الأحد، 22 مايو 2011

مسلسل الحياة - تمثيل: جندي مجهول ( الجزء السادس )

كنتُ جالساً بينها وبين ابنتها، وطلبوا مني أن أغني، ولم أعتد أن أرفض طلب أحد، خاصةً إذا كان الطلب منها! سألتها أي الأغاني تحب؟ قالت بأنها تحب صوتي وأن الغناء ليس إلاّ مكمّل لروعة صوتي.. وبدأت بآهآت يتبعها موال ثم أخذتُ أبحر بالغناء حتى نزلت دمعتها فتوقفت والتفت لأرى ابنتها تبكي وتقول: ما شاء الله .

وذات صباح سألتها " وش رايك نتمشى ؟ " فقد كانت تشعر بالتعب والتعب يشكو من الضيقه والضيقه علاجها التمشيه، " لا يا حبيبي ( اخذت موتك ) مابي اتعبك " أحرف كم اعتدتُ أن اسمعها حينما اسأل عما إذا أرادت شيء!.


على دفعتين أخذت تقبل خدي وتقول " والله انّي احبك، أحبكم كلكم " وأنا أحبها أكثر وأكثر .


ذات يوم كنا " راجعين من سوق غرناطه " واقول لها " وش رايك بسوق غرناطه ؟ - غ غ غرطاب ؟ - ههههه لالا غرناطه "



في الثلاثين سنه الأخيره، عانت كثيرا من مرضها، ورافقها حتى وافتها المنيه قبل " أسبوعين " !.




هذه كانت جدتي غفر الله لها واسكنها فسيح جناته
ارتقت روحها لمن هو أرحم منّا
غفر الله لها ولموتانا وموتى المسلمين
ادعوا لها ...


يُقال " أنّ بإمكانك أن تشعر الشعور الذي تختاره في أي لحظة من لحظات حياتك " أشعر بأن جدتي ارتاحت من " كذب الواقع " وراحت " لواقع الخيال " .



::





الجزء السادس



الفتاة هي ما نُحب، والحُب كل ما نملك .
الفتاة لا تبحث عن الحُب، لكنها تبحث عن الأمان !
الفتاة عنوان الذكاء: معها يصل الرجُل إلى القمة .


( عبدالرحمن بقنه )





،



يقول:


لم أكن أبالي بالوقت، تأخرت أم لم تتأخر، في المقابل سألتقي بها! أشعر وكأنه موعدنا الأول، يخالجني شعور غريب، ذلك الشعور حينما صادفتها أول مره وهي مبتسمة لنرمين - ويبدو أنها كانت " تنتفني " [ نرمين ] - وبعد أن تجاوزتني التفتُّ لأراها ملتفته إلي.
كنتُ قد تأكدت من مظهري، لم أكن في كامل زينتي، لأنني إن اجتهدت في ذلك ستكون النتائج غير مرضيه.



وأخيرا شعرتُ بالملل وبدأت أغضب - بيني وبين نفسي - وحاولت أكثر من مره الاتصال بها لكن الشبكه مشغوله!. " مرّت ساعه وانا انتظر " دون أي اتصال منها، وفي الغالب أنها اتصلت لكنها تعاني مما أعانيه [ الشبكه ]. كانت هناك مكتبه بالقرب من " السوق "، دخلتها لأشغل نفسي قليلا، اشتريت بعض الملصقات وبعض الدفاتر التي اعجبتني. بعدَ ذلك اتصلَت.. وكعادتها، تطفئ بصوتها لهيبي! وكما توقعت كانت الشبكه هي العائق بيننا وكأن هناك من يراقبنا ويتربص بنا. من المؤكد أنهم يستمعون لنا الآن " طيب انا بمكتبة جرير، خليك عند البوابه واجيك " والآن بعد أن أخبرتها.. هم يعلمون أنني هنا.. لكن لا يعلمون أين هي وأي بوابة أقصد؟ اعتقدت بذلك أنني ذكي.
كانت لا تزال الشبكة مشغوله والفتيات يملؤون المكان، أووه.. هاهي تلك " المتلثمه " تحاول عابثه الاتصال بي. فقد قالت بأنها هنا في السعوديه في الغالب " تتلثم واحيانا تتنقب "، يبدو أننا نعيش لحظة ( الأغلبيه ) .




،



انتظرتُ قليلاً لآ لِأتأكد من هويتها، بل " لأكحل عيوني " وأُملئ وجهي بتعابير مختلفه يجهل المار ماهية شعوري ويضحك الصغير مجرد النظر إلي وتعتقد النساء بأنني " مهبول " والرجال يستحقرونني وانا " ما طقيت لهم خبر "، إنهُ الحُب قد غمرني فماذا عساكم فاعلون؟ تقتلونني؟ أشك أنني لازلت حيا. ابتعدوا فها أنا ذا " ناصي " الجمال بعينه .


