بدأتُ كتابة هذه السطور وأنا متردد.. هل أكتُب، أم ألتقي بك في أيّ مكان تُحبين وأخبركِ بنفسي ؟!
يُقال بأنّ الشجاع.. مَن يعترف لحبيبته وجهاً لوجه. على الأقل.. هذا ما قُلتُه أنا، لم يقُل ذلك أحدٌ مِن قبل ..!
أشعرُ بذلك الآن.. أشعُر يا حبيبتي، أنّ كلمة حبيبتي لم تعُد كسابق عهدها، حينما كانت تأثر في عيني حين أقولها، وتأثر في صوتُك حين تقولين " حبيب رزان إنت ". أشعرُ يا رزان بأنّي ضعيف.. ضعيف جدا، إلى حد الرغبة في أن تطولَ مقدمة رسالتي وأن تصل لعدّة صفحات.. حتى يصيبك الملل وتمزقي الأوراق وتهبّ معَ هبوب الرياح.. آه، كم أتمنى أن تأخذ منكِ الرياح تلك الورقه، وتقرأها هي.. لا أمانع أن يقرأها أيّ أحدٍ غيرك. أعلمُ جيداً أنّكِ لا تقرأين هذه السطور.. أنتِ تقفزين السطور، تمهّلي، ليتكِ تعلمينَ بأنّ هذه السطور هيَ أجمل ما سيُكتب.. إقرأيها .
قبل أيام... إلتقيتُ بامرأة، قلتُ امرأة ليست فتاة. أعني أنّها متزوجه.. ولديها أطفال وفتاة جميلة مثلك .
أُعجِبت بي.. أو أُعجِبتُ بها، لا أدري.. هل هذا يهُم؟! حسناً.. كِلانا أُعجِب بالآخر، كانَ مجرّد إعجاب.. وهل هذا يهم؟!
لم تُعجب بمنظري، ولا بطول قامتي التي لا يراها غيركِ. كانت تنتظرُ منّي أن أدفع لها قيمة حذاء رأتهُ في إحدى المحلات. تصدقين ذلك؟! أنا أيضا لم أصدق ذلك حتى سمعتُها تكرر الطلب " تبي رقمي؟ إشتر لي الصندل هذا ". وأظنّ بأنّكِ تتساءلين إن كنتُ قد اشتريتُ لها " الصندل " أم لا؟! وهل هذا يُهم؟! المهم أنها أخذت رقمي.. وربما أنا مَن أخذ رقمها .
هل قلتُ لكِ بأنّي التقيتُ بها قبل أيام؟! حبيبتي رزان.. لا تُربكيني رجاءً، إقرأي بعيونٍ هادئه. كنتُ أقصد قبل أسبوعٍ ونصف. لن أصِفَ لكِ ملامحها، يكفي أن أقول بأنها تُشبهك.. ولا أظنّ بأنّك ستصدقين إن قلتُ لكِ أنها أعجبتني لأنها تُشبهك، أنتِ ذكيه.. ولا تفوتك التفاصيل الصغيره: كيف رأيتها وهي تلبس " الغطوه " ؟ آه، آه.. الغطوه، نسيت ذلك. حسناً، عيناها تُشبه عيناك.. تشبهُها تماما .
هناكَ أمرٌ آخر.. طلبَت منّي أن أراها. أعلمُ أن المنطق يقول بأنّ العكس صحيح. لكن نسيتُ أن أخبرك.. في لقائنا الأول، لم أشتر " الصندل "، قلتُ بأنّ الجايات أكثر " وغير الصندل مئة صندل ". حبيبتي.. أظنها أرادت رؤيتي لتستلم المئة صندل!! حسنا.. كان هناك ذلك الموعد، ولا أدري ماسبب ذهابي للموعد؟! أظنّه الفضول الشيطاني، الفضول الشيطاني!! نسيتُ أن أكتب ذلك في البداية. لايهم.. لن أعيد ما كتبته، كل ما عليك معرفته.. أنّه سبب كلّ ما يحدث .
في إحدى لقاءآتنا، نسيتُ أن أكتب ذلك أيضاً. إلتقيتُ بها مرتين، وفي لقائنا الثاني، كنتُ متأكدا بأنها ستطالب بصنادلها ولن تجاملني كالمرة الأولى. لكن ذلك لم يحدث.. ما حدِث كان أسوأ. حين كانت تنظرُ إلى عيني - ولا أظنها مُعجبة بِها - وأنا أتحدثُ إليكِ في الجوال، إنتهيتُ مِن مُكالمتك وقلتُ لها " إيوا رزان.. وش كنا نقول ؟ ". نظرت إلى عيني مرة أخرى - هذه المره كنت متأكد أنها لم تكن معجبة بعيني - وقالت " مييين ؟! " خفت يا رزان جدا.. خفتُ عليك، ولِمَ أخافُ عليك وهيَ لا تعرفك؟! وهل هذا يهم؟! إعتذرتُ من العجوز الجميلة جدا وقلت بأنّني آسف.. وأن أختي رزان كانت.... أختي رزان؟! هل هناك أقدم مِن ذلك العذر؟ وهل هُناك عذر أساسا؟!.
حبيبتي.. في منتصف لقائنا الثاني، وبعد أن ناديتها بإسمك. إستأذنتني وقالت بأن لديها موعد وأنّ عليها الذهاب الآن. يبدو أنكِ تتساءلين: تغار " بتاعت الفلوس " ؟! ...
***
قاطعه صوت رنين الجوال.. وكانت رزان المتصله، تردد.. لكنه أجاب:
- هلا.. هلا بالحلو
- هلا وليد
- بس وليد ؟
- هلا حبيبي
- كيفك ؟
- بخير.. فاضي؟ بقولك شي
- سمي ؟
- لحظه.. أمي تناديني، خلاص أكلمك بعدين .
- طيب
إنتهت المكالمه.. وعاد وليد ليُكمل الرساله .
***
يبدو أنها اكتشفت الأمر، ويبدو أنكِ التقيتِ بِها.. ماذا قالت لكِ؟! قالت بأنّي بخيل ولا أشتري صندل لحبيبتي؟! سأشتري يارزان صندل وتسعه وتسعون صندل. ماذا قالت لكِ؟! قالت بأنها رأتني معك نتبادل الحديث.. لكنها لم تقُل شيء حينها لأنها تُحبّك وتظنّ بأنّي رجُلٌ صادق يحب ابنتها ولا يكذب عليها، حتى رأتني ذات يوم أغازل امرأة..!! أتصدقينها حين تقول: كنتُ أغازل امرأة؟!. عليكِ أن تُصدقيها.. فأنا أصدّق كل ما تقولُه لي أمّي. أتمنى فقط أن تتذكر شعوري كلّما اتصلَت بي.. وتُخبِرك. تتساءلين عن شعوري؟! وهل هذا يُهم؟! ..
***
تقاطعه رزان مرة أخرى باتصالها.. ينظر للشاشه ويقرأ " أم عيالي " ويعتقد بأنّها آخر مرة يرى فيها رقمها:
- هلا رزان
- بس رزان ؟
- هلا حبيبي.. وش فيه ؟!
- وش فيه؟! مافيه شي، بس أبي أكلمك
- قلتي تبيني بموضوع.. وشو ؟
- إيه صح.. أبي أشوفك ضروري، اشتقت لك يا حمار .
- !!