هناك سبب واحد يجعلني على قيد الحياة، هناك سبب واحد يدفعني لكتابة كل حرف، إنه يُضحكني ويُبكيني في آن، إنه يبعدني عن الأحزان، وأحزن لحظة نسيانه، يحوم حولي خشية أن أتناساه، يساعدني الآن على كتابة هذه الأسطر.. لا أراه، لكنني أشعر به، ( توقفت قليلا لأفكر ) لكنه يهمس في أذني دون أن أسمع " لا تفُكّر " .
لطالما نكرت ذلك الشعور وأنني لم أشعر به قط، حتى امتلكَ جميع أعضائي وبات يرقد كل ليلة أينما ما شاء .
هو الشعور ذاته الذي تشعرون به وأنتم تقرؤن هذه الأسطر .
::
الجزء الثاني عشر
بعد 3 أسابيع
كان في غرفته محتضناً وسادته، يصعب رؤيته وقد أظلمَ كلّ شيء، تستطيع أن تلمح دمعةً تلمع على خديه، كان يبكي على قسوته، وقبل أن يقسو عليها.. كان قد قسى على نفسه. حاول أن يمسح الدموع لكن شيئا ما أخبره أن يدعها.
إنه لم يبكي قط على مثل هذه الأمور.. بل إنه لا يؤمن بها، وباتَ متأكدا الآن أنّه أخطأ منذ أول نظرة، عاتب قلبه على ما فعله به، وأنه لا يستحق ذلك.. لطالما حافظ على قلبه، ولطالما أبعده عن جلسات يتحدث فيها الناس عن الحُب.. لطالما أخبره بأن كل شيء على ما يرام وأنه يستطيع أن يعود لينام، شعرَ بخيبة أمل .
تذكر " خلود " الفتاة الصغيرة، وكيفَ هيَ الآن ؟ هل تزوجت ؟ وإن كانت كذلك.. هل تزوجته ( عن حُب ) ؟
وتذكر حينما كانت تركض نحوه خائفه، احتضنته وهي تضحك من الخوف وتقول " خبّني ورآك خبّني " وفجأة يظهر من العدم أخاها الأكبر متنكرا بقناع مخيف.. شعر حينها بالخوف، لكن هناك من يزوده بالقوه ويشعر من أجله بأن ليس هناك ما يخافه، اتجه نحو أخاها، وبكل مآ أوتي من قوّه.. انقضّ على ( بطنه )، ضحك أخاها وقال " في بيتنا بطل " .
اتصل به رقم غريب.. كان المتصل فتاة، أخبرته بأنها " غلطانه " ولم يعر ذلك اهتماما .
كانت الوسادة مبللّه، أدارها ليضع رأسه على " وجهها " الآخر، أغمض عينيه محاولاً أن ينام .
لكنها عاودت الاتصال، قالَ في سرّه " والله مالي خلق اضحك " .
لم يجب المَرّة الأولى، علّ المتصل يستشف من ذلك بأنه نائم أو مشغول.. ليختر إحداهآ .
لكن المتصل كان متلهفاً لسماع صوته.. أجآب .
ـ ألو
- ألو هلا
- هلا ؟
- اسمع.. الصراحه انا مو غلطانه، بس طفشانه وابي اسولف
- اسمعي.. والله اني ادري انك بم غلطانه من اول اتصال، وترى هالحركات بطلوها من ايام البيجر
- هاااو!! شفيييك انت؟ بس بدردش وبعدين الله وياك .
كان لها ما تريد، وبعد أن أنهى المكالمه، استغرق في النوم وقد هدّه التعب .
***
أحسّ بآلام تُغرس في جسده وهو يستيقظ. لقد نام ليلة البارحة على الأرض، رغم تأقلمه على ذلك، إلاّ أنه لم يمارس هذه العاده منذ زمن .
يعلم ذلك مسبقاً، لكنه ألقى نظرة على " جواله " ولآ شيء يذكر، أدرك أنّ كلّ شيء قد انتهى، الآن، هو في عالمٍ آخر .
شعر بالسعاده.. ابتسم لنفسه، لم يعد مضطرا للاتصال بها كل يوم ولآ تجيب، وحينما تجيب " معليش الجوال كان على الصامت "، لم تعد هناك مسؤليه.. ومن الصعب أن تكون مسؤولا عن شخص يُشعرك بأنه ليس من حقك أن تكون مسؤولا عنه وأنت ترغب بعكس ذلك، بدأ يفكر في مصلحته وماذا عساه يفعل كي يعود كما كان، إنها منذ أن تعلق قلبه بها وهي تغدو سعيدة كلّ يوم لأنها تبحث عن النقطة التي تجعل منها فتاة سعيدة.. لكنها لم تبحث قط عن سعادته، شعَر بالأسى على نفسه وكيف سمح لها بالوقوع في ذلك، إنه يؤمن بالحياة ومن فيها، وأن الحياة تعلمنا، وأن أول شيء علمتنا إياه هو الحُب، فقد تربينا على ذلك، إنه يجري في عروقنا مجرى الدم، نعتقد بأننا نهرب منه، وفي الحقيقة نحن نهرب إليه .
