغير مِن مجرى حياته.. لا تُقدمها " مباشره " .




القصص في إطارها الخارجي.. ترسم لكَ ما تراه عينك، تجعلك تضحك أحيانا.. وأحيانا تعجب بشخصية أحدهم .
لكنك حين تستيقظ من النوم في اليوم التالي.. وتتذكر بأن عبدالرحمن [ الشخصيه الشريره في القصه ] حينَ أسرف في التدخين - وأصيب بمرض سرطان الرئه وأصبحت أيامه أنوار زرقاء ورائحة مُعقم - تنظر للباكيت وتقول " شوف، منيب تاركك اليوم.. بس يجيلك يوم " لا تهدف النصيحه إلى ترك سلبياتك مباشره.. فكما أتَت بشكل تدريجي، كذلك تفعل أنت .




لا أقول بأن تحولوا نصائحكم إلى قصص.. فلم يعد هناك متسع للوقت لسماع مثل هذه الأشياء، كُن قصة لِمَن حولك.. يراها ويسمعُها كلّ يوم .

الاثنين، 19 مارس 2012

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء الخامس عشر )

لم تعودي كما كنتي، ولنقل لم تكوني كما أرغب، لكن لا بأس بأن تكوني كما ترغبين. إن الحياة هنا صعبه، أشتاق إليكِ حتى تتسرب دموعي بين خيوط وسادتي وتبدأ عيناي الناعستان بانتفاخ تدريجي وتتلون بلونكِ المفضل [ أحمر ] ويصبح الإيقاع حزينا مع سماع شهقاتي المختبئه تحت شرشفي. كنتِ مختلفةً هناك.. وكأن أرض الوطن يحرّم كُلّ حرام حُلّل في " دبي " !. لتُمثّلي أنتِ دبي وسأكون أحدَ سُكانك، لنلعب هذه اللعبة من أجل ما بيننا، وليكن ما بيننا ملكة وشعبها، والشعب ليس سواي يدافع عن وطنه بنظراتِ ذئبٍ لا يملك سواها، يكشف عن أنيابه المُسنّنه مُتأهبا لهجوم يعلم بأنه الخاسر الوحيد في هذه المعركه.


استعادت رزان ابتسامتها بعد أن اعتقدَ كُلاً منهما بأنه استطاع تلقين الآخر درسا لن ينساه. تمددت على سرير الغرام، وفي الفراغ كانت تُؤرجح قدماها العاريتان، كان ذلك رائعا مع سماع صوت وليد وهو يغني " ما تطلبه رزان ". قبل أن تنهي المكالمه طلبت منه ألاّ يتكرر ما حدث، كان يصغي لِما تقول دون أن يقاطع - أراد ذلك - لكن عودتها لم يمضي منها سوى ساعات، وليكن اليوم يومها .


ترفضين مقارنة الرجل بالمرأة، وتسألينني كلما أخطأت " يرضيك لو أنا سويت زيك ؟ " تنظرين لكل شيء ولآ أنظر إلاّ إليك، تعبثين بممتلكاتي حين تبتسمُ شفتيك لغريبٍ يشبه " تشافي " لآعب الدوري الاسباني، لطالما كانوا محط النظر أولئك الرياضيين أصحاب العقول الصغيره وأجسام ضخمه، تتخيلين أنه لو أمكنك لمسها لاستطعتي رسم كل جزء من جسمه.. ما عليك سوى أن تتبعي تلك الخطوط التي رُسِمَت بعنايه على جسد كل منهم. تستخدمين براءة طفله لتفترسي الذئاب.. مُعجبٌ بذكائك !


في تلك الليله خرجت رزان وأمها وتركوا الصغار في البيت مع " حبيبه " الخادمه الأندينوسيه التي أصبحت جزءً من العائلة ومربية الصغار التي لا ترفض لأحدهم طلباً إلاّ في حال تعكر مزاجها أو كان يوم مرض النساء. الكل يحبها، وهي تحبهم.. وإن كان هذا واجبها، فهي تُحسن ذلك. معظم وقت رزان تقضيه في النوم، وحين لا تكون كذلك، تحب أن " تدردش " مع حبيبه في أي شيء تريده، أخبرتها حبيبه ذات يوم أنها حين كانت تعمل لدى عائلة أخرى، كانت هناك فتاة تكبر رزان، لكنها لا تشبهها في شيء، كانت تلك الفتاة تضع في جيب حبيبه خمسين ريال مقابل كتمانها للسر. في كل ليلة بعد منتصف الليل، كانت تفتح الباب لشاب نحيل تميزه بسكسوكته المرسومه. يذهبان لغرفتها ثم لا تسمع سوى ضحكات متقطعه. لم تكن حبيبه على استعداد بأن تتلقى توبيخاً أو أيّ " لكمات " في حال كُشف أمرهما، لذا كانت تصعد إلى سطح المنزل حيث غرفتها المطلة على السخان وبقايا إسمنت متناثره على أرضية السطح وأسلاك متشابكه. كانت رزان تستمتع بتلك المواضيع الشاذه مع حبيبه التي تخجل أن تسمعها من غيرها، فهي لا تزال فتاة السابعة عشر !