،


سعِدَت برؤيتي كثيرا لكنها خافت أكثر، قلتُ لها هامساً " امشي جمبي وبس " وبعد أن دخلنا " السوق " اتجهنا إلى أقرب محل رجالي ودخلنا. هناك استطعت النظر إليها بكل أريحه والمسافة أقرب بكثير " ما قلت لك اكره البنت المتلثمه ؟ " كانت كلمتي الأولى بعد السلام و " كيف حالك " تجاهَلَت السؤال بسؤال " بتشتري شي والا بس كذا ؟ " ابتسمْت وأنا ممسك بقميص " كاروهات " وسألتها عن رأيها وقالت " مُسلّكةً - إيه حلو " تأكدت بأنها لا تستطيع المقاومة أكثر من 5 دقائق إضافية وأنه يجب عليها أن تكون مع " بنت عمها " في ذلك الوقت، لأنه على حد قولها " ترى بنت عمي ما تدري اني معك " لكن السؤال: أين أنتِ عن " بنت عمك " ؟ وإذا لم تكوني بصحبتي، فمع من تكونين؟.


،



استأذنت لتذهب إلى " بنت عمها "، ولكن من الصعب تركها بهذه السهوله بعد أن كان لقاؤنا مستحيل! واضافةً على ذلك ( متلثمه )، ذلك يعني أنها ستثير شهوة الكثير من " التماسيح " وستشعل غيرة بعض المتدينين والكثير من " رجال الهيئة ".
" طيب انا من بعيد بمشي وراك إلين تخلصون من السوق، أوك ؟ " ابتسمَت إلي وكأنها تقول " اللي يريحك "، وكيف ارتاح والعالم تناظرك؟. ذهبَت وأنا من خلفها أمشي ونظرات " بنت عمها " إلي أكثر بكثير من نظرات رزان إلي، حينها فهمت معنى " بنت عمي ما تدري اني معك ".



،



" ويلاااااه !!! " مالذي اختلف عما كان عليه في السابق؟ اتضحت الصوره، أنا الآن أمشي خلفها وهي أمامي لا تبالي ما إذا كنت خلفها أم مع " ربعي نلعب بلوت "، هل راهنت رزان " بنت عمها " على ذلك وأنني من خلفها سأمشي؟ هل كسبت الرهان؟ ألهذا السبب هم يضحكون الآن؟ لكن رزان ليست تلكَ الفتاة! رزان تخجل من أحرفها ويصعب عليها خداع طفل.. رزان فقط " مكسوفه من بنت عمها "، نعم.. أنظر إليها كيف تنظر إلي مبتسمه، أو يخيل إلي ذلك!.


،



اختفت رزان مع " بنت عمها " ...
وكأننا نلعب " واحد طش "، والمفارقه بين لعبتنا و " واحد طش " أنه ( أبطت عليك تجيبنا ). بعد 15 دقيقة انتظار، اتجهت إلى البيت وقد تميزت غيظاً وتمنيت أنني لم أراها.
كنتُ آمُل أن تتصل، لكنها لم تفعل.. في المقابل لم اتصل أنا الآخر.



،


أشعر بأن الكرة في ملعبها، لكنها لا تُحسن اللعبة. لماذا لا أدربها أو أعلمها أصول اللعبه؟ قد تجهل بعض الأمور وتحتاج مني أن أوضح لها ما هية تلك الأمور، الغضب وحده لا يفيد.. لا زال هناك المزيد من الوقت، الفتيات مع بعضهن يختلفن، ماذا كنتُ أتوقع منها؟ تمسك بيدي وتجرني إلى " بنت عمها " ونبدأ بالتعارف! بالطبع أنها ستفعل كما فعلت اليوم.

كنتُ أحاول أن أفكر بطريقة أخرى وألاّ استعجل باتخاذ قراراتي، فإن كان هذا ما يسمونه بالحُب، فعليه أن يستحملني.

،


عندَ الساعة الثانيه صباحاً، كنتُ على وشك أن أنام، اتصلَت بي واعتذرت عما حصل ثم سردت باقي التفاصيل ومالذي حصل بعد ذلك ....
" يللا.. على الاقل حست بالذنب " .

هناك 3 تعليقات:

  1. اممم بدأت الاحداث تصير مشوقه اكثر

    استمرر

    ردحذف
  2. حاول تهتم بالتفاصيل اكثر ياوحش
    وعجل علينا يرحم امك :$

    ردحذف
  3. صاحبك هذا .. طفولي جدا xD
    لذلك قلت من قبل اني لا ارغب بشخص لم يجرب الحب من قبل

    ردحذف