الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

أحلامُ أطفال ..



طفلٌ ماتَ مِن القهر، يبكي بحُرقة، شفتاه ترتجفان.. وكوب حليبٍ يرفض أن يُكمِله
كُسِرت لعبته! كسرها أولئك المشاغبون، ليُضحِكوا طفلةً أحبّته ..
اقتربت تلك الطفلة تواسيه، تمسح جرحاً سبّبه " أشباه أطفال " 
أحرقوه بلعبته، وأرادت أن تطفئ ذاك اللهيب !!
صرخ الطفل " ابتعدي.. ابتعدي "
خافت الجميله.. وسقطت مِن يدِها وردةٌ نحيله. لا لون لها! لونُها الموت وقد ذبُلَت من العطش .
وركضَت هاربةً نحو أمها.. تشكي لها بصمت.. وتعاتبُ الطفل بعينان تدمعان .



- لماذا أبكيتني يا رجُل الأطفال؟! هم حاولوا إضحاكي.. لكنهم أبكوك يا رجُل !!
ألِأنهم أبكوك تُبكيني؟! أنتَ تفعل كما يفعل الأطفال !!
لماذا أهديتني دمعاً وأنا صغيره؟! أنا صغيره.. أستحق أن تقول لي يا أميره .
دلعني يا رجُل الأطفال دلعني.. قبّلني فكلّ مَن هُنا كبار.. ومَن يبالي بقبلة أطفال ؟!



- دعيني يا أميرة الصغار.. أنتِ محبوبة كلّ الأطفال.. أنتِ أصبحتِ من الكبار
يعني أنكِ تعطفين على مَن هم مثلي من الصغار، الذين يدّعون بأنهم أشرار
لكنني طفلٌ يرسم كالأطفال " كوخٌ.. ومِن حوله أشجار "




- دعكَ مِن هذا يا رجُل واسقني.. أنا وردةٌ وأنتَ لونُها
أرجوك لا تدع أحداً يلوّنها..



مسحَ الطفل دموعه، وذهب حيثُ يسمح لأفكاره أن تطير
ودعى أن تقترب فتاته من قلبه الصغير ..
وقال في نفسه " كم كنتُ معها حقير "
لكن الطفلة نامت في حضن أمها.. والدمع جفّ على خدها
واستيقظت ورأت وردةً لا لون لها.. قد وضعها أحدهم في يدها .