أرادت رزان رؤية وليد، أخبرته أنها هي وأمها في رياض جاليري، وإذا كان بإمكانه الدخول فسيكون ذلك رائعاً. كم كان هذا ممتعا بالنسبة له، مراوغة حراس الأمن ومن ثم رؤية ذاك الغزال الصغير الذي تعلم القفز قبل أن يمشي، حشر وليد نفسه مع عائلة "هنديه " بينما كانوا يمشون متجهين لبوابة " دبنهامز " آملاً أن يمنحه لونه الحنطي الجنسية الهندية بضع ثوان. كان يتأمل وليد إحدى "البوكسرات " التي تباع لدى دبنهامز قبل أن تتصل رزان لتسأل عن مكانه، أخبرها أنه هنا ليلتقي بفتاة مع أمها وتفاجأ بأن السوق يحمل الكثير منهُن ! " يا ترى اختار وحده منهم، والا رزان بتجي تخطفني منهم ؟ " يحب الرجال تلك الاسئله الاستفزازيه، تدغدغ مشاعرهم غيرة الفتيات حين يقُلن " لآ ياشيخ ؟ إحلف بس " .




لم تكن عابره تلك اللحظات، كنتِ تضحكين ولم تكوني تبتسمين، الابتسامة قد تكذب، لكن الضحك وإن كذب.. فهو يملك صوتاً آخر يخبر به من يسمعه بأنه يكذب. أتعلمين.. حتى الأعيُن التي قالوا بأنها لا تكذب، في الحقيقة هيَ تكذب. أتذكر في صغري، عند السادسة صباحاً، حين شعرت بأمي وهي توقظني.. إدعيت بأنني مريض لتمنحني أمي بطاقة المرور لأتجاوز صباح يومٍ دراسي لآ أجد فيه سوى توبيخ أساتذتي، حينها فضّلت الذهاب إلى " مستوصف ركن العلاج " القريب من بيتنا على عدم الذهاب لعالم الأطفال المسيّرين. شعرت بيد أمي الدافئه على جبيني، وبدأت بتحصين طفلها.. ثم ذهبت مسرعه لتعصر له " ليمون أصفر ". ذاك الصباح، كذَبَت عيناي على أمي .


كما هي عادة حنان [ أم رزان ] صاحبة الخطوات السريعه والجسد الرياضي، لم تسأل عن سبب اختفاء ابنتها، قد تكون مُتعبه كعادتها وقد تكون في إحدى المحلات أو لآ يهم أين تكون، المهم أن تأتي في حال طلبَت منها ذلك. كانت حنان - بقوامها الممتلئ وقد ملء أعيُن المارّه، وبكعبها العالي الذي يصدح وينادي البعيد والقريب، وعباءتها التي تكفلت برسم أبرز الأماكن لديها - تصنع لنفسها جيشاً من أصحاب الكرش لتجعل منهم عرشاً تتكئ عليه ثم تطلب من هذا وذاك ما تشاء. لم يُعد البكاء عل يوسف [ زوجها الأول ] يُجدي، فمن كان ذات يوم متعاطفاً يرتدي ثوب الطهاره، أصبح متوحشا يطمع ما تبقى من علاقة لآ أمل لها بالرجوع. إستنزفت كل ما تبقى من حُب، وبعد أن خاب ظنها بالبكاء ألقت بنفسها بين ذراعي زوج آخر أغرقها بالوعود، لكنها أخطأت حين أغرقته بأنوثتها قبل أن يوفي بوعد من وعوده !.



ستقرئين ما أكتب بعد أن تصحو عيناك، بعد أن تستقبلي صوت منبهك بوجه عبوس، بعد أن تستنشقي أجواء " دواميه "، كم هي غبيه. ستقرئين دلالك بين السطور، وتلتقطين إحدى خصلات شعرك على طرف إحدى الحروف. بعدها تبدئين بالتفكير " أكلمه وأدعي بأن سبب مكالمتي له.. كان للاطمئنان، أم أخبره أن كلماته هي من نادتني ؟ " أذكّرك حبيبتي.. كبرياؤك الذي زرعته يداي بعنايه، لن تتطرق لأي كلمة كُتبت هنا، كبرياء ليس أنثوي.. كبرياء " روحين " اجتمعا ليُقيمَ حبّهما بين شبكات الاتصالات متربعاً يندب حظه. ستقرئين كلامي على عُجاله.. ستراجعينه بين الزحام متجة إلى " سنة الحياة ". ستبتسمين ربما ..