بين صدى الجدران وأحافيره، شعر بأن صوتها يحارب من أجل الوصول إليه، فقد كان كبرياؤها يمنعها من الاتصال به.
صوتها الدافئ تغلغل في أُذنيه، إنها تهمس مداعبةً إياه، ابتسم، لكن هذه المرة لها، سألها ماذا حدث؟ أخبرته أنّ كلّ شيء على ما يرام، لكنها خطوات كُلّ مُبتدئ، سألها ومن الجاني؟ داعبته قليلا ثم روت له حكاية عن امرأة شقت المسافات لتصل إلى عشيقها، وقد كان لها أن تراه مع غيرها، عادت كما جاءت دونَ أن يعلم. قالت له وهي لا تزال ممسكة بخصلات شعره " الجاني، هو ذلك الشخص الذي باستطاعته أن يجعل الأمور على ما يرام وأن يبقيها كذلك، لكنه يستسلم بمجرد أن يشعر بالنعاس، ثمّ يرحَل " .
***
كانت مع أخوانها الصغار في " الملحق " حينما اتصلت بها صديقتها " هند " لتعبر لها عن اشتياقها لها وأنها متلهفة لملاقتها صباح الغد وتناول الافطار قبل وصولوهم إلى المدرسه [ دانكن دونات ]
تحمل " هند " في جعبتها الكثير لتخبر رزان به، قاطعتها رزان وهي ممسكة " بالمشط " وتطلب من ميمي أن تتوقف عن الحراك " شرايك تخلينها بكره بالمدرسه احسن ؟ لأني مو فاضيه الحين "
لكنّ " هند " أصرّت على أن تخبرها بما لديها الآن، وأن تترك كل ما يشغلها وأن تنصت لكل حرف ستقوله لها، واستجابت رزان لذلك .
اصبحت الأجواء الآن مهيئة " لسواليف البنات "
قالت هند وكأنها تلعب دور ابليس
- وش آخر اخبار وليد؟ اتصل والاّ للحين؟
- مافيه جديد
- انا قايلة لك والله انه لعاب وما يستاهلك
- الله يعين
- طيب بقولك شي، تذكرين قد كلمتيه مره من جوالي؟ رقمه للحين عندي.. ويوم صار اللي صار بينكم، اتصلت عليه عشان اشوف اذا هو لعّاب والا يستاهلك .
وجع , ملقوفه هند !
ردحذفتقدر رزان تسوي هالشي لو تبغى ,
يا شيييين اللقافه !
تسلم ع المرور
ردحذفوالله الأسلوب روعة في الكتابة .. واصل حمني .. تركي الدخيل الجديد .. صديقك الصدوق: عبدالله الدخيل الله
ردحذفجميلة , أسلوبك جدا راقي .. استمر
ردحذفانا مدري وشلون طحت بمدونتك بس اللي اذكرھ كنت احوس باليوتيوب !
ردحذفماعليناا المھم
ع طول دخخلت قسم الروايات لانھا الجزء المحبب لي ، وبصراحھ ابددعت فيھاا
روايھ جميلةة وطرح اجمل ، اتمنى انكك توااصل ابداعكك
بس مدري علامكك وقفت وانت وش نظامكك بالضبط يعني كل متى تنزل بارت !! وواذا فيھ منتدى معين تنزل فيھ ياريت تذكر اسمھ اذا مافيھ ماانع ^^"
وارجع اقولكك واصل ابداعكك وفالك المليون =P
اقصدد وفالكك التوفيق يارب <= ياشين السماجھ ع الصبح
جمممممميل واااصل !
ردحذفماشاء الله عائلة الابد ا ا ا اع انتوا :")
ججدداً جميله الروايه ,, تمنيت اني عرفتهـآ من فتره ,, أبدعت فيه
ردحذفالاسلوب جدا عجبني ,, وآآآصصل . تراني كل اسبوع تقريباً أدخل اشيك نزلت شي من بعد شهر يوليو ! وولاسف مافيه شي
عرفت الروايه من بعد اعتقآل فرآس الله يحفظه ويخليه لكم ,, وماحبيت أعلق عليهآ أحتراما لك وله .. "مو وقته" .. بس الحين مالي عذر =$ ..
بنتظظآرك أخوي